تسير الأندية عموماً لتحويل العمل العشوائي ونظام «الشلة»، إلى عمل مؤسساتي يسير بنظام واضح، يكون بمثابة «دستور» لا يختلف باختلاف الإدارات. عمل منظم كهذا يساعد في إدارة الأندية وقيادتها، وتسهيل أداء واجباتها، وإنجاز مهامها، والتفرغ لتحقيق الأهداف الإستراتيجية. أتحدث هنا عن وضع طبيعي لمن جاء ليعمل من أجل مصلحة كيانات، لا بهدف خدمة عابرة لأفراد وإبراز أسماء.

ولكن ما يحدث في بعض الأندية عكس ذلك تماما، وربما عشنا مثيلا له في عالم الصحافة خلال وقائع (شلة الرئيس)، الجملة التي قتلت طموح الكثيرين، لأنه لا ذنب لشخص استقطب في عهد رئيس معين، ولكنه مجتهد ويعمل بإخلاص، ولا توجد عليه ملاحظات. اليوم يحدث ذلك أيضاً في الأندية، رغم اليقين أن هناك أسماء برزت وتميزت، وقلبها ينبض بحب الكيان، ولكن مبدأ الرئيس «شلتي أولى» بدون التفكير في العواقب، التي يخلفها العمل الظاهري، والنجاحات الوقتية سينساها الجمهور بعد كبوتين، لأن تراكمات العمل الإداري الخاطئ ستظهر نتائجه بعد فترة، ولكن هناك من لا يجيد النظر إلا تحت قدميه فقط.

لن تفلح إدارة أي ناد تعمل بنظام «شلة كافي أو شلة استراحة»، لن تنجح لو فضلت الأصحاب على الكفاءات، فما لا يشاهده الجمهور الآن سينتبه له غداً.

العمل الاحترافي الذي يهدف لإعادة ترتيب منظومة معينة لا تتخذ قرارات عاطفية بعيدة عن الواقع، ولا تكيل بمكيالين، متى ما أردنا النهوض الفعلي بمنظومة العمل الإداري لتتكامل مع العمل الفني في الأندية.

بعد 19 عاماً من العمل أستطيع - ببعض المواقف - الحكم على التوجهات والفكر، لم يعد يغريني الكلام المنمق المصفوف، ولا فيديوهات تزيد من الحماس، تعلمت أن أقيم الداخل لا الخارج، لذا نصيحة لأي إدارة تحضر لأي ناد: لا تقيموا العاملين السابقين من زاوية (نظرة الأصحاب)!، امنحوا الموجودين فرصة، تابعوا خلالها عطاءهم على الأقل 3 أشهر، وتقويمه، بدلاً من إعادة أسماء لم تفعل شيئا سابقاً، لتفعله اليوم، فقط لأنهم أصدقاء! هؤلاء من سيكتب صك فشلك وسقوطك.

اليوم فقط أعلق الجرس ليسمع من يهمه الأمر، لأن الأصدقاء سيغرقونك.