تبلغ جملة السعوديين الباحثين عن العمل ما يقارب المليون شخص، وذلك في إحصائية الربع الثالث من عام 2019، ويوجد عدد كبير من غير السعوديين الذين يشغلون وظائف، وبنسب تتجاوز الستين بالمائة، كما هي الحال في الوظائف الصحية ووظائف التعليم العالي والوظائف الحرفية. ويبلغ عدد الأجانب الذين يعملون على وظائف حكومية ما يقارب 50 ألف موظف وموظفة، ويبلغ عدد الأجانب الذين يعملون بالقطاع الخاص سبعة أضعاف السعوديين العاملين بنفس القطاع، كما يبلغ عدد الحاصلين على تأشيرات لممارسة أنشطة اقتصادية ما يقارب نصف مليون تأشيرة. كانت منطقة جازان تحتل مركزا متأخرا في نسب البطالة والهجرة خارج المنطقة بحثا عن فرص العمل مقارنة ببقية مناطق المملكة، ولكن ومع مبادرة التوطين التي تبنتها وتابعتها إمارة المنطقة ومكتب العمل، وجدنا تحسنا كبيرا في ملف التوطين مع الشركات والمؤسسات المشغلة للجهات الحكومية والخاصة، وما زالت فرص التوطين والتحسين مستمرة لا سيما في مجالات سوق السمك والخضروات ومحلات بيع الأغذية والتي يحتكرها الأجانب. وعلينا ألا ننسى أن الاستثمار السياحي في المنطقة قد تنتج عنه آلاف الفرص من الوظائف لاسيما وأن منطقة جازان تزخر بالعديد من المواقع السياحية الهامة، والتي لم يتم استغلالها بشكل فاعل. كذلك علينا أن نتساءل عن دور المدينة الاقتصادية والتي من المفروض توفر عشرات الآلاف من فرص العمل، وما زالت غير قادرة على القيام بهذه المهمة. كما يجب التنسيق مع الجامعة لتكون مخرجاتها وفق متطلبات التنمية بالمنطقة وسوق العمل. كذلك يجب أن يكون دور الخدمة المدنية مساندا لعملية التوطين وإحلال السعوديين الذين تم ابتعاثهم وتأهيلهم على أعلى المستويات. وأخيرا للوصول إلى الهدف المنشود من توطين الوظائف في المنطقة خصوصا والمملكة عموما، لا بد من التنسيق بين الجهات المعنية مع ضرورة التزام كل جهة بتحقيق المطلوب منها.