تباينت ردود الأفعال تجاه التصور الجديد الذي حمله مدير الإذاعات الدولية السعودية بجدة، الزميل رويشد الصحفي، إذ تمحور تصوره في زيادة ساعات البث الإذاعي في هذه الإذعات، بحيث يستمر البث على مدى الساعات الأربع والعشرين دون توقف، بعد أن كانت تبث برامجها على فترات محدودة لا تتجاوز مدة البث فيها الثلاث ساعات فقط كحد أقصى للقسم الواحد في أوقات سابقة.

تباين ردود الأفعال كان بين مستحسن للفكرة باعتبارها ثاقبة تتماشى مع رؤية الإعلام العصري في مواكبة الأحداث أولاً بأول، وباعتبار أن هذا التحول سوف يصب في مصلحة الهدف الأول الذي من أجله أنشئت هذه الإذعات، فيما هناك فئة أخرى لا تسحتسن الفكرة ولا ترى فيها جدوى تذكر باعتبار أن التغير الذي سوف تحدثه هذه النقلة سيكون محدوداً في ظل الثورة الهائلة للإعلام الجديد، وفي خضم انفجار المعلومات السريعة المتواجدة في كل مكان، ولن تكون بدرجة الأثر الذي يصبوا إليه صاحب الفكرة.

مدير الإذاعات الدولية والناطقة بعدة لغات، له نظرة مغايرة ذات آفاق بعيدة، قد لا يدركها من حوله من النقاد، يكفي أنه راهن على نجاحها، وعقد العزم على تحمل هذا التحدي تبعا لحسه الإعلامي، جنبا إلى جنب زملاء المهنة من مذيعين ومخرجين وفنيين، سيظهر أثر هذا التحدي بشكل جلي بعد حين، عندما تتوالي رسائل الإشادة وتتوارد التقارير الداخلية والخارجية حول هذا التحول، لتشير بعدها إما إلى نجاحه أو إلى عدم ذلك. تحدي كبير يخوضه الصحفي، سيما إذا ما أخذنا في الحسبان أن زيادة ساعات البث الإذاعي بتلك الصورة، يعني إضافة برامج جديدة بحيث تعطي ساعات البث، وتعني كذلك زيادة في عدد النشرات الإخبارية، وتعني زيادة في الكادر الوظيفي أيضاً، وتعني جهدا مضاعفا ودواما مزدوجا، وتعني وتعني وتعني، لكن مع ذلك ومع كل ما ذكر آنفا، فقد تصدى الصحفي لهذ التحدي.


ومن خلال نظرتي الفنية كمستمع وممارس للمهنة، أرى أن التحول بدأ ينعش روح الإذاعات الدولية بشكل لافت فقد عادت إلى الظهور بشكل أفضل عما مضى، بعد أن أخذت تترنح في أوقات سابقة لظروف معينة تتعلق بالنقص الشديد في المذيعين والفنيين وأوشكت خلال عقود مضت على الانهيار، وأرى أيضاً أن استمرار نهوضها مرهون بالدعم المادي قبل أي شيء آخر.

بدأ العمل في الإذعات الدولية بثوبها الجديدة فعلياً يوم الأربعاء الماضي بطرح مواضيع مختلفة ومحتوى جديد، وضخ دماء جديدة في شرايين الإذاعات، وذلك من خلال استقطاب كوادر وطنية شابة من الجنسين، دفع بهم مدير الإذاعات إلى معترك العمل الإذاعي بعد أن تم تأهيلهم وتدريبهم تحت إدارة مخرجين وفنيين أكفاء حملوا مخزونا من الخبرات من خلال عملهم مع إدارات تعاقبت على هذا القسم، بل منهم من عاصر البدايات الأولى لهذا القسم.

يذكر أن الإذاعات الدولية السعودية هي إذاعات موجهة للدول الإسلامية خارج المملكة وللجاليات المتواجدة داخل المملكة، ومن تلك الإذعات على سبيل المثال إذاعة قسم الأردو، وإذاعة القسم الإندونيسي، وإذاعة القسم الفارسي، وإذاعة القسم السواحلي، والقسم الصومالي.