حيث قام بعض المسؤولين الروس بإحضار بطاقات الاقتراع إلى الأحياء برفقة الشرطة المسلحة.
جنود مسلحون
فيما وصف آخرون أنهم يقومون بالاختباء خلف أبواب مغلقة، على أمل تجنب الاضطرار إلى الرد على الجنود الروسيين المسلحين، الذين يتنقلون من منزل إلى منزل لجمع الأصوات.
وقال بترو كوبرنيك، الذي غادر مدينة خيرسون الجنوبية، التي تسيطر عليها روسيا قبل بدء التصويت المقرر يوم الجمعة، إن احتمالية العيش في ظل القانون الروسي والحرب المتصاعدة، جعلته هو والآخرين متوترين للغاية بشأن المستقبل.
وقال كوبرنيك «31 عاما» في مقابلة هاتفية «الوضع يتغير بسرعة ويخشى الناس أن يتعرضوا للأذى إما على يد الجيش الروسي أو المقاتلين الأوكرانيين والقوات الأوكرانية المتقدمة».
إجراء الاستفتاء
وتجري الاستفتاءات، التي نددت بها كييف وحلفاؤها الغربيون على أنها مزورة، في منطقتي لوهانسك وخيرسون الخاضعتين للسيطرة الروسية، وفي المناطق المحتلة في منطقتي دونيتسك وزابوريزهزيا. ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ذريعة للضم، ومن المتوقع أن تعلن السلطات الروسية، أن المناطق هي مناطقها بمجرد انتهاء التصويت اليوم الثلاثاء. واستخدم الكرملين هذا التكتيك من قبل. في عام 2014، حيث أجرت على عجل استفتاء في منطقة القرم الأوكرانية لتبرير ضم شبه جزيرة البحر الأسود، وهي خطوة نددها معظم العالم بأنها غير شرعية. وأبلغت السلطات الأوكرانية سكان المناطق الأربع التي تحتلها روسيا أنهم سيواجهون عقوبة جنائية، إذا أدلوا بأصواتهم ونصحتهم بالمغادرة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بدأ حشد المزيد من القوات للحرب الأسبوع الماضي، إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية لحماية الأراضي، في تهديد واضح لأوكرانيا لوقف محاولاتها لاستعادة المناطق.
ويأتي خطاب بوتين المتصاعد وقراره المحفوف بالمخاطر سياسياً، باستدعاء ما يصل إلى 300 ألف من جنود الاحتياط في الجيش، بعد إجبار الروس على التراجع على عجل من مساحات شاسعة من شمال شرق أوكرانيا، في وقت سابق من هذا الشهر. يستمر الهجوم المضاد الأوكراني الشرس في شرق البلاد وجنوبها.
عرقلة الجهود
و تعهد حاكم منطقة خيرسون الجنوبية، الذي عينته موسكو، فلاديمير سالدو، بأن المحاولات الأوكرانية لعرقلة الاستفتاء عن طريق قصف المدينة لن تنجح.
وقال سالدو في خطاب بالفيديو: «الأمر معقد بسبب القضايا الأمنية، لكن سيتم بذل كل شيء لجعل الاقتراع آمنًا للناخبين ومسؤولي الانتخابات». «الناس ينتظرون الانضمام إلى روسيا ويريدون ذلك في أسرع وقت ممكن.»
ويزعم الانفصاليون المدعومون من موسكو في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقية، أن معظم سكان هذه الأراضي يحلمون بالانضمام إلى روسيا منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
لكن العديد من السكان هناك يروون قصة مختلفة.
وقالت مارينا إيرخو، 38 عاما، وهي من سكان مدينة بيرديانسك المطلة على بحر آزوف، عبر الهاتف: «الشوارع خالية حيث يظل الناس في منازلهم». «لا أحد يريدهم أن يعلنوا أننا جزء من روسيا وأن يبدأوا في اعتقال رجالنا».
وقالت إن «أولئك الذين دافعوا بنشاط عن أوكرانيا قد غادروا أو اختبأوا».
عصابات تهدد التصويت
وقام أعضاء من مجموعة العصابات الصفراء، التي سميت على اسم علم أوكرانيا الوطني باللونين الأصفر والأزرق بنشر منشورات تهدد من يدلون بأصواتهم، وحثوا السكان على إرسال صور ومقاطع فيديو للأشخاص الذين يصوتون لتعقبهم في وقت لاحق.
كما نشر المتمردون أرقام هواتف رؤساء اللجان الانتخابية في منطقة خيرسون، داعين النشطاء المؤيدين لأوكرانيا إلى «جعل حياتهم لا تطاق».
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن بوادر عدم شرعية الاستفتاءات موجودة في كل مكان.