مشغولون في هذه الدنيا الفانية بالبحث عن الحظ، فمن أجل ذلك أسابق الساعة وتسبقني الساعة، ويمر العمر وأيامه في البحث عن حظ. فالدنيا حظوظ، يوم تقبل وتجىء على الكيف، فنشربها حلوة بسكر زيادة، وأحيانًا تدبر، فنشربها مرة سادة، لكنها، مهما تكن، فهي حياة جميلة مشرقة مثل القمر المضئ في السماء، ومثل الشمس الساطعة.

هي هكذا الدنيا، حظوظ في الرزق، في الهم والغم، في السعادة والهناء، ومن معه حظ «باعله واشتراله»، فتجده سعيدا في حياته، موفقا في كل شىء، في عمله ووقته وكل أفعاله. والحظ، للأسف، لا يباع ولا يشترى، لكنه توفيق، فممكن يجىء ساعة ثم يغيب، وممكن يوم، وأحيانا «على طول»، فالدنيا حظوظ. والحظ يتوزع بين البشر، فهذا حظه في رجله، وآخر في بطنه أو في يده، وواحد من الناس تجده كله «حظ في حظ»، فياحظه في هذه الدنيا.

ولكن الذي لا يملك حظا يعيش في نكد ومشكلات، ويجد العظم في الشحم، والحجر في اللبن، ويقول «يا ليل ما أطولك»، ويرفع الصوت ويردد أبيات الشاعر السوداني ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤَّﺎﻉ:


إﻥ ﺣﻈﻲ ﻛﺪﻗﻴﻖٍ ﻓﻮﻕ ﺷﻮﻙٍ ﻧﺜﺮﻭﻩ

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟِﺤُﻔﺎﺓٍ ﻳﻮﻡَ ﺭﻳﺢٍ ﺍﺟﻤﻌﻮﻩ

صعب الأمر عليهم قلت يا قوم اتركوه

ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﻘﺎﻩُ ﺭﺑﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺘﻢ ﺗُﺴﻌﺪﻭه.

أسأل الله لي ولكم الحظ اليوم وغدا، وصباحا ومساء، وفي الحاضر والمستقبل، فالدنيا حظوظ.

وفي الختام.. «مدري حظي أم حظكم» أن اكتب ما كتبت وتقرأون ما كتبت.