في مثل هذا اليوم 26 رمضان من العام 1438 بويع سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله بولاية العهد.

حظي سموه الكريم بالثقة الملكية الغالية وبولاء الشعب لشخصه ورؤيته ومشاريعه التي تسارعت وتيرتها حتى نقلت البلاد خلال 6 أعوام فقط نقلة نوعية أذهلت العالم.

ولعل اللافت في الاحتفاء بذكرى البيعة لولي العهد هذا العام هو تزامنها مع أحداث سياسية كبرى، وحراكًا دبلوماسيًا تلعب الرياض فيه دورًا بارزًا، ويشارك سمو ولي العهد بنفسه في هندسته وإدارته باتجاه تهدئة التوتر في الشرق الأوسط، وتهيئة المنطقة نحو نهضة اقتصادية وعلاقات مستقرة.


يأخذنا هذا لقراءة النجاحات السياسية السعودية التي تحققت على يد ولي العهد خلال كبسولة زمنية مقدارها 6 سنوات فقط. وكان من نتائجها تغيير المعادلات السياسية وموازين القوى وأوراق الضغط كما لم يشهد العالم منذ نصف قرن.

تعامل الأمير محمد بن سلمان منذ اليوم الأول بسياسة الشفافية والوضوح مع شعبه والعالم فأعلن أن المصالح السعودية هي بوصلة سياساته وترجم هذا إلى إجراءات حازمة غير مسبوقة مع دول وتنظيمات كانت تتدخل في الشأن السعودي وتخطط لاستهداف السعودية ومحاولة فرض الهيمنة عليها بشكل أو بآخر.

في السياسة الخارجية اعتمد سمو ولي العهد مسارين في التعامل مع جميع الملفات، تمثل المسار الأول في الإعلان الدائم عن رغبته الصادقة في حل المشكلات والتقدم في طريق العمل المشترك لبناء شرق أوسط مستقر مزدهر متصالح تقوم العلاقات فيه على أسس عادلة من التعاون الاقتصادي والتنموي، أما المسار الثاني فكان الضرب بيد من حديد على كل مشاريع التهديد والإرهاب التي كانت تعلن دون خجل أو مواربة عن استهدافها للمملكة العربية السعودية وتنفذ أعمال إرهابية وأجندات عدائية.

بعد 6 سنوات من تسلم الأمير محمد بن سلمان مسؤولياته تغير المشهد السياسي في المنطقة بالكامل، فتراجع خطر الإرهاب وتجمد عمل الميليشيات وانحسرت أعمال التهريب التي كانت تمرر لبلادنا السلاح والإرهابيين والمخدرات عبر الحدود.

اليوم بعد 6 سنوات فقط قدم الأمير محمد بن سلمان للشعوب المحيطة نموذجًا ملهمًا في التنوير وتحرير المجتمعات وإسقاط الفاسدين وإفشال تجار الشعارات الأيديولوجية والثورية.

واليوم أيضًا لم يعد تهديد السعودية ورقة انتخابية رابحة بعد أن طالت السخرية الإعلامية والشعبية شخصيات سياسية كثيرة مارست العنتريات ثم جاءت للرياض تطلب الود والمفاوضات.

واليوم في الذكرى السادسة لبيعة ولي العهد يرى السعوديون كيف تجاوز بهم هذا القائد المخلص الشجاع كل الأزمات وكيف دمر المشاريع الآثمة التي عملت على تقويض أمنهم ووجودهم.

ختامًا وللتاريخ.. في منطقة على صفيح ساخن، وفي أوضاع متوترة تحيط بنا من كل اتجاه ينعم السعوديون اليوم بواقع اقتصادي أكثر ازدهارًا وواقعًا اجتماعيًا أكثر انفتاحًا ونهضة شملت كل المجالات، وقيادة راشدة رصينة لم تساوم يومًا على الوطن والحرية والمصير، ولم تظهر كغيرها سلوكيات عدائية أو توسعية، ولم تطلق كغيرها التصريحات الفجة الكاذبة ولم تتورط كغيرها في الفساد والمحسوبية. وكانت بحق قيادة مجتهدة نزيهة من طراز رفيع تمثلت في شخص ولي العهد حفظه الله.

كما يرى السعوديون مستقبلهم في الرؤية الطموحة لولي العهد الملهم الذي جعل قضيته ومهمته الكبرى خدمة الأمة السعودية وحماية سيادتها وحقوقها وحفظ إرثها وتاريخها.