في الوقت الذي تسجل فيه درجات الحرارة معدلات مرتفعة عن الـ40 درجة مئوية على أغلب مدن المملكة، تواصل أشعة الشمس الوخز بصورة مثيرة للشفقة، مع ذلك فقد لمسنا في الأيام الماضية تحولا وتحسنا نسبيا في درجات الحرارة، واستشعرنا هذا التحسن الطفيف مع نفحات الصباح الباكر التي حملتها لنا نسمات هواء الساعات الأولى من اليوم، فأصبحت ألأجواء الصباحية أكثر ملاءمة للقيام ببعض المهام الخاصة ومزاولة بعض الأنشطة الرياضية، أما الأجواء الليلية فهي أنسب ما تكون خياراً إلى التنزه وقضاء لحظات سارة مع الأهل والأصدقاء.

الطقس الحار الذي تشهده أجواء المملكة ونعيشن فصوله الساخنة بشكل مختلف، لم تثن بعض العائلات من الخروج من منازلهم خلال فترة المساء للترويح عن أنفسهم واستنشاق بعض من الهواء الطبيعي الطلق مع نهاية كل أسبوع، والابتعاد قدر الإمكان عن الجدران الإسمنتية التي زادت من وطأة لهيب الطقس الحار جداً.

صحيح أن هذه الأجواء قلصت وحدت كثيراً من خروج الناس لا سيما في أثناء النهار، غيرأنها لم تشكل عقبة بالنسبة لهم كي تعيقهم عن النزهة والتجوال ليلاً، سكان مدينة مكة المكرمة والمعروفة بطقسها الحار، عادة ما يلجأون إلى مدينة الورود الطائف، المدينة الأكثر اعتدالاً والأكثر جذباً للسياح.


فقد جرت العادة عندهم الحرص على قضاء فصل الصيف في ربوع هذه المدينة ذات المناخ المعتدل والمحببة والأقرب إلى نفوسهم، الحديقة الخلفية لمدينة مكة، كما يحلو للبعض وصفها، ولأن كاتب هذا المقال من سكان مكة المكرمة فقد كان لزاماً عليه زيارتها بين الحين والآخر، ففيها تطيب النفوس وتصفو الأمزجة.

رحلات الطائف بالنسبة لي كانت تقتصر في الغالب على التنزه والصعود إلى الأماكن المرتفعة بحثاً عن الأجواء الباردة والاستمتاع بالمسطحات الخضراء ومزارع الفاكهة التي تشتهر بها مدينة الطائف، خلاف الزيارات العائلية للأهل والأقرباء بالطبع، غير أنه وخلال الرحلة الأخيرة لهذه المدينة فقد اكتشف أبنائي أماكن ومواقع سياحية جميلة، بل رائعة كانت غائبة عنا، وهي بحق أماكن تستحق أن تزار وتستحق أن يقضى فيها أوقات ممتعة، سواء تلك المناطق الترفيهية أو حدائق الورود أو مزرعة الفراولة أو المواقع الأثرية والمتاحف التاريخية.