وهذا القرداحي لا يساوي مثقال ذرة لو لم يكن وزيرا في حكومة مختطفة تدار من قبل ميليشيات حزب الله اللبناني وكيل الولي الفقيه في طهران، ورغم أنه كان يعمل في إحدى قنواتنا وحصل على ملايين الدولارات فإن ولاءه للميليشيا الإرهابية طغى وتغلب على ما قدمناه له من عون ومساعدة طوال عدة سنوات، وهذا دلالة على أنه واطي في شيم الرجال الأحرار، فهو من فصيلة كارلوس غصن الذي سرق أكبر الشركات في العالم، وتحايل على اليابان التي تعتبر من أكبر اقتصاديات العالم، إنهم خونة لا تهمهم المثل العليا.
إن اختيار قرداحي وزيرا من قبل حزب الله الإرهابي ليس إلا لتنفيذ الأجندات الإيرانية ضد السعودية بالذات، وقد يتساءل البعض لماذا؟ والجواب أن إيران تعتبر المملكة العربية السعودية هي التي تقف في وجه أطماعها التوسعية في المنطقة، فهي تخشاها وتتمنى القضاء عليها بما تملك من وسائل، خاصة بوكلائها أمثال الميليشيات الشيعية في بيروت واليمن وغيرها، بما تؤمنه لهم من معدات ووسائل إعلامية مثل المرتزق قرداحي، إلا أن المملكة تقف سدًّا منيعًا بقيادتها الحكيمة وشعبها العظيم وقوتها الاقتصادية التي تعتبر أكبر قوة اقتصادية في العالم الإسلامي، وقوتها العسكرية التي تعتبر أكبر قوة في الوطن العربي، حيث إن القوات الجوية الملكية السعودية هي الأولى في الشرق الأوسط ، أضف إلى ذلك أننا من ضمن الدول المتقدمة تقنيا.
نحن الشعب السعودي شعب حي وتقدمنا على غيرنا من الدول في مجال التعليم، فإرسال البعثات الخارجية من خمسينيات القرن الماضي حتى هذا اليوم نتج عنها أن الملايين من أبناء وبنات هذا الوطن حصلوا على البكالوريوس والماجستير والدكتوراة من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وأستراليا واليابان، وكانت المفاجأة في هذه الدول أن أبناءنا متفوقون وأصبح العديد علماء، وهذا زاد الكراهية والحقد لدى إيران ووكلائها في الإقليم علينا، ولبسهم الحزن والإحباط ،لأنه تبدد حلمهم في الاستيلاء على مزيد من العواصم العربية حيث أصبح هذا الحلم في مهب الريح.
إن ما يغضبنا نحن السعوديين هو لماذا هذه المواقف من بعض اللبنانيين أمثال هذا الأرعن مع العلم أن إيران لم تقدم للبنان والعواصم التي استولت عليها مثل بغداد وصنعاء ودمشق إلا الدمار والقتل والمخدرات ونقص في المياه وانقطاع الكهرباء وتراكم النفايات وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية، بعكس السعودية التي أنقذت لبنان من الحرب الأهلية، وتوجت ذلك باتفاقية الطائف في ٣٠ سبتمبر ١٩٨٩، ودعم لبنان اقتصاديا بين عامي ١٩٩٠ م و٢٠١٥ بأكثر من ٧٠ مليار دولار إضافة إلى ما تم تقديمه مؤخرا حتى أنه خلال الحرب الذي تسبب فيها حزب الله التي أدت إلى قتل اللبنانيين والتدمير الكامل للمتلكات والبنية التحتية في عام ٢٠٠٦ م، تم دعم لبنان ما بين ٣ إلى ٤ مليارات دولار، بينما إيران لا تقدم أي دعم للبنان وإنما تبني ميليشيات لقتل اللبنانيين واستخدام اللبنانيين لقتل إخوانهم في الدول العربية.
مما سبق وبعد أن عيل صبر المملكة، فقد اتخذت الإجراءات الواجب اتخاذها وأصدرت القرارات التي أثلجت صدور السعوديين وعمت الفرحة في جميع محافظات المملكة، فقد أوضح البيان أن التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، وحيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها ، فضلًا عما تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلب للحقائق وتزييفها.
كما أن ذلك يأتي إضافة إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها المملكة لوقف تصدير آفة المخدرات من لبنان من خلال الصادرات اللبنانية للمملكة لا سيما في ظل سيطرة حزب الله الإرهابي على جميع المنافذ، وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم التي تستهدف أبناء شعب المملكة العربية السعودية وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.
وجاء في البيان أن سيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقًا لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق الذي يجمعه بالمملكة بكل طوائفه وأعراقه روابط تاريخية منذ استقلال الجمهورية اللبنانية، وكما هو مشاهد من خلال قيام حزب الله بتوفير الدعم والتدريب لميليشيا الحوثي الإرهابية، وعليه فإن حكومة المملكة العربية السعودية تعلن استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور ومغادرة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية.
ومما لا شك فيه أنه لطالما في لبنان ميليشيات مسلحة إرهابية تأخذ التعليمات والتوجيهات من طهران التي بدورها سلبت القرار من رئيس الدولة ورئيس الحكومة، فسيبقي لبنان مرتهنا، وسيتم تدميره اقتصاديا واجتماعيا ما لم تتحرك دول تحب الخير للبنان بالتعاون مع المخلصين في هذا البلد وهم كثر لإنقاذه، بالتخلص من الإرهابي حسن نصر الله وميليشياته؛ ليصبح لبنان كما كان قبل احتلاله من وكلاء الولي الفقيه منارة للثقافة ووجهة للسياحة في الوطن العربي، ويعود الاقتصاد والخدمات الصحية، ويعم الخير والمحبة بين أشقائنا اللبنانيين.
حفظ الله المملكة العربية السعودية التي هي الصوت الشامخ المدافع عن الأمة العربية والإسلامية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.