جاءت المسابقة بمبادرة من الهيئة العامة للترفيه وبالشراكة الاستراتيجية مع رابطة العالم الإسلامي، وحظيت المسابقة في نسختها الأولى بمتابعة واسعة أدت لزيادة عدد المتقدمين في النسخة الثانية إذ بلغ عددهم ما يقارب 50 ألف مشترك من 165 دولة حول العالم، تم اختيار 32 منهم للمشاركة في التصفيات أمام لجنة تحكيم مكونة من نخبة متخصصة في القراءات والمقامات ورفع الأذان.
كما رصدت للمسابقة جوائز هي الأكبر تاريخيًا في المسابقات من هذا النوع، حيث بلغت 12 مليون ريال. مما يعكس حجم الاهتمام والحرص على دعم المواهب الصوتية ذات الإتقان العالي في تلاوة القرآن ورفع الأذان.
المسابقة إضافة لما قدمته من تكريم للمواهب الصوتية في التلاوة والأذان، نجحت في خلق بيئة تنافسية عالية المستوى والإمكانات. وكانت بحق نموذجًا للمبادئ والقيم التي تتبناها بلادنا كجزء من ثقافتها المتنوعة وطبيعتها المضيافة وموقعها المحوري بالنسبة لشعوب العالم الإسلامي. إذ كان من اللافت تنوع الخلفيات الثقافية للمشاركين والفائزين ولجنة التحكيم، ما جعل الحدث أقرب إلى حالة تواصل وجدانية عابرة للغات والانتماءات المحدودة، ومتجاوزة الأنماط التقليدية إلى مستوى جديد من الإبداع المعرفي والتفاعل الإنساني.
إن ارتباط الإنسان بالصوت ومستوياته قديم وعميق، ما جعل الأداء الديني الصوتي جزءًا أصيلًا من الرحلة الروحية لدى جميع الديانات. ولا شك أن ملاحظة الهيئة العامة للترفيه لهذه المسألة وبذل الجهد في دعم أهم مظاهرها لدى المسلمين المتمثلة في تلاوة القرآن ورفع الأذان هو إنجاز كبير ومشكور، ولبنة تضاف إلى بنية الحضارة الإسلامية، كما أن احتضان المملكة العربية السعودية لهذه المسابقة هو تعزيز لدورها في تقديم الوجه المشرق المتسامح للهوية الإسلامية وتأكيد لريادتها في كافة أشكال الاتصال الثقافي بين المسلمين والعالم.