العادات والتقاليد والشيم العربية، أصلت هذا الشعور، عطفاً على أن التعاليم الإسلامية كانت، ومازالت، تحثنا نحن معشر الرجال على إيثار المرأة، وتقديمها على أنفسنا في كثير من المجالات.
من تلك المزايا التي اعتدنا رؤيتها في واقعنا، وقمنا بتأديتها نحن معشر الرجال بنفوس راضية وصدور رحبة، تقديمها في الأماكن العامة، وفسح المجال لها حتى تنفرد بإنجاز شؤون حياتها، التي أجبرتها على مخالطة الرجال، مراعاة منا لظروفها ووضعها، في محاولة منا لجعلها تبدو كالأميرة، وهي بالفعل كذلك، فالأفضلية لها والأولوية لها في كل شيء، بحيث تتاح لها تلبية متطلباتها، وقضاء احتياجاتها في يسر وسهولة، في حال اضطرت إلى الانتظار على مقربة من صفوف الرجال على سبيل المثال.
وإن اقتضى الأمر الذود عنها في بعض الأمور القاسية، التي تستدعي منا ذلك لفعلنا، فعلى بساطة هذا التصرف، إلا أنه يعد نوعاً من التقدير والاهتمام بها، كأم وأخت وزوجة وابنة.
على أثر هذا الإيثار، ظهرت جملة أو قاعدة «النساء أولاً»، هذه القاعدة أصبحت لصيقة بالنساء.
رؤية المرأة في مواقع يعج بها الرجال، أنهت علامات التعجب، التي كانت ترتسم على الوجوه الذكورية والأنثوية، على حدٍ سواء في أوقات سابقة، فوجود المرأة في المصانع والمتاجر، وهي تزاحم الرجال لأداء مهامها، لم يعد بالأمر المستغرب، هذا المشهد أصبح من الأمور المعتادة رؤيتها، وسوف يعتاد الناس على ما هو أكبر من ذلك في قادم الأيام.
سوف تقتحم شقائق الرجال أنشطة كثيرة، وجوانب عديدة لم يكن يسمح لهن باقتحامها في زمن ما، بعد أن أثبتت المرأة جدارتها في كثير من هذه الجوانب، في حين اقتصر أداؤها على الرجال فقط، دون سواهم في أوقات سابقة، فشتان بين الأمس واليوم وغداً.
عود على بدء، بعد أن اشتركت المرأة مع الرجل في كثير من شؤون الحياة، وشاركته في معظم المهن والأنشطة الميدانية، هل سيستمر هذا الرجل فيما جبل عليه من تقدير واحترام، وعلى سائر ما تم ذكره آنفا، أم سيتنصل مما جبل عليه ويقل حجم ذلك التقدير، أو ربما يتلاشى مع مرور الزمن، في ظل اتساع دائرة المشاركات النسائية، فتنقلب القاعدة حينها لتصبح «الرجال أولاً»!؟.