في الوقت الذي يشتكي فيه المجتمع من تأثره بتزايد حالات الإصابة بالأمراض المستعصية، راجت مراكز بيع الحلويات والمعجنات السريعة التصنيع بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وأخذت هذه المراكز في التوسع والانتشار بصورة ظاهرة للعيان.

ففي غضون سنوات قليلة فقط، تضاعفت أعدادها عشرات المرات، فلا يمكن أن تجد شارعًا رئيسًا مكتظًا بالمحلات التجارية دون أن يتخلله عدد لا بأس به منها.

المنتجات المصنعة في تلك المراكز تحظى بقبول واهتمام كبير، وعادة ما تتواجد هذه المنتجات على طاولة الضيافة في المناسبات الرسمية أو حتى غير الرسمية بكميات وفيرة، ولا تخلو منها مائدة الطعام، فالكثير من أفراد المجتمع يتلذذ بها دون أن يكترث لأضرارها المحدقة به، إما جهلاً بما تحتويه وتحمله مكوناتها من أضرار صحية، أو تساهلاً بأعراضها الجانبية الخطيرة التي تحدثها الإضافات الغذائية والمواد الحافظة، إضافة إلى مادة السكر الذي هو عنصر مهم لصناعة تلك الحلويات، وهو السبب الأساسي لكثير من الأمراض العضوية.


عنصر السكر عامل قوي في فتك وتدمير المناعة في جسم الإنسان، هذه المعلومة يجب أن يعيها الجميع، خاصة أنها معلومة صحيحة مئة بالمئة، وناتجة عن دراسات علمية لا يمكن إنكارها وغض الطرف عنها أو تجاوزها.

في دراسة عالمية أجريت مؤخرًا بهذا الخصوص ظهرت المملكة في المراكز الأولى من حيث الإصابة بمرض السكر -عافانا الله وإياكم- إذ احتلت المملكة العربية السعودية المركز الرابع عالميًا في نسبة الإصابة بداء السكر مع كل أسف، مع ذلك تقدم هذه المنتجات للعملاء في أشكال جميلة ومغرية، وتهدى في أطباق فاخرة تجذب العميل وتشده للشراء، رغم أنها غير صحية.

ليس بعيداً عن محلات بيع الحلويات، محلات بيع المعجنات المقلية بالزيوت المصنعة، وربما الزيوت المهدرجة. المنتج النهائي لهذه المعجنات مثقل بالمواد الدسمة، يتقاطر الزيت منها بكثافة هائلة مسببة لانسداد الشرايين، ورفع الضغط والسكر والكوليسترول.