منذ أن تأسست المملكة العربية السعودية وهي وطن ذو ثقل سياسي واقتصادي لا يستهان به، وجودها كدولة مؤثرة في العالم الإسلامي، والحضور الدولي، والنفوذ الإيجابي في المنطقة العربية له فعاليته التي لا يستهان بها ولا يمكن تجاهلها، وذلك من أجل الاستقرار السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص وفي العالم بشكل عام.. هذه هي السياسة التي اعتمدها حكام المملكة العربية السعودية لتكون ذات حضور رائد منذ أن أصبحت دولة ذات استقلالية وسيادة ورأي حر نابع من الحكمة بما يوازن بين مصلحة الدولة داخل الحدود السعودية وبين المصلحة العامة خارج حدودها، ومع تعاقب الزمن بقي اسم المملكة العربية السعودية يرفرف بشموخ لا يُنكس تحت أي ظروف كما هو علمنا الأخضر، رغم كل الأعاصير والعواصف والمحاولات البائسة للنيل من المكانة السعودية إلا أنها في كل مرة تثبت أنها دولة بفضل الله ثم بحكمة حكامها وحب مواطنيها وولائهم، لا تهزم ولا يُحنى لها عز ولا مكانه.. وهذا هو الانطباع الراسخ المتوارث عبر الأجيال.

من الطبيعي أن يكون للمملكة سياسات مختلفة في الاحتفاظ بمكانتها المتصدرة عبر الزمن بما يتوافق مع كل مرحلة من الوقت وبما يتناسب مع الظروف السائدة، لذلك فما نراه الآن من حراك سياسي واقتصادي واجتماعي متسارع ما هو إلا استكمال لمسيرة شموخ وطن يتماشى مع مارثون سباق الجري السريع للتحولات العالمية والأحداث المتغيرة التي بعثرت موازين القوى وقلبت ترتيبها.. لتكون الصدارة للأسرع استيعابًا، والأذكى تحركًا، والأصدق عزمًا، ومن أجل ذلك أصبح تحركنا في المملكة العربية السعودية سريعًا بوعي وتوازن وحكمة وعزم أكيد من قبل ولاة أمرنا لنكون كما اعتدنا، نخل باسق له جذور ثابتة لا تهزها رياح التخبط العالمي.

كنا وطن له مكانة وثقل سياسي واقتصادي، فأصبحنا بفضل الله في المملكة العربية السعوديه دولة ذات صدارة أضافت إلى ما سبق من ثقل وتميز في لوحة شرف صدارة الدول، لتكون محط اهتمام العالم بأسره من خلال الحراك السياسي الإقليمي والعربي والدولي، حيث باتت تحمل مكانة مرموقة بقيادة عراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والذي استطاع بفترة وجيزة تغيير مسار المملكة إلى مواقع متقدمة عالميًا وبمختلف المجالات.

نتيجة لذلك، تأتي استضافة المملكة للقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى والتي عقدت الأسبوع الماضي تأكيدًا على الدور الريادي الذي تتمتع به المملكة وتقديرًا من الدول المشاركة لمكانتها على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي حيث حظيت هذه القمة الخليجية ودول آسيا الوسطى بأهمية خاصة كونها الأولى من نوعها والذي أكد سمو ولي العهد في كلمته التي ألقاها فى افتتاح القمة على أهمية التعاون المشترك بين جميع الدول لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

ولعل اللافت في الأمر هو أن السعودية بقيادة رجل الحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبعقلية استثنائية فذة عالية الطموح تسكن شخصية سمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله، أصبحت المملكة العربية السعودية تنفرد في صناعة القمم الجماعية وإطلاق مسارات إستراتيجية وسياسية من خلال القمم الجماعية التي عقدت في المملكة الفترة الماضية مع مختلف الدول والتي يقودها سمو ولي العهد بحكمة واقتدار من منطلق إيمانه العميق بضرورة فتح قنوات دبلوماسية مع جميع دول العالم.

الطريق الذي يسير به صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بتأيد ومؤزارة من خادم الحرمين طريق وعر لم يكن يومًا من الأيام سهلا ميسرا.. ولكنها دروب أصحاب الإبداع والقرار ذا البصمة الثابتة..

السؤال المهم الذي يجب أن تكون الاجابة عليه توازي تعب الشوك الذي مشت عليه قيادتنا لنصل إلى ما وصلنا إليه الآن بتوفيق من الله ثم بعزم قوي يذلل العقبات من قيادتنا.. هو كيف يجب أن يكون فخرنا عالي الصوت معلنا للكل ومحاطًا بدرع قوي من وطنية قوية، عصية على خبث كل متلون حاقد يدس السم في عسل القول حتى يغسل عقول من يلهث منساقًا خلف الأقاويل والشائعات.. أو يجعل آذانه مكب نفايات لكل حاقد مبيت لنوايا الشر تجاه هذا الوطن العظيم بقيادته وشعبه.

نحن في دولة عظيمة المكانة والقوة وحكام نسأل الله أن يحفظهم من كل شر ومكروه ويؤيدهم بنصره وقوته لأنهم بعد الله أمننا وأماننا.. نحن شعب عظيم بخيره وطيبته وقوته.. ونحن كوطن وقيادة وشعب بنعمة عظيمة تسأل الله أن يقوي نسيج لحمتنا وألفتنا ويبعد عنا أذى كل حاقد حاسد.