منذ اندلاع القتال بين الجنرالات المتنافسين على السلطة تعهد كل من قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بحماية المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية، ولكن في الواقع استمرت أعداد القتلى من المدنيين في الزيادة.

ووفقا لنقابة الأطباء السودانية، التي تتعقب الخسائر في صفوف المدنيين، أسفر القتال عن مقتل ما لا يقل عن 866 مدنيا وإصابة الآلاف، بينما قال الهلال الأحمر السوداني إن القتال المستمر في السودان في الخرطوم ودارفور أرغم المتطوعين على دفن 180 قتيلا، انتُشلت جثثهم من مناطق القتال، دون التعرف على هوياتهم.

وأوضح أنه منذ اندلاع القتال في 15 أبريل دفن متطوعون 102 جثة مجهولة الهوية في مقبرة الشقيلاب بالعاصمة، و78 جثة أخرى في مقابر بدارفور.


بينما أكد مسعفون ووكالات إغاثة، مرارا وتكرارا، أن عدد القتلى الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، لوجود جثث في مناطق لا يمكن الوصول إليها.

وأدانت أقوى هيئة في الأمم المتحدة بشدة جميع الهجمات على المدنيين، ودعت إلى «وصول سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان»، لمساعدة الملايين من المحتاجين.

وقف النار

تسبب الصراع في فرار أكثر من 1.3 مليون شخص من منازلهم، في محاولة للهروب من العنف، ولا يزال هناك أكثر من مليون شخص في البلاد، و320 ألفًا بمصر المجاورة وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة الدولية للهجرة. وقد دعا مجلس الأمن الدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، يتبعه وقف دائم للأعمال العدائية، وجهود جديدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ديمقراطية دائمة في البلد الذي مزقته النزاعات.

وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أنهما علقتا محادثات السلام مع ممثلي الجنرالات.

وقال البيان الأمريكي - السعودي المشترك إن المحادثات تم تعليقها «نتيجة الانتهاكات الجسيمة المتكررة لوقف إطلاق النار»، بينما علق الجيش السوداني مشاركته في المحادثات، مشيرا إلى «الانتهاكات المتكررة» من قِبل قوات الدعم السريع، التي قالت إنها تدعم المبادرة السعودية - الأمريكية «دون قيد أو شرط».

تمديد المهمة

صدر البيان الصحفي للمجلس قبل أن يصوت بالإجماع على تمديد مهمة الأمم المتحدة السياسية في السودان ستة أشهر بدلا من عام، لإعطاء الأعضاء الوقت لمعرفة ما يحدث على الأرض، والنظر في مستقبلها.

ووصفت سفيرة الإمارات العربية المتحدة، لانا نسيبة، بأن القرار «إيجابي للغاية»، مؤكدة أن جميع الأعضاء لم يصوتوا فقط لتمديد مهمة الأمم المتحدة، ولكنهم متحدون وراء بيان «جوهري للغاية»، إذ «يوضح توقعات المجلس لما يجب أن يحدث بعد ذلك في السودان، ومن الواضح أن هذا ترتيب فوري ودائم لوقف إطلاق النار».

وقد شدد مجلس الأمن على الحاجة إلى «تعزيز التنسيق الدولي والتعاون المستمر»، معيدا تأكيد «دعمهم القوي للقيادة الإفريقية»، ومشيرًا إلى خارطة طريق الاتحاد الإفريقي، المكونة من ست نقاط، لحل النزاع، وكذلك الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية والمجموعة الإقليمية.

وصرح سفير الجابون لدى الأمم المتحدة، ميشيل بينج، للمجلس بعد التصويت، بأن الوضع الأمني ​​في السودان مستمر في التدهور.

وحذر، متحدثًا باسم العضوين الإفريقيين الآخرين في المجلس، غانا وموزمبيق، أيضًا: «تمر البلاد بمرحلة حرجة من تاريخها مع تزايد خطر نشوب حرب أهلية إذا استمر الصراع. إذا حدث ذلك فهناك خطر جسيم من حدوث عواقب وخيمة على جميع البلدان في المنطقة».



المشكلات التي يتعرض لها مدنيو السودان إثر الصراع:

الاضطرابات النفسية بسبب الصراع والفرار

انقطاع المياه عن أحياء بأكملها في العاصمة

عدم استمرارية توافر الكهرباء سوى بضع ساعات في الأسبوع

توقف ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال عن تقديم خدماتها

مئات الآلاف من القتلى وأكثر من مليون نازح

النيران المضرمة في القرى والأسواق

نُهبت منشآت الإغاثة، مما دفع عشرات الآلاف إلى البحث عن ملاذ في تشاد المجاورة