يحملني إليك عشق العمر!. هل ليّ أن أروي عطشك، وجعك من ماء كلماتي الدافئة من معين القلب الدافق، علني أستطيع أن أسهم بحرف في إسعادك بإرواء الحقول التي أصابها التشقق والتصحر، وفي طريقها إلي الجفاف عقب الانتظار السقيم، وملل لحظات الليل الشتائي الطويل، أملا في كسر رتابة سماع موال الانتظار بلا أمل، بعد رحيل كل الأشياء الجميلة التي كانت متوقعة، وغياب الذاكرة وراء تداعيات الانتظار اللانهائي علي أرصفة موانٍ ليست لها أسماء، وفنادق ليست لها أسماء، والقادم المنتظر الذي يأتي أولا، يأتي ليحرق بقايا الحطب الذي غطته ثلوج الوحدة.

دعيني أقول لك، لأنه زمن كفيف، يجب علينا أن نترك كل المواضيع المعلقة إلي إشعار آخر، إلى زمن آخر، إلى أجل غير مسمي، فواقعنا لا يؤمن بالانتظار، ولا يعترف بالصبر، ولا يؤيد التأجيل، ويمقت التمهل، لنأخذ معا أول قطار يمنحنا حرية اللقاء، دون حجز مسبق، حتي لا تدركنا العصافير وتنشر أخبارنا.

هكذا معا دون أمتعة، دون هوية، لنحقق متعة الخطوات إلى جنتنا المرتقبة التي أعطاها الله لنا، وأسكنها فينا، ونحمل معا رايات النصر علي أفق الانتظار الطويل بلا أمل.


دعينا نستأجر شبرا ما، في مكان ما، بأي شكل من أشكال العقود والشهود، إليه نأوي، وإليه نسكن، إليه نعود من رحلة البحث والحيرة، والترقب والانتظار.

اعطني الإذن بدخول سواحلك تحت أي مسمى، حتي أرفع راياتي البيضاء، لأستولي واستثمر منابع الشهد، لأعلن للكون أنني سيد وخادم لأقمار عينيك وحدود مملكتك!.