الكابتن علي القرني يعد أول رائد فضاء سعودي على متن محطة الفضاء الدولية، وزميلته الكابتن ريانة برناوي تعد أول امرأة سعودية عربية مسلمة رائدة للفضاء. هنا حينما أعنون هذا المقال بأن السعودية ستنطلق نحو الفضاء، فهذا لا يعني السعودية ككيان دولي له مكانته ودورها السباق في المبادرات العالمية بشكل عام، والمبادرات البحثية والعلمية المتقنة بشكل خاص، بل أعني تحديدا أن السعودية – امرأة – انطلقت فعليا لفضاءات لم تكن تتوقع أنها ستبلغها بكل ثقة واقتدار ودعم حكومي، فحتى ما يقارب خمس سنوات ماضية كان أدنى الطموح أن تملك المرأة السعودية المقدرة على إدارة شؤون حياتها دون تعقيدات تنظيمية أو تشريعية، ومنها أن تقود «سيارتها» في طرقات بلادها، واليوم ها هي ممثلة الوطن، وممثلة أحلام السعوديات السابقة والقادمة (ريانة برناوي) تنطلق نحو الفضاء، خارج حدود التوقعات، وخارج حدود الممكن الذي كانت المرأة السعودية تحلم به، وخارج الأمنيات التي آمنت بها بثقة، حينما أكد ولي العهد محمد بن سلمان أنه يدعم المرأة السعودية، وقال إنها «باتت اليوم شريكا للرجل السعودي في تنمية الوطن دون تفرقة».
إن مقدار الفخر الذي سيشعر به السعوديون اليوم وهم يتابعون انطلاق صاروخ «فالكون 9» نحو الفضاء وهو يحمل ممثلي الوطن لا يضاهيه شيء إلا شعور الامتنان الذي تحمله السعوديات في قلوبهن تجاه ما يعنيه هذا التمثيل لريانة برناوي لنا كسعوديات. إنه إثبات أننا أمام قيادة تفعل ما تقول، وتفي بما تعد، وتمكّن بكل السبل وفي كل الاتجاهات.
إنه تمثيل يحمّل المرأة مسؤولية المشاركة الفاعلة في تنمية وطنها، ونهضة جيلها، ووفائها لنفسها بما حلمت وتمنت، وإن لم تستطع إدراكه بنفسها لكنه تراه في واقع جيل قادم يؤمن أن لا مستحيل في قاموس هذا الوطن، وقيادته، وأبنائه ذكورا وإناثا.
رؤية المملكة 2030 جعلت من قطاع الفضاء أولوية وطنية، تسعى من خلاله على تحول المملكة إلى اقتصاد قائم على الابتكار، وتعزيز القيمة التنافسية للمملكة في الأبحاث العلمية وصناعة الفضاء، من خلال الاستثمار في رأس المال البشري من المواطنين، والذي ينطلق اليوم بريانة وعلي، ونجزم أنه سيحمل بعد عدة سنوات قائمة واعدة من الأسماء التي لا يقف أمام طموحهم مستحيل ولا يحدهم فيه فضاء.