حتى الآن عشر جامعات سعودية أعلنت عن عودتها لنظام الفصلين الدراسيين، وذلك اعتبارًا من العام الدراسي المقبل 1445، جامعة الملك عبد العزيز بجدة، جامعة الملك سعود بالرياض، جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالشرقية، جامعة الملك فيصل بالرياض، جامعة الملك خالد في أبها، جامعة القصيم، جامعة جدة، جامعة طيبة، جامعة الجوف، جامعة نجران. الأسئلة المطروحة: لماذا تراجعت هذه الجامعات عن نظام الفصول الثلاثة وعادت لنظام الفصلين الدراسيين؟ ولماذا بعض الجامعات السعودية مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ما زالت باقية حتى الآن على نظام الفصلين ولم تقم بتجربة الفصول الثلاثة؟ إننا نتحدث عن جامعات سعودية حازت على مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية مثل تصنيف التايمز 2023، جامعة الملك عبد العزيز تحتل المركز الأول وتتصدر الجامعات السعودية. وثانيًا جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وثالثًا جامعة الملك سعود، رابعًا جامعة الملك فيصل وكذلك بقية الجامعات موجودة في التصنيفات العالمية. وتصنيف التايمز يعتمد على منهجية تقييم الجامعات كثيفة البحث في جميع مهامها الأساسية: التدريس، والبحث، ونقل المعرفة. وهنا أسأل هذه الجامعات أين هي الدراسات والبحوث العلمية التي جعلتكم تقوموا بهذه التجربة؟ وما هي الدراسات التي جعلتكم تتراجعون عن هذه التجربة؟ في نظري أن أهم أدوات التقدم في التعليم وفي تجربة الفصول الدراسية الثلاثة تحديدًا مرهونة بالتقدم في مجال البحث العلمي، في داخل الميدان، والتجارب العالمية تؤكد ذلك، وإن لم يتم هذا الاهتمام بالبحث العلمي؛ فإننا سنبقى في منطقة التقليد والاستهلاك، ولن يصل تعليمنا لمستوى القياس العالمي الذي نطمح له، وبالتالي لا تبقى أي أهمية تذكر بالتغني في وسائل الإعلام برقي الجامعات وأحجامها وأعدادها، من حيث التصنيف والمراكز العلمية التي أحرزتها بل بالفعل الحقيقي، والمنجز المتحقق على أرض الواقع. أغلب جامعاتنا السعودية التي حققت مراكز متقدمة لم أر أيا منها قامت بعمل دراسة بحثية بشأن تطبيق الفصول الأكاديمية الثلاثة. عامان دراسيان أعتقد أنهما فترة كافية لدراسة التجربة، لا يكفي فقط الاستشهاد بالدراسات العالمية وإن كانت مهمة، لكن أين دراساتنا من داخل الميدان التعليمي؟ هل وضعت هذه الجامعات استطلاعات واستبيانات إلكترونية شارك فيه الطلبة والطالبات؟ هل هناك مشاريع تخرج تربوية أو حتى رسائل ماجستير أو دكتوراة درست هذا النوع من التعليم في الجامعات؟ وزارة التعليم ما هو رأيها في تراجع أفضل الجامعات السعودية عن الفصول الثلاثة؟ هل يكفي أن نجيب فقط بأن هذه الجامعات العشر لها قراراتها الإدارية المستقلة؟ نحن هنا لا نتحدث هنا عن قرارات إدارية نحن نتحدث عن دراسات تحليلية، وعليه يجب على وزارة التعليم أن تجتمع مع كبار الجامعات السعودية العشر وتستفيد من تجربتها ودراساتها حول تجربة الفصول الثلاثة، أتمنى من الجامعات السعودية ووزارة التعليم أن تخرج لوسائل الإعلام وتعطينا نتائج الفصول الثلاثة من داخل الميدان، المملكة لديها رؤية وأهداف في التعليم، وما زال التعليم في المملكة وفقًا لنتائج البنك الدولي واليونسكو دون المستوى المأمول ونتائج الطلبة في الاختبارات الدولية الأخيرة دون المتوسط الدولي بفارق كبير. أتمنى أن يخرج أحد من المسؤولين في الجامعات ووزارة التعليم ويجيب على أسئلتي؟!