«إكسبو» هو معرض دولي يقام كل خمس سنوات في بلد مختلف، بدأ عام 1851 في عاصمة الضباب «لندن» واستمر إلى يومنا هذا ليكون واجهة عرض للإنجازات في مختلف المجالات، إضافة إلى كونه معززا للعلاقات الدولية بين الدول، حاضنا للإبداع والابتكار، زاخرا بالتنوع الثقافي والتكنولوجي مما يساعد بشكل كبير على إثراء المشاركة الإنتاجية بشكل عام.

ولكن ما علاقة المملكة العربية السعودية بإكسبو، ولماذا تسعى المملكة لاستضافة هذا الحدث في 2030 بأمر الله، وما الذي يهمنا منه..؟

لا شك أن معرض إكسبو الدولي يعتبر حدثا عالميا ذا أهمية كبرى، وقيمة مضافة إلى الدولة المضيفة.. حيث إنه يعتبر ثالث أهم حدث عالمي بعد كأس العالم والألعاب الأولمبية في الوهج الاقتصادي وفتح أبواب تنافس إيجابي في مجالات مختلفة بين الدول. من أجل ذلك وسعيا إلى تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية الملموسة على أرض الواقع لرؤية 2030 وأهدافها في المحافظة على التميز الاقتصادي والسياسي لتحقيق المزيد منها على صفحة الريادة العالمية، وكذلك لتعزيز التنمية المستدامة في مجالات مختلفة، يمكن أن تساهم استضافة هذا الحدث في تحقيقها، تم تقديم طلب رسمي إلى المكتب الدولي للمعارض لاستضافة الإكسبو بحلول عام 2030 بتياسير الله..

الدول المتنافسة على استضافة هذا المعرض هي المملكة العربية السعودية، روسيا، كوريا الجنوبية، وإيطاليا.. إلا أن روسيا أعلنت انسحابها من الترشيح لذلك أصبح التنافس بين ثلاث دول بدل أربع.

التصويت النهائي للمرشحين للاستضافة سيكون في نوفمبر من السنة الحالية.. وفرصتنا للفوز به كبيرة بإذن الله.. حيث إن المملكة العربية السعودية أنجزت مشاريع جبارة خلال الأعوام القليلة الماضية.. بعضها رأى النور وأصبح واقعا.. والبعض الآخر ما زال في طور الإنشاء.. مشاريعنا الوطنية التي أعنيها هي البصمة الواضحة على خارطة المشاريع التنموية في النقل وزيادة الرقعة الخضراء لتحسين المناخ للحد من ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك مشاريعنا في الصناعة وكل ما يتعلق بها، وأيضا تحسين جودة الحياة من خلال إنشاء مدن ذكية جديدة بمواصفات عالية الجودة تصب في مصلحة البيئة الطبيعية، وكذلك في مصلحة الإنسان ورفاهيته.. تحولنا بتمكن إلى الرقمية وعالمها الذي أصبحنا من الأوائل فيه، ولا ننسى أيضا أن المملكة العربية السعودية تسعى بجهد حثيث إلى تنويع مصادرها الاقتصادية بحيث لا يكون اعتمادها الكلي على النفط.. بل الهدف أن يتم الاهتمام بخيرات أرضنا وبركة كنوز حبانا الله بها لتكون أبواب نماء اقتصادي يجب أن نستغله بما يعود علينا بفوائد مضافة، كل هذا وأكثر كان من الأسباب الداعمة لتحظى المملكة العربية السعودية بدعم أكثر من 85 دولة إلى تاريخ نشر هذا المقال مع توقعات بالمزيد قبل التصويت النهائي لتكون الفرصة أمامنا أكبر لاستضافة هذا الحدث المهم..

القوة التي ننافس بها لم تأت من فراغ.. إنما هي قوة نابعة من ثقتنا بالله عز وجل ثم بإصرار القيادة ـ حفظها الله ـ على تبوء مكانة واسعة على أعلى قمة التميز العالمي بإنجازاتنا الضخمة التي يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.. وكذلك ثقتنا بعد الله تأتي من إصرار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله على ركوب أمواج التحدي التي لم يخسرها بفضل من الله يوما.. فإيمان أميرنا الطموح لا سقف له.. اعتدنا منه أن يترجم أحلامه إلى واقع معاش بتوفيق من الله يعززه نيته الصافية في معانقة سحاب التميز والإنجاز، فنحن دولة لا تقبل إلا بالقمة.. وقيادة لا ترضى إلا بالعلو والتميز المتفرد، وشعب بهمة عالية وعقول مبتكرة..

هي السعودية، وهم القيادة التي لا نرضى إلا أن نكون بها معتزين لتكون بها من الفخورين، ونحن السعوديين الذين لا نقبل إلا بحياة تليق بنا كوطن وقيادة وشعب.