بعد التحذير الذي أطلقته هيئة الصحة العامة من السفر إلى تنزانيا وغينيا الاستوائية، بسبب انتشار فيروس ماربورغ ( MVD )، ولحين السيطرة على الفيروس، دارت الأسئلة حول احتمالية تحول الفيروس لجائحة والخوف من انتشاره عالميا -خاصة بعد جائحة كوفيد - 19.

حمى نزفية

أوضح أستاذ علم الفيروسات السريري المشارك بجامعة نجران الدكتور أحمد الحسيني الشهري، أن فيروس ماربورغ ( MVD ) يعتبر مرضا نادر الحدوث مقارنة بالأمراض الفيروسية التنفسية الشديدة التي تسببت في وباء عالمي مثل ( كوفيد - 19 ) والإنفلونزا الحادة، ولكنه يتفوق عليهما في التشابه مع فيروس إيبولا والتسبب في مرض بشري فتاك عند التفشي بشكل كبير، وربما يصل معدل الوفيات إلى 90 % في أيام قليلة بعد تأكيد الإصابة، وذلك نتيجةً لتعرض المصاب إلى حمى نزفية حادة تتمثل في التقيؤ الدموي والنزف.

وتابع الشهري: إن ندرة العدوى حسب التاريخ الوبائي منذ التعرف على الفيروس أواخر ستينيات القرن الماضي، والتوطن في بعض المناطق الإفريقية، إضافة إلى التنبؤ الوقائي الحذر بعد أزمة (كوفيد - 19)، كلها أمور تجعل انتشار عدوى الفيروس على نطاق واسع غير متوقع في الوقت الراهن.

ملامسة الأسطح

وعن الفرق بين فيروس ماربورغ وإيبولا بيّن الشهري، أن ماربورغ ( MVD ) يختلف عن إيبولا في الخصائص الجينية والتركيبية إلا أن هناك تشابه بينهما في 3 أمور:

1 - تعزى النشأة في الأصل وبشكل مرجح إلى قفز كل فيروس من الحيوان إلى الإنسان حتى وإن كان هناك عدم وضوح في حيثيات الحاضن الطبيعي (خفافيش الفاكهة الإفريقية) والناقل (مثل القرود الإفريقية الخضراء).

2 - يكتسب الإنسان السليم العدوى من خلال الاتصال بالحيوانات الحاملة لأحد الفيروسين أو من خلال الاتصال المباشر بسوائل الشخص المصاب أو المتوفى ( الدم، اللعاب، البول، المني، ...) أو ملامسة الأسطح و الأدوات الملوثة بتلك السوائل.

3 - التشابه الواضح في الأعراض السريرية الأولية و المتأخرة.

صعوبة التشخيص

وقال الشهري إن هناك صعوبة في التشخيص السريري لفيروس ماربورغ وذلك لتشابه العلامات والأعراض المرضية مع أمراض معدية أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك وغيرها.

وتكمن الخطورة في تأخير عزل الحالة المصابة بفيروس ماربورغ في أحد المناطق الإفريقية التي تستوطن فيها حمى نزفيه أخرى مثل حمى لاسا أو إيبولا، أما عن كيفية التشخيص بيّن الشهري بأنه يتم عمل الفحص المخبري عند ظهور الأعراض من خلال إجراء عدة فحوصات أساسية:

- تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) واختبارات مناعية لبروتينات فيروس ماربورغ (MVD) والأجسام المضادة.

- عزل الفيروس من عينة المرضى أو أنسجة المتوفين تظل ممارسة لها أهميتها الخاصة ولكن نتائجها ليست فورية بطبيعة الحال.

الخطة العلاجية

قال الشهري لا يوجد علاج مرخص ومجرب ضد فيروس ماربورغ ( MVD ) ولكن تعمل منظمة الصحة العالمية مع عدة دول ومجموعات بحثية للوصول لبعض الأدوية واللقاحات. ويمكن إعطاء المصابين الكثير من السوائل وتعويض الدم المفقود بسبب النزف الحاد، لتقليل المضاعفات المرضية والوفيات بشكل كبير.

بعد التعافي

أوضح الشهري أن انتقال الفيروس عن طريق السائل المنوي لمدة تصل إلى 7 أسابيع بعد الشفاء السريري، يقصد بها بالتعافي السريري وغياب الأعراض المرضية ولا يعني بالضرورة غياب الفيروس في سوائل الجسم مثل الدم والسائل المنوي.

وتابع: بعض المتعافين يظلون قادرين على نقل العدوى لأسابيع بعد التعافي السريري حسب مصادر طبية، وتظل ظاهرة غير مفهومة بشكل كامل وعليه ينبغي الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل استخدام الواقي الذكري حتى التأكد التام من سلبية النتيجة المخبرية مرتين على الأقل.

فيروس MVD

- ماربورغ يعد نادر الحدوث مقارنة بالأمراض الفيروسية التنفسية التي تسببت في وباء عالمي مثل ( كوفيد - 19 )

- فيروس ماربورغ يختلف عن إيبولا في الخصائص الجينية والتركيبية ويتشابهان في 3 أمور.

- بحسب التاريخ الوبائي لماربورغ فإن تحوله لجائحة مستبعد في الوقت الراهن.

- لا يمكن الكشف عن فيروس ماربورغ إلا بالفحوصات المخبرية.

- بعض المتعافين يظلون قادرين على نقل العدوى لعدة أسابيع بعد التعافي السريري.

- على الرجال الابتعاد عن العلاقات الحميمة بعد التعافي إلا باستخدام الواقي لحين التأكد من سلبية العينة

مرض ماربورغ

للمسافرين:

ما الذي يجب عليك فعله للوقاية من مرض ماربورغ؟
  • قبل السفر
تجنب السفر غير الضروري إلي المناطق الموبوءة
  • أثناء السفر
  • تجنب ملامسة الأشياء التي قد تكون لامست دم الشخص المصاب أو سوائل الجسم (مثل الملابس والفراش والإبر والمعدات الطبية).
  • تجنب ملامسة الدم وسوائل الجسم (مثل البول والبراز واللعاب والعرق والقئ والسوائل الأخرى* لجميع الأشخاص.
  • تجنب ملامسة الحيوانات الميتة والحية مثل (الخفافيش والقرود والشمبانزي والدم أو السوائل أو اللحوم النبتة المحضرة من هذه الحيوانات وغيرها)
  • تجنب ملامسة الجثث، بما في ذلك المشاركة في الجنازات أو الدفن.
  • أحرص على غسل اليدين بالماء والصابون وفي حالة عدم توفرها استخدم معقم اليدين.
  • قم بعزل نفسك فوراً وطلب الرعاية الطبية إذا ظهرت عليك أحد أعراض الإيبولا أثناء السفر.
  • بعد السفر
يجب عليك تطبيق الغزل الذاتي فوراً وطلب الرعاية الطبية إذا ظهرت عليك علامات وأعراض خلال 21 يوماً من القدوم من السفر من الدول الموبوءة مثل الحمى أو آلام العضلات أو التهاب الحلق أو الإسهال أو الضعف أو القئ أو آلام المعدة أو النزيف أو الكدمات وقم بالتواصل مع مركز اتصال وزارة الصحة (937) وأخبرهم عن سفرك الأخير والأعراض التي عانيت منها، لتلقي التوجية المناسب من قبلهم. ومراجعة المرفق الصحي المحدد لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.