بعد عدة أسابيع من المداولة ومن الأخذ والرد في أروقة المحكمة، كما هو مشاع في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، أسدل الستار أخيرًا على قضية، قد تكون مصيرية بالنسبة لأصحابها ولكنها ثانوية جدًا بالنسبة للعالم العربي الذي لا ناقة له فيها ولا عقال جمل، انتهت تلك القضية كيفما انتهت،بعد أن شغلت الرأي العام المحلي والعربي لأسابيع عديدة بتتبع تفاصيلها لحظة بلحظة، نعم لقد تابع العالم العربي قاطبة عبر وسائل الإعلام، قضية عائلية، دارت أحداثها بين ممثل أفلام أجنبية وطليقته، أقول شغلت العالم العربي وأنا صادق في ذلك أقولها غير حانث، بعد أن دفعني الفضول للبحث والتنقيب عن منشأ هذه القضية ومسوغاتها في كثير من وسائل الإعلام، فأينما وجهت نظري لاحت لي تلك القضية أمامي، وإذا تصفحت الصحف فهي أول خبر يظهر لي، فوجئت عقب ذلك البحث والتنقيب أن معظم وسائل إعلام العالم العربي نشرت تفاصيل تلك القضية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، ربما متجاهلين عن عمد أو عن غير عمد مواضيع وأحداثًا كثيرة، هي أهم وأجل بالنسبة للعالم العربي من متابعة حادثة شخصية سطحية وبأسلوب وطريقة غير لائقة لصحف ملتزمة بالمضمون الهادف، قضية لا تبتعد كثيرًا عن سيناريوهات العمل الدرامي المبني على الكذب والخداع التي تقام في ردهات هوليود بأسلوب جذاب وآخر رخيص، وفوجئت أيضًا إلى جانب ذلك باعتداد البعض من المتابعين بطرفي القضية كرموز للأمة العربية.
كم أذهلني الكم الهائل من المتابعين لأحداث تلك القضية وتساءلت كيف استطاع الإعلام الغربي أن يوظف أدواته للسيطرة على عقول الشباب وتوجيهها من الاهتمام بقضايا جوهرية إلى الاهتمام بقضايا هلامية، والانزلاق خلفها وتحويلها إلى قضية رأي عام أقلقت وشغلت الناس.
فبين ادعاءات ونفي وتراشق بألفاظ لا يستسيغها الناشئة ودفاع بدم بارد، وبين مؤيد للزوج يستميت في تبرير موقفه، وداعم لموقف الزوجة مشحون بأبعاد فرص الفوز بالقضية والظفر بالملايين.
وبين هذا وذاك ضاعت قضايا أساسية من بينها قضية تسليط الضوء على تطاول النكرات وإساءة الأقزام على سيرة نبينا وحبيبنا وشفعينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأتساءل كيف تمكنت وسائل الإعلام باللعب في تخدير عقول الشباب إلى هذا المستوى إلا النذر اليسير!؟