وعبر ما نشرته في مواقع التواصل بأنها كانت تعاني من ضغوطات من قبل أفراد أسرتها وصلت إلى حد التحرش بها، وتعرضت للضرب من قبل والدها، وهذا ما دفعها إلى الهرب واللجوء إلى ألمانيا، ما جعلني أتعاطف معها أكثر هو أنها عاشت منذ نعومة أظفارها وهي بعيدة عن والدتها نتيجة انفصالها عن والدها، وظلت تواجه صعوبة العيش مع أسرة والدها المليئة بالقسوة والجشع مما ترك أثرًا سلبيًا على سلوكها وعلى مستواها الدراسي فكانت تعيش أزمة عاطفية لا أكثر، ولم تجد حولها من يحتويها ويرحم طفولتها بل واجهت أنواع الاضطهاد والظلم فقررت اللجوء هربًا من واقعها المرير، وبعد مضي عدة سنوات كانت هي الأسوأ في حياتها أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسها، وقالت غاضبة عن حياتها في الغربة: «إنني أعيش هنا في حجيم» ليتني لم أخرج من وطني.
وكما عودنا دائمًا الفنان الإنسان فايز المالكي على عطاياه ومد يد العون لأبناء وطنه والسعي وراء تحقيق آمالهم والوقوف معهم جنبًا إلى جنب، فمن خلال اتصال مرئي وبث مباشر يشاهده آلاف الأشخاص وفي مدة وجيزة استطاع تغيير حياة وسام السويلمي من ضياع دام ثلاث سنوات إلى أن تعود إلى أرض الوطن الذي يعزها ويعلي من قدرها وشأنها، ويضمن لها حياة آمنة وكريمة، والشكر موصول أيضًا إلى جميع العاملين في سفارة المملكة العربية السعودية هناك في برلين على جهودهم وتسهيل إجراءت العودة.
ما زال هناك الكثير من الفتيات اللاجئات الهاربات بسبب العنف الأسري الذي يهدد حياة مجتمع بأكمله، وعلينا أن ندرك حجم ذلك الخطر وأن نحمي أبناءنا من خلال الرفق بهم واللين معهم، وأن نسعى في الحد منه فعواقبه وخيمة، ومن حرص الدولة على مواطنيها وفرت لهم مركز بلاغات العنف الأسري 1919 لتقديم المساعدة والحفاظ على من يتعرضون للعنف الأسري.
أخيرًا أقول للاجئين: عودة وسام السويلمي بداية التصحيح فإن أردتم أن تستبدلوا حياة الذل والهوان بحياة كريمة وهانئة عليكم أن تفكروا جيدًا في العودة إلى بلادكم بلاد الخير والعطاء فالرجوع عن الخطأ فضيلة.