استمرارهم دليل قاطع على فلس الميليشيات ومن وراءهم. وهذه الشرذمة التي كانت تقودها جماعة الإرهابي الحوثي كانت تعيش في جبال صعدة في شمال اليمن، وهم دون شك أقلية مجرد عصابة ما كان لها أن تسيطر على اليمن دون هذا التدخل السافر من قبل دولة الإرهاب ومنبعه إيران تدخلًا مباشرًا.
والمراد بذلك هو بناء «حزب لات» آخر في اليمن، كما اُستحدث في لبنان ويكون بجوار بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية.
أكثر ما يعنينا كعرب هو تدخل إيران في شؤون البلاد العربية دون ضابط ولا رابط وسكوت العالم بأسره عن هذه التدخلات، وضرب البنى التحتية للدول العربية التي تدخلت فيها إيران كالعراق وسورية ولبنان واليمن، وإرسال الصواريخ والمسيرات على دول الخليج، خاصة على السعودية، ألا يكون هناك اجتماع قمة عربية لإيقاف تدخلات إيران في الشأن العربي.
أليس لدى العرب الأدوات والقدرات لتحجيم دولة الإرهاب الإيرانية وإجبارها على التخلي عما تقوم به من عبث في محيطها الإقليمي لا مكان للخطب الرنانة، نريد أفعالًا لا أقوالًا نريد إيقاف هذه العصابات بكل حزم ومعاقبة الداعمين لهم.. تدخلات إيران عن طريق أذرعها في البلدان العربية هي شأن عربي وليس فقط إقليميًا يخص دول الإقليم كله.. فلماذا لا يكون للعرب وقفة واحدة..
يجب أن يعلم العالم قاطبة أن هذه الاعتداءات من إيران -عن طريق ذراعها في اليمن الحوثي- لا تستهدف المنشآت المدنية وتعريض حياة السكان المدنيين للخطر في السعودية والإمارات في انتهاك صارخ للقانون الدولي فحسب، بل إنها تستهدف الاقتصاد العالمي بضربها المنشآت النفطية.
أمريكا ودول الغرب تصب اهتمامها على النووي الإيراني فقط غير آبهة بتهديد الأمن القومي لبلداننا الخليجية والعربية من خلال مسيّرات ميليشياتها.
والدليل على ذلك عدم تصنيف الولايات المتحدة هذه الجماعة بالإرهابية، رغم الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها ضد الأهداف المدنية في السعودية ودولة الإمارات، وتلك التي كشفها تقرير فريق خبراء مجلس الأمن المعني باليمن والمنشأ بموجب القرار رقم 2140، سيشجع هذه الميليشيا على التمادي في أعمالها العدائية الغادرة ضد المدنيين والأهداف المدنية، والتعنت في الاستجابة لدعوات الجلوس على طاولة الحوار مع الأطياف اليمنية الأخرى، وفق الله أمتنا العربية خاصة والإسلامية عامة لما فيه الخير والسداد.