قبل تصريح «البنتاجون»، كان من المتوقع أن يسقط حطام الصاروخ الصيني على الأرض دون تنبؤ بمكان سقوطه، وذلك بعد أن تم إطلاقه في أواخر أبريل من أجل نقل أول وحدة من محطة الفضاء الصينية المستقبلية إلى المدار.

كما أعلنت الولايات المتحدة، صباح الخميس، أنها تراقب مسار الصاروخ، ولكن ليس لديها أي خطة لإسقاطه. وصرح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في وقت سابق: نأمل أن يهبط الصاروخ في مكان لا يسبب ضررا لأحد، ونرجو أن يسقط في المحيط أو في أي مكان آخر من هذا القبيل، موجها انتقادا للصين بشكل غير مباشر، قائلا إن هناك حاجة للتأكد من أن يؤخذ حدوث مثل هذا الأمر في الاعتبار عند إجراء عمليات إطلاق أخرى من هذا النوع.

التجاهل الصيني


على النقيض، قللت وسائل الإعلام الحكومية الصينية على مدي الأيام الماضية من مخاوفها من احتمال سقوط الصاروخ على أرض مأهولة، مما يشير إلى أنه سيسقط في مكان ما في المياه الدولية.

ونقلت جلوبال تايمز عن خبير الفضاء الجوي سونغ تشونغ بينغ قوله: شبكة مراقبة الفضاء الصينية ستراقب عن كثب، وتتخذ الإجراءات اللازمة في حالة حدوث ضرر.

خطأ سابق

في إطلاق سابق لـLong March 5B في 2020، تم دخول جسم الصاروخ مرة أخرى دون رقابة، مع سقوط بعض الحطام في جزء ريفي من ساحل العاج.

ولم تصرح وكالة الفضاء الصينية حول ما إذا كان يتم التحكم في الصاروخ أو ما إذا كان سيسقط دون تحكم به، حسب التقارير.

انتقادات مختصين

«أتمنى أن يحالفهم الحظ» هذا ما قاله عالم الفلك جوناثان ماكدويل، من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية. وأوضح أن مشكلة إعادة الدخول غير المنضبط موجودة فقط مع Long March 5B.

كما ذكر أن الأجزاء العلوية الصغيرة في صواريخ الولايات المتحدة وأوروبا تعود أيضًا إلى الدخول بشكل غير خاضع للرقابة (وتحترق تمامًا)، لكن الصواريخ الأمريكية أو الأوروبية الكبيرة مصممة خصيصا لعدم ترك الأجزاء الكبيرة في المدار، بل يتم التخلص منها دائمًا بأمان في المدار الأول للرحلة. وقال لبي بي سي: «ولكن قررت الصين استخدام تصميم أبسط، وتأمل أن يحالفهم الحظ مع دخول الأجزاء من جديد دون تحكم ودون إيذاء أي شخص».

كان من الممكن أن يعني الدخول الخاضع للرقابة إمكانية التحكم بالصاروخ من قبل فريق الإطلاق، على سبيل المثال، عبر محرك الصاروخ أو محركات الدفع الصغيرة.

فعادة ما يتم توجيه الحطام نحو موقع محدد في وسط المحيط وبعيدًا عن الناس، وبهذه الطريقة، يمكن أن يتأثر مسار الرحلة، ويمكن أن تكون إعادة الدخول فورية، وفي موقع يمكن التنبؤ به.

وعادة، سيكون هذا في ما يسمى «القطب المحيطي»، لعدم إمكانية الوصول لأبعد مكان عن اليابسة في جنوب المحيط الهادئ، بين أستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الجنوبية.

وعلى مساحة تقارب 1500 كيلو متر مربع (580 ميلا مربعا) هذه المنطقة هي مقبرة للمركبات الفضائية والأقمار الصناعية، حيث يُعتقد أن بقايا نحو 260 مركبة فضائية متناثرة في قاع المحيط.

طموحات متأخرة

انطلق صاروخ لونج مارش الحالي في 29 أبريل 2021 من مركز ونشانغ لإطلاق الفضاء الصيني.

كان يحمل الوحدة الرئيسية لمحطة فضائية دائمة جديدة كجزء من برنامج الفضاء الصيني الطموح بشكل متزايد. وتخطط بكين لإجراء ما لا يقل عن 10 عمليات إطلاق مماثلة أخرى، لتحمل جميع المعدات الإضافية إلى المدار قبل اكتمال المحطة بحلول 2022.

كما تخطط الصين لبناء محطة قمرية بالتعاون مع روسيا، حيث كانت البلاد متأخرة فيما يتعلق باستكشاف الفضاء، حيث أرسلت أول رائد فضاء لها إلى الفضاء في 2003، بعد عقود من قيام الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بذلك.