في أسبوع فعاليات البيئة لعام 1442هـ كان الحدث بيئيا، والإنقاذ بشريا، والتطبيق لشعار أسبوع البيئة «البيئة لنا ولأجيالنا» واقعيا، وحدثا محليا وعالميا، يظهر مدى الوعي البيئي الذي طبقه شباب أملج عمليا، وتحديدا شباب قرية الشبعان التابعة لمحافظة أملج، عندما شاهدوا الدلافين تدفع بها الأمواج والدوامات البحرية المتكونة بسبب الرياح الشديدة إلى خارج البحر.

كان الشباب بهمتهم العالية وحسهم الوطني وشعورهم بالمسئولية البيئية، مبادرين بإنقاذ الدلافين التي يطلق عليها محليا «أبوسلامة»، وأنقذوا ما تم إنقاذه من الدلافين وإيصالها إلى البحر، ولكن كانت الدلافين كثيرة تقدر بأربعين دولفينا، فنتيجة لذلك وللجهد المبذول شعر الشباب المتطوعون بأن بعض الدلافين قد يفقد حياته، فاتصلوا فورا بجهات الاختصاص، وحضر إلى الموقع محافظ محافظة أملج، نايف بن كميخ المريخي، وأتت كذلك قوات حرس الحدود ووزارة البيئة والمياه والزراعة وبلدية أملج والدفاع المدني وجمعية البر وخبراء بيئة من شركة البحرالأحمر للتطوير، وعدد من المتطوعين، وكذلك شيخ الصيادين بأملج أمين سنوسي، وتم إنفاذ الدلافين، ونفقت سبعة دلافين، والدلافين النافقة تم تحنيطها من قبل المواطن الخبير بالتحنيط أحمد معيطي، لتكون شاهدا على عملية الإنقاذ وبطولة الشباب.

ولم يقف الخبر والفعل المشهود عند ذلك، بل قدم وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبدالمحسن الفضلي، الشكر لأبناء أملج قائلا في تغريدة: «شكرًا لأبناء أملج الذين جسدوا نموذجا يحتذى به».. هذا الشكر أسعد شباب أملج والمملكة، وجاء حافزا للجميع للمحافظة على البيئة، فكان التفاعل إيجابيا.


ولم يقف الخبرعند هذا، فقد كرم محافظ أملج الشباب المتطوعين بانقاذ الدلافين في أسبوع البيئة، والتكريم مازال مستمرا ومستحقا لشباب قاموا بعمل استثنائي. وأخيرا ربما يعيد التاريخ نفسه، فإنقاذ الدلافين من قبل الإنسان رد الجميل للدلفين المعروف بـ«أبو سلامة» صديق الإنسان وراكب البحر، فكم أنقذ الدلفين من إنسان على مرالتاريخ، فهو يعد صديقا للإنسان، وفأل خير وحماية لراكب البحر، لذلك أطلق عليه قديما «أبو سلامة»، لأنه يتمتع بذكاء وبحب الإنسان ومساعدته.. وصدق من قال في الأمثال «اعمل الخير وارمه في البحر يأتيك الخير ولو بعد حين».