يقول بيل جيتس «يتطلب النجاح اليوم الرشاقة والدافع لإعادة التفكير باستمرار، وإعادة التنشيط، والتفاعل، وإعادة الابتكار»، حيث يقصد بيل جيتس هنا استخدام مفهوم الرشاقة الاستراتيجية كممارسة، وعملية تكييف التوجه الاستراتيجي للمؤسسة استجابة للظروف البيئية المتغيرة، بهدف الحفاظ على القدرة التنافسية، والمؤسسة الرشيقة Agile Organization هي التي تتمكن من تعظيم نقاط قوتها بشكل مستمر، وتُوَسّع من خياراتها لتقديم الخدمة الملائمة في الوقت المناسب، فهي عملية ديناميكية لإعادة تشكيل الاستراتيجية في البيئة المتغيرة، أو التي قد تتغير بناء على الاستشراف لما قد يحدث، لذا نجد هنا أن الحديث عن الرشاقة لا يمكن أن يكون بمعزل عن الكفاءة العالية في الإنجاز، وتهيئة بيئة الإبداع والابتكار، فالرشاقة هي مفتاح النجاح في ظل بيئة أعمال غير مستقرة، وأسلوب عملي ذو فاعلية عالية في وقت الأزمات فهي ليست من أشكال الترفيه واللمسات الفنية والترف الإداري التي توفرها بعض المؤسسات والهيئات لموظفيها، وإنما أسلوب علمي قائم على الأدلة والبراهين والتجارب، وهذا الأسلوب له محددات ضرورية من شأنها تحقيق النتائج المرغوبة، هي أولاً: الحساسية الاستراتيجية ويعني ذلك قدرة المؤسسة على فهم إدراك التغيرات البيئية المختلفة، وبناء رؤية للمستقبل كاستجابة للتغير البيئي المستمر، وقد تتشكل هذه الحساسية في ثلاث قدرات أساسية الحوار الداخلي بين كافة الأطراف - وعمليات استراتيجية مفتوحة - واليقظة الاستراتيجية العالية، وهذا ما تفتقده كثير من المؤسسات والمنظمات للأسف، فجميع الأعمال التي تقوم بها هي ردة فعل قد تكون صائبة، وفي أغلب الأحيان تكون خاطئة.
ثانياً: الشراكة في المسؤولية والالتزام الجماعي بالمسؤولية كقيمة تسهم بالنضوج الإداري.
ثالثاً: وضوح الرؤية وتوفير القدرات الأساسية، فهذ الأمر يحقق السرعة والاستقرار المطلوبين لرشاقة الاستراتيجية.
رابعاً: اختيار الأهداف الاستراتيجية، فهي النتائج التي تسعى المنظمات والمؤسسات لتحقيقها، ويساعد أي مؤسسة على تعديل وتعزيز أو تطوير قدراتها الأساسية لتتوافق مع الفرص المتاحة.
خامساً: تنفيذ الأعمال والأنشطة، وهو عنصر يعتمد على التنسيق بين جميع وحدات العمل المختلفة بما يضمن الاستجابة السريعة والتغطية الشاملة.
سادساً: هو الجانب التكنولوجي والمقصود به الأدوات الضرورية في تحسين قدرة المؤسسات والهيئات، وامتلاكها مقومات الرشاقة الاستراتيجية بوصفها استجابة مناسبة للتغير الذي تشهده المؤسسات في إطار بيئة مضطربة شديدة التغيير.
جميع هذه المحددات عندما تكون حاضرة وممارسة في عقلية صانع القرار وقت الأزمات، الذي يستطيع أن يتجنب كثيرا من التحديات التي قد تواجهه عند حدوث أي أزمة.