وقد لوحظت الزيادة في متوسط درجة حرارة المناخ منذ منتصف القرن العشرين مع استمرارها المتصاعد، حيث زادت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بمقدار 1.2°م منذ بداية القرن الماضي، ولكن لم تؤخذ هذه القضية على محمل الجد، عدا رفع بعض الشعارات والبيانات بالقمم الاقتصادية والسياسية العالمية.
ولا يخفى عن الجميع أن الأسباب الرئيسة للاحتباس الحراري وتغيير المناخ العالمي هي من صنع الإنسان، ومن أهمها:
-1 التلوث الهوائي بسبب المصانع المنتشرة، والتي تطلق غازات شديدة الضرر بالمناخ العام.
-2 قطع الأشجار وانهيار الغطاء النباتي، فالأشجار هي رئة الأرض التي تمتص الغازات المضرة مثل ثاني أكسيد الكربون.
-3 استخدام الأسمدة الكيميائية، والتي تحتوي على مواد شديدة السمية مثل أكسيد النيتروجين.
-4 حرق الوقود الأحفوري.. وهذا ما ينتج من عوادم السيارات، وحرق الفحم والغاز الطبيعي والنفط.
طبعاً هناك أسباب أخرى كثيرة وبعضها طبيعي، ولكن الخطر الأكبر الذي يجب أن يعرفه الجميع ماذا يمكن أن يحدث بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير؟، فمن أهم الظواهر المتوقعة بالسنوات القادمة:
-1 التغير في درجات الحرارة، وبدأنا نراه جليًا حين أصبحت (لندن) والعديد من العواصم الأوروبية ولأول مرة بالتاريخ أشد حرارة من كثير من مدن الشرق الأوسط.
-2 ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر، حيث سوف تختفي الكثير من الكتل الجليدية الضخمة وتذوب بالبحار، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه بالبحار وغرق العديد من المدن الساحلية بالمستقبل القريب.
-3 الظواهر المناخية غير المستقرة، مثل الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات بسبب درجة الحرارة، وقد رأينا صيفًا أوروبيًا حارقًا مليئًا بحرائق الغابات.
الموضوع شائك ويحتاج الكثير من العمل، ولكن قد تكون هناك بعض الفرص الاقتصادية للاستثمار المحلي بالسياحة، خاصة بالمناطق الجنوبية، والتي تتميز ببرودتها وتنوعها الطبيعي الكبير، وبكل تأكيد سوف نرى عزوفًا عن زيارة القارة (العجوز) والسياحة العالمية خلال فترة الصيف بالسنوات المقبلة بسبب درجات الحرارة العالية، والتي أدت إلى وفيات غير مسبوقة بجميع دول أوروبا، حيث أبلغت السلطات البرتغالية عن أكثر من 1000 حالة، وبينما الغربيون يعانون وفي طور التحول إلى (ضبان) لتحمل الحرارة، إلا أن الشعوب العربية بقت صامدة مع درجات حرارة جاوزت (الخمسين)، وملتزمة بكوب الشاهي و(الزنجبيل) و(رأس المعسل) كوسائل ترفيه بكل الفصول.