أصبحت السياحة من الضروريات التي يحتاجها الفرد، ولا يكاد يستغنى عنها، وذلك لتحقيق هدف أو عدة أهداف عبر أنواع السياحة المختلفة، ترفيهية أو استجمام أو علمية أو تجارية اقتصادية أو طبية، ولا يحدث ذلك إلا من خلال جهد وعمل واحتياجات ورغبات، يقوم بها الفرد السائح، وذلك بالانتقال مؤقتا من محل إقامته إلي مكان آخر، لأي هدف كان، لمسافة قريبة أو مسافة ثمانين كيلو مترا وأكثر، كما عرفتها منظمة السياحة العالمية، وذلك لهدف السياحة بمفهومها الشامل، وهو الترويح عن النفس.

ومهما يكن من اختلاف في التعريفات، فالسياحة صناعة، ورغبة يحتاجها الفرد، للتخلص من كثير من الضغوطات، وتجديد الأفكار والمعلومات والمشاهدات والمعارف، والتي تتحقق للسائح من خلال الخروج من المنزل عدة ساعات أو أيام. والسياحة تتميز ببروتوكولات، وتحتاج علما وموهبة ومعرفة من السائح، فقد يكون الخروج مشكلة للبعض، لأنه خرج من أجل السياحة، لكنه لم يخطط لها، ويلم بمكوناتها، ويعرف كيفية الاستمتاع واكتساب خبرات ومعارف جديدة، يستطيع أن يستفيد منها في حياته، ويسخرها لسعادته، ويشبع بها حاجاته ورغباته المختلفة.

وقد يعتقد البعض أن السياحة هي السفر إلي مكان بعيد، وخارج حدود الوطن، وهذا فكر سائد بين الكثير، وهو غير صحيح بالشمولية السياحية بمفهومها العام. فمثلا الخروج من المنزل في رحلة كفرد أو مع الأهل أو الأصدقاء لمسافة معينة، ولساعات من أجل هدف، يعد من السياحة.


كذلك قراءة كتاب أو مقال تعد سياحة فكرية، فقد تنتقل إلى خارج الإطار بفكر دون جسد، وتكون سائحا في عالم الأفكار والتأمل.

والسياحة كذلك لها أنماط بسيطة وسهلة دون تعقيدات، خاصة بعد تطوير وسائلها وأنظمتها المختلفة، وهو ما أسهم في زيادة السياح.

يقول ليّ أحد الأشخاص إنه أحيانا يخرج من منزله، ويذهب إلي فندق قريب من منزله، ويسكن فيه، ويتقمص بروتوكولات المسافر السائح مثل الفطور، والجلوس في بهو الفندق، والاستفادة من الخدمات التي يقدمها الفندق الذي اختاره بعناية، على الرغم من أنه في مدينته نفسها، وهو بهذا حقق هدفا من أهداف السعادة، أشبع لديه عددا من الرغبات التي يحتاجها، لتغيير نمط معين في حياته.

وتجارب الآخرين في السياحة عديدة ومتنوعة، والاستفادة منها تنقلنا إلي حياة خارج الإطار بفكر يحقق الرضا العام للنفس البشرية.