سعت السلطات الأوكرانية إلى استعادة خدمات الكهرباء والمياه بعد الضربات العسكرية الروسية الأخيرة التي ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «إن الملايين قد شهدوا استعادة قوتهم منذ انقطاع التيار الكهربائي الذي اجتاح البلد الذي مزقته الحرب قبل أيام»..

واستمرت المناوشات في الشرق، وتوجه سكان من مدينة خيرسون الجنوبية شمالا وغربا للفرار بعد قصف عقابي مميت شنته القوات الروسية في الأيام الأخيرة. يُنظر إلى الضربات على أنها محاولات انتقامية روسية ضد الشعب الأوكراني المحاصر.

في حين حصلت على مزيد من وعود الدعم في مواجهة موسكو في الذكرى التسعين لـ«الهولودومور» المجاعة التي سببها عمدا النظام الستاليني في ثلاثينات القرن الماضي، وباتت تلقى صدى أكبر منذ الغزو الروسي.

6 ملايين مشترك

وقال زيلينسكي: «تمكنا من خفض عدد الأشخاص الذين انقطعت الكهرباء عنهم إلى النصف، لتحقيق الاستقرار في النظام».

لكنه قال إن «انقطاع التيار الكهربائي استمر في معظم المناطق، بما في ذلك العاصمة كييف».

وأضاف «في المجموع، يتأثر أكثر من 6 ملايين مشترك. ومساء الأربعاء، تم قطعها عن قرابة 12 مليون مشترك».

ولقد سمح لنفسه بعرض نادر من الاستياء حول أداء سلطات كييف، ملمحًا إلى «العديد من الشكاوى» مع طرح «نقاط لا تقهر» - مراكز عامة حيث يمكن للسكان تخزين الطعام والماء والبطارية وغيرها من الضروريات - في العاصمة.

قال: «يرجى الانتباه: سكان كييف بحاجة إلى مزيد من الحماية. اعتبارًا من مساء اليوم، تم قطع اتصال 600000 مشترك في المدينة. ظل العديد من سكان كييف دون كهرباء لأكثر من 20 أو حتى 30 ساعة».

وقال، في إشارة إلى إدارة العمدة فيتالي كليتشكو: «أتوقع عملًا جيدًا من مكتب العمدة». وتنازع الرئيس ورئيس البلدية بشكل متقطع منذ أن تولى زيلينسكي منصبه في عام 2019. اتهم زيلينسكي كليتشكو والمسؤولين من حوله بالفساد، بينما يزعم كليتشكو أن مكتب الرئيس وضعه تحت ضغط سياسي.

في وقت مبكر من السبت، قالت إدارة بلدية كييف إن توصيلات المياه قد أعيدت في جميع أنحاء المدينة، لكن حوالي 130 ألف ساكن ما زالوا دون كهرباء.

مساعدات إنسانية

وجاء التدافع لاستعادة السلطة في الوقت الذي التقى فيه رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو مع زيلينسكي في كييف. وكتب دي كرو على تويتر أن بلجيكا «ستطلق مساعدات إنسانية وعسكرية جديدة»، لكنها لم تذكر تفاصيل فورية.

وفي غضون ذلك، كان الأوكرانيون يحيون الذكرى التسعين لبدء «هولودومور»، أو المجاعة الكبرى، التي قتلت أكثر من 3 ملايين شخص على مدى عامين، حيث صادرت الحكومة السوفيتية في عهد جوزيف ستالين الطعام وإمدادات الحبوب ورحلت العديد من الأوكرانيين.

وأحيا المستشار الألماني أولاف شولتز الذكرى من خلال رسم أوجه تشابه مع تأثير الحرب على أوكرانيا - وهي مورد رئيسي للقمح والشعير وزيت عباد الشمس والمواد الغذائية الأخرى - في الأسواق العالمية. استؤنفت الصادرات من أوكرانيا بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة، لكنها لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الحرب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية.

وقال شولتز في رسالة بالفيديو «نقف متحدين في التأكيد على أن الجوع يجب ألا يستخدم كسلاح مرة أخرى». «لهذا السبب لا يمكننا تحمل ما نشهده: أسوأ أزمة غذاء عالمية منذ سنوات مع عواقب وخيمة لملايين الناس - من أفغانستان إلى مدغشقر ومن الساحل إلى القرن الإفريقي».

وقال إن سفينة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي كانت بصدد تسليم الحبوب الأوكرانية إلى إثيوبيا، وأن ألمانيا تضيف 10 ملايين يورو أخرى لجهود المساعدة في تسريع شحنات الحبوب من أوكرانيا.

وقالت وزارة إعادة الإدماج إن نحو 100 من سكان خيرسون صعدوا على متن قطار مستأجر من قبل الحكومة في أول إخلاء منظم يوم الجمعة، ومن المتوقع أن تنقل الحافلات آخرين إلى ملاجئ في مدن أوديسا وميكولايف وكريفي ريه.

المزيد من الوعود

في حين حصلت أوكرانيا على مزيد من وعود الدعم في مواجهة موسكو في الذكرى التسعين لـ«الهولودومور».

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن شعبه سيصمد في وجه الهجمات الروسية التي تتسبب بانتظام في انقطاع كبير في الكهرباء والمياه مع حلول فصل الشتاء.

وقال في مقطع فيديو على تطبيق تلغرام إن «الأوكرانيين مروا بأمور رهيبة. وعلى الرغم من كل شيء احتفظوا بالقدرة على عدم الانصياع وحبهم للحرية. في الماضي أرادوا تدميرنا بالجوع واليوم بالظلام والبرد». وأكد «لا يمكن كسرنا».

تطورات أخرى

توجه عدد من القادة الأوروبيين إلى كييف لإحياء ذكرى المجاعة التي تعتبرها أوكرانيا «إبادة جماعية».

ذكرت وسائل إعلام في بولندا وليتوانيا أن رئيسي حكومتي البلدين سيجريان محادثات في العاصمة الأوكرانية يفترض أن تركز خصوصا على موجة جديدة محتملة من الهجرة الأوكرانية إلى أوروبا هذا الشتاء.

أكد حرس الحدود الأوكرانيون أن مورافيتسكي «زار كييف وشارك في تكريم ضحايا المجاعة الكبرى».

توجه رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إلى كييف في أول زيارة له لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي.

ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية (بيلغا) أنه يحمل معه دعمًا ماليًا إضافيًا بقيمة 37.4 مليون يورو لأوكرانيا.

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس في مقطع فيديو عن مساعدة إضافية بقيمة 15 مليون يورو لدعم صادرات الحبوب الأوكرانية المتأثرة بالحرب.