ويعود تاريخها إلى بدايات القرن السابع الهجري تقديراً، حيث كتب بعض عناوينها بماء الذهب، والبعض بالأزرق وهي نسخة مبتورة الأول والآخر، والمخطوطة عبارة عن مجلد يضم «75» ورقة، كتبت بخط أندلسي مضبوط على ورق عربي، حيث أصابت بعض الأوراق ثقوب أرضة، مما أثر على بعض مواضيع النصوص وبعض كلماتها، كما أن النسخة المرممة تحتوي على تصويبات في الهوامش وتعليقات ميسرة.
وتبدأ المخطوطة بالعبارة التالية:«يبدأ النص بولاية عقبة بن نافع، وينتهى بولاية أبي العباس بن إبراهيم الأغلب»، ويعتبر الكتاب مصدراً مهماُ لتاريخ أفريقيا، منذ بدايات الفتح الإسلامي على يد عقبة بن نافع، وتأسيسه القيروان، ومواصلة الفتوح على يد زهير بن قيس البلوي، وحسان بن النعمان وموسى بن نصير، ثم بداية مرحلة الولاة التي استمرت إلى غاية ظهور دولة الأغالبة، على يد إبراهيم بن الأغلب.
ويعد إبراهيم بن القاسم، أبو إسحاق، المعروف بالرقيق أو ابن الرقيق: مؤرخاً وأديباً من أهل القيروان، وله من المؤلفات الأخرى كتاب «النساء ونظم السلوك في مسامرة الملوك وله كتب مخطوطة»، وكان يتابع كتابة الحضرة في الدولة الصنهاجية، حيث استمر فيها زهاء نصف قرن، ورحل إلى مصر سنة 388 هـ وعاد إلى وطنه فتوفي فيه على الأرجح.