مع فرار ملايين النساء والأطفال عبر حدود أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، تتزايد المخاوف بشأن كيفية حماية اللاجئين الأكثر ضعفا من استهدافهم من قِبل المتاجرين بالبشر أو الوقوع ضحايا لأشكال أخرى من الاستغلال.

قالت جونج آه غيديني ويليامز، رئيسة الاتصالات العالمية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: «من الواضح أن جميع اللاجئين هم من النساء والأطفال.. لذا يجب أن نقلق بشأن أي مخاطر محتملة للاتجار، وأيضًا من الاستغلال والاعتداء الجنسي»،

حيث تم اعتقال رجل في بولندا للاشتباه في قيامه باغتصاب لاجئة تبلغ من العمر 19 عامًا، كان قد أغراها بعروض للمأوى بعد أن فرت من أوكرانيا التي مزقتها الحرب.


وأثارت حالة أخرى داخل مخيم للاجئين على حدود «ميديكا» البولندية الشكوك عندما كان رجل يقدم المساعدة للنساء والأطفال فقط، وعندما استجوبته الشرطة، غيّر قصته.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 2.5 مليون شخص، من بينهم أكثر من مليون طفل، فروا بالفعل من أوكرانيا التي مزقتها الحرب، بينما أصبحت أزمة إنسانية غير مسبوقة في أوروبا، وأسرع نزوح جماعي منذ الحرب العالمية الثانية.

تحذير من عروض المبيت

حذرت الشرطة في برلين النساء والأطفال، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللغتين الأوكرانية والروسية، من قبول عروض المبيت، وحثتهم على الإبلاغ عن أي شيء مريب.

وقالت تمارا بارنيت، مديرة العمليات في مؤسسة الاتجار بالبشر، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة نشأت عن المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب المعنية بالاتجار بالبشر، إن مثل هذا النزوح الجماعي السريع للأشخاص يمكن أن يكون «وصفة لكارثة».

وتشير بوابة بيانات الهجرة إلى أن الأزمات الإنسانية مثل تلك المرتبطة بالنزاعات «يمكن أن تؤدي إلى تفاقم اتجاهات الاتجار الموجودة مسبقًا، وظهور اتجاهات جديدة»، وأن المتاجرين بالبشر يمكن أن يزدهروا على أساس «عدم قدرة العائلات والمجتمعات على حماية أنفسهم وأطفالهم».

وقال مسؤولون أمنيون في رومانيا وبولندا لوكالة «أسوشيتد برس» إن ضباط استخبارات يرتدون ملابس مدنية كانوا يبحثون عن عناصر إجرامية. وفي بلدة سيريت الرومانية الحدودية، قالت السلطات إن الرجال الذين يعرضون رحلات مجانية للسيدات تم إبعادهم.

انتهاك خطير

يعتبر الاتجار بالبشر انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، ويمكن أن ينطوي على مجموعة واسعة من الأدوار الاستغلالية، من الاستغلال الجنسي إلى العمل القسري، ومن الاسترقاق المنزلي إلى نزع الأعضاء. والإجرام القسري غالبًا ما يرتكبه المتاجرون بالبشر من خلال الإكراه، وإساءة استخدام السلطة.

ويقدر تقرير الاتجار بالبشر الصادر عن المفوضية الأوروبية، الفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، لـ2020 أن الربح العالمي السنوي من الجريمة يبلغ 29.4 مليار يورو (32 مليار دولار).

وقالت مادالينا موكان، مديرة اللجنة في ProTECT، وهي منظمة تضم 21 مجموعة مناهضة للاتجار بالبشر: «هناك علامات مقلقة بالفعل، حيث يتم توفير مأوى لبعض اللاجئين مقابل خدمات مثل التنظيف ومجالسة الأطفال، مما قد يؤدي إلى الاستغلال».

الحسم العسكري

في سياق متصل، يرى محللون أنه على الرغم من أن المحادثات الأولية رفيعة المستوى بين روسيا وأوكرانيا، فإن تسوية الصراع ستتم بشكل أساسي عسكريا على الأرض.

وقال المحلل المتخصص في شؤون روسيا بمجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغتانوف، لوكالة «فرانس برس» إنه بعد أكثر من أسبوعين من بدء الغزو، وبعد أن فشلت موسكو في تحقيق تقدم حاسم على الرغم من تفوقها العسكري «لا روسيا ولا أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات».

