ولمن لم يعرف جمعية «إنجاد» أقول هي في الأصل كانت مبادرة من شباب سعودي تهدف للتكامل مع خدمات الدفاع المدني والتي تعنى بحفظ الأرواح خارج المدن في الطرق الصحراوية وأول مشاريع الجمعية هو تأسيس فريق ميداني في جميع مناطق المملكة لإنقاذ أرواح مفقودي الصحراء والسيول، وتحرير مركباتهم المحتجزة بالإضافة إلى اهتمامهم ببرامج التوعية في هذا الشأن، وتعد أول جمعية بحث وإنقاذ تصمم وتعمل بتطبيق إلكتروني ولها رقم موحد ومعتمد مع الجهات الأمنية لتنفيذ جميع خدماتها الميدانية، وهي مصرحة من جهتين رسميتين من وزارة الداخلية ومن وزارة الموارد البشرية، وكذلك مصرحة من المركز الوطني للقطاع غير الربحي.
أكثر من 7200 عضو من الشباب المتطوع في الجمعية، سخروا كل جهودهم وأوقاتهم من أجل خدمة هذا الهدف السامي، فهم لا يتقاضون راتبًا أو مكافأة مالية أو مقابلا ماديا جراء خدمتهم، بل على العكس هم ينفقون أموالهم على برامجهم التطوعية من جيوبهم الخاصة، فيشترون سياراتهم ذات الدفع الرباعي، وأدوات تسلق الجبال، وطائرات التصوير الخاصة بالبحث عن المفقودين، وكذلك الطائرات الشراعية، والونش وغيرها...، وقد حصلوا على دورات مختلفة في الميكانيكا والغوص والإسعافات الأولية وغيرها..، حيث يتجاوز عدد العاملين المتطوعين في مركز استقبال البلاغات أكثر من 70 عضوًا متطوعًا يعملون 24 ساعة يوميًا ولك أن تنظر إلى الأرقام ففي 1443 بلغ إجمالي البلاغات 14707 وعدد المباشرين 29902 وإجمالي المسافات المقطوعة 2.3 مليون كم، وعدد السيارات التي تم تحريرها 15627، ويصل أكثر عدد البلاغات في اليوم الواحد على كل مناطق المملكة 184 بلاغ وأبعد مسافة تمت مباشرتها 1500كم ومتوسط عدد البلاغات 41 بلاغًا والوقت الإجمالي لجميع البلاغات 20206 ساعة. إنني أتساءل: ماذا فعلت البنوك والجهات المانحة وقطاع الشركات والتجار ورجال الأعمال في دعم الجمعية، خاصة أن الفريق يواجه تحديات ومخاطر مثل إصابة الأعضاء أثناء المهمات، وأضرار السيارات، وتلف بعض الأدوات. من الأهمية بمكان دعم الجمعية وتقديم تسهيلات مادية لها، وتعاون الجهات الحكومية والخاصة في تسهيل كل معاملاتهم كما أتمنى من وسائل الإعلام المختلفة إبراز جهود الجمعية ونشر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي وحسابها البنكي ومتجرها الإلكتروني.
أخيرًا أقول الشباب التافهون لا يمثلوننا، وإن كانوا منا، هم لا يعكسون صورتنا الحقيقية وإن كانوا جزءًا منها، لا يمثلون ثقافتنا وإن كانوا نتاجها. بدليل عندما تنظر لهذا الفريق المتطوع تجد في شبابها شيم النخوة والرجولة الشيء الكثير، أحد هؤلاء ذكر لي أنه جاء من عمله في شهر الصوم وجاءه بلاغ وحرك سيارته سريعًا ولم يرجع إلا آخر الليل، حقًا إنهم يسطرون أمامك أجمل صور الشجاعة والبطولة.