لهذا فإن منصة الاجتماع ستكون مكاشفة حقيقية كما عهدنا الزعماء في اجتماعات المجلس الأعلى لدول الخليج، وحرصهم على أمن المنطقة ورفاهية شعوبها، وهو ما نلمسه -بحمد الله- على مستوى المنطقة في الدول الخليجية بخلاف ما يدور