إذن لماذا السعي خلف التغيير، لماذا نتغير؟، ليست ثمة مدعاة للتحول، هكذا يبدو واقع الأمر معنا ظاهرياً، فلا فرق بين رحيل عام هجري وقدوم عام هجري آخر جديد، لا جديد باديا للعين سوى التحول البسيط، في التاريخ والأرقام وبعض الأحرف الهجائية، لا جديد سوى التغيير الطفيف في تصاميم وصياغة بطاقات التهنئة بالعام الجديد، لا جديد غير أنا جئنا بتقويم آخر جديد، بعد أن ألقينا بقايا روزنامة التقويم الهجري القديم، كل الأمور عدا ذلك باقية على حالها الأول، السلوك، التصرفات، التعاملات، الأخلاق، العلاقات، الآلام، الأوجاع، الأفراح، الأتراح، رتم الحياة، أسلوب المعيشة،جميهعا باقية على حالها الأولى.
على كلٍ، لو سلمنا جدلاً بوجوب عملية التغيير، وعلى افتراض لزوم هذا التحول العارض سنوياً، فهل تبعات هذا الإجراء ستكون مقتصرة على المظهر الخارجي فقط، أم أن انعكاسات هذا التحول لابد أن تصل إلى جوهر الإنسان، كي يتحقق معنى التغيير؟، ثم ما هو نوع هذا التغير الذي يجب أن يحدثه الإنسان في نفسه، وماهو حجمه؟، وهل التغيير متعلق فقط بالإنسان وحده أم لابد من تأثر الأفراد والجماعات حوله؟.
قبل الإجابة عن هذه التساؤلات، وقبل البدء والمضي في أولى خطوات مراحل التغير، ينبغي لنا أن نبحث أولاً عما يدفعنا إلى أن نسلك مسار التغيير، ولماذا يتحتم علينا التحول مع بداية السنة الهجرية؟، حينها نستطيع أن ندرك أهمية التغيير في حياتنا.
الشخصيات الناجحة في الحياة العملية على مستوى العالم، عادة ما يخصص لهم برنامج وجدول زمني يطول ويقصر، يراجعون خلاله حساباتهم الخاصة، وسنة هجرية جديدة هي توقيت مناسب، لبدء عملية تغيير الحالة النفسية للإنسان بشكل عام، والوقوف على الخصال الفاسدة والعادات السلبية والتصرفات السيئة، لنغيرها بخصال أخرى حميدة، وعادات وتصرفات إيجابية.