وأوضح: «الجانبان يعتبران السيناريو العسكري هو السيناريو الرئيسي: أوكرانيا لا تخسر الحرب وروسيا لا تكسبها». وأضاف «إغتانوف»: «في هذا الوضع سيستمر القتال»، معتبرا «كل شيء سيتوقف على ما سيحدث على الأرض».

ممرات إنسانية

من جهتها، تؤكد ناتيا سيسكوريا، الباحثة الجورجية بمعهد «رويال يونايتد سيرفس» في لندن: «بينما يتواصل الجدل حول موضوع فتح ممرات إنسانية، لإجلاء سكان المدن المحاصرة، من الصعب مناقشة أي حل للنزاع على الإطلاق أو حتى وقف لإطلاق النار».

وأضافت: «في هذه المرحلة، تحاول روسيا تحقيق أهدافها القصوى في أوكرانيا، وإذا نجحت في إجبار الأوكرانيين على قبول شروطها على طاولة المفاوضات، فستحصل على ما تريد. لكن إذا لم يتحقق ذلك، فستستمر الحرب».

بينما عبرت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، التي تزور رومانيا الجمعة، عن أسفها، لأن الرئيس الروسي «لا يظهر أي مؤشرات إلى التزام بالانخراط في دبلوماسية جدية».

آخر تطورات الحرب الروسية - الأوكرانية

تايبيه، تايوان

ذكر رئيس تايوان أن حرب روسيا على أوكرانيا تظهر أن الجزيرة ستحتاج إلى «وحدة جميع المواطنين»، للدفاع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم.

كييف، أوكرانيا

قال مكتب المدعي العام الأوكراني إن 79 طفلا على الأقل قتلوا، وأصيب قرابة 100 منذ بدء الغزو الروسي.

جنيف

قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن 579 مدنيا على الأقل قتلوا في أوكرانيا منذ بداية الحرب، وأصيب أكثر من 1000 آخرين.

كييف، أوكرانيا

دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، القوات الروسية إلى الاستجابة لنداءات سكان مدينة ميليتوبول المحتلة الذين احتجوا، للمطالبة بإطلاق سراح رئيس بلديتهم.

برلين

تحدث المستشار الألماني، أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحثاه على الاتفاق على «وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا».

برلين

قال وزير الاقتصاد الألماني إن بلاده تريد فعليا إنهاء استيراد الفحم والنفط الروسي بنهاية العام.

كييف، أوكرانيا

أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية استولت على الضواحي الشرقية لمدينة ماريوبول المحاصرة.

لندن

منع الدوري الإنجليزي الممتاز رومان أبراموفيتش من إدارة تشيلسي بعد أن فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على مالك النادي بسبب حرب روسيا على أوكرانيا.

موسكو

حذر دبلوماسي روسي كبير من أن موسكو قد تستهدف شحنات غربية من المعدات العسكرية إلى أوكرانيا. كما ندد بالعقوبات الأمريكية ضد موسكو، ووصفها بأنها «محاولة غير مسبوقة لتوجيه ضربة خطيرة لقطاعات مختلفة من الاقتصاد الروسي».

برلين

قالت منظمة «أطباء بلا حدود» الخيرية إن بعض سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية يموتون بسبب نقص الأدوية، بينما يدفن جيرانهم الآخرون الذين قتلوا بالقتال في مقابر مؤقتة.

لندن

قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القتال شمال غربي كييف استمر مع الجزء الأكبر من القوات البرية الروسية على بُعد نحو 25 كيلو مترا (15 ميلا) من وسط المدينة.

لفيف، أوكرانيا

اتهم مسؤولون أوكرانيون روسيا بإلحاق أضرار بمستشفى السرطان والعديد من المباني السكنية في مدينة ميكولايف الجنوبية بقصف مدفعي ثقيل.

سافانا، جورجيا

يواصل الجنود الأمريكيون انتشارهم في أوروبا، وينضمون إلى الآلاف الذين أرسلوا بالفعل إلى الخارج، لدعم حلفاء «الناتو» وسط الغزو الروسي لأوكرانيا.

باريس

تقيد الـ«إنتربول» قدرة روسيا على إدخال المعلومات مباشرة في الشبكة الواسعة لمنظمة الشرطة العالمية، حيث قررت أنه يجب أولا فحص الاتصالات من قِبل الأمانة العامة في ليون بفرنسا.