ما يميز شعبنا السعودي العظيم هو حبه الصادق وإخلاصه الحقيقي في التضحية والدفاع عن الدين ثم المليك والوطن، وقد عُرف عنه تاريخياً وإقليمياً وعالمياً بجمال وفائه وروعة مثاليته في الاعتزاز بقيمه الأصيلة وفخره بالولاء الصادق للقيادة الرشيدة وتشرفه بالانتماء الحقيقي للوطن الغالي.

وهذا لم يأت من فراغ، فقد قامت هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها وتوحيدها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز يرحمه الله، ومن بعده أبنائه البررة ملوك المملكة العربية السعودية رحمهم الله وصولاً إلى حكم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله على تحكيم شرع الله وتحقيق العدل والمساواة، والتوجيه حيال تسخير كل الجهود من أجل تحقيق وتعزيز وحدة الصف ونبذ الفتن والخلافات، وإزالة جميع المسببات التي تدعو للكراهية أو العنصرية، فالجميع -مواطنين ومقيمين- سواسية تحت مظلة الأمن والعدل والمساواة، وأي شخص يعمد إلى شق الصف أو نشر الخلافات أو الإرجاف بين صفوف المجتمع فبلاشك أن القانون والأمن والعدالة له بالمرصاد>

وقد أوضح سمو سيدي ولي العهد يحفظه الله ذلك عندما أوضح في تصريح سابق لسموه أن هناك خطوطا حمراء بالسعودية لا يمكن تجاوزها، أولها ديننا الإسلامي الحنيف وثانيها الابتعاد عن شخصنة الأمور، وثالثها الأمن الوطني>


ولاشك أن الجميع يدرك أهمية هذه الخطوط الحمراء وضرورة التقيد بالابتعاد والامتناع من الاقتراب أو المساس بها، فلا يعتقد أي إنسان أنه في حال انتهاكه لأي من هذه الخطوط الحمراء بعيداً عن المحاسبة والتحقيق والعقاب في حال مخالفته لذلك>

علينا أن نتعاون بصدق ونسير على طريق المحبة والوفاء والتسامح والتضحية والسير بعزيمة الإرادة الوطنية نحو المشاركة الإبداعية والنزيهة، والإسهام الحقيقي الطموح في مسيرة البناء والتنمية والأمن وفق رؤية المملكة 2030 التي ترتكز على محاورها الثلاث: المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح، وهذه المحاور تتكامل وتتّسق مع بعضها في سبيل تحقيق أهداف المملكة، وهي تحمل في ثناياها إستراتيجيات واعدة من مستهدفاتها جودة الحياة، لنعيش جميعا بكرامة وحياة كريمة، ونعزز بأفكارنا النيرة وسواعدنا الصلبة من سلامة شعب الجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى>

لنرتقي بأمانة وصمود في الفكر الإبداعي والحس الوطني، ونقوي من روابط الأخوة والمحبة والوحدة الوطنية، ونبذل كل التضحيات، ونتشارك بشغف في تحمل المسؤولية والتعاون الدائم والمستمر من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الفرد والمجتمع والوطن> فالأعداء يسرهم أن يروا أو يسمعوا أو يقرأوا عن أي تصدع يصيب لاقدر الله أساس قواعد قوتنا، أو ركائز وأبعاد أمننا الوطني، ولكنهم بعون الله مدحورون ومهزومون، لأننا بتضامناً وتلاحمنا كشعب ومع قيادتنا الحكيمة أعزها الله نقف جميعا سداً منيعاً لكل تهديد يهدف أن يمس سيادة أو أمن بلادنا، فنحن في هذا الوطن المبارك الذي يجمعنا تحت سقف الأخوة نعتز بوحدتنا وبمصيرنا المشترك في الدفاع والذود عنه مهما كلفنا ذلك، فقد حبانا الله بقيادة رشيدة عادلة وأمينة سخرت جميع الجهود والأموال والأعباء من أجل أمن واستقرار ورفاهية الإنسان والوطن والتاريخ يشهد بذلك.