حقيقةَ أقولها بكل صراحة: لقد سئمنا من التصريحات المتكررة والبيانات التي تصدر من وزارة التعليم والتي تشدد فيه على المسؤولية المباشرة للمدارس من معلمين وإداريين في توفير أقصى درجات الأمن والسلامة داخل مدارسهم، لقد مللنا من تصريحات الدفاع عن الطفولة وحمايتها، ولم نشهد على أرض الواقع أي تطبيق!!
وهنا أطالب وزارة التعليم بتوفير وظيفة باسم «مشرف حافلة» أو أنها تسند للمعلم أو الإداري في المدرسة بحيث يعطى له بدل مالي مقابل عمله الإضافي. من الأهمية بمكان ضرورة توفير مشرفين ومشرفات للطلبة من رياض الأطفال وحتى الصف السادس الابتدائي وإخضاعهم لدورات تدريبية سريعة ومكثفة على كيفية التعامل مع الطلاب والطالبات في الصعود والهبوط من الحافلة المدرسية وتوصيلهم إلى المنطقة الآمنة لتعزيز السلامة وحماية أرواحهم من مخاطر حوادث الدهس القاتلة.
فليس من المعقول ترك أبنائنا وبناتنا بمعية سائقي الحافلات من دون وجود مشرف أو مشرفة، فالسائق وظيفته فقط القيادة واحترام الأنظمة المرورية أما المشرف فوظيفته متابعة الطلبة لحظة دخولهم وخروجهم من الباص، وكذلك التأكد التام من خلو الباص من وجود طلبة وطالبات في الحضور والانصراف.
ما أود قوله هنا عندما نتحدث عن حقوق الطفل وتحديدًا حق الطفل في الحياة فنحن نتحدث أولًا عن البيئة القانونية والإدارية التي تضمن الحقوق الأساسية للطفل واعتبار المصالح الفضلى له، فنجد أن المملكة صادقت منذ أكثر من عقدين على اتفاقية حقوق الطفل، وقد أولت اهتمامًا بالغًا في تشريعاتها، وكذلك نص قانون حماية الطفل من الإيذاء في لائحته التنفيذية في المادة الثانية على حماية الطفل من كل أشكال الإهمال التي قد يتعرض لها في البيئة المحيطة ومن ضمنها المدرسة.
وختامًا أقول: إن الخطوات الحاسمة في هذه المسألة مرهونة بتطبيق وزارة التعليم لقوانين حقوق الطفل واتخاذ تدابير وإجراءات إدارية وتشريعية فهي المحك الحقيقي والاختبار الفعلي للحد من حوادث الدهس والاختناقات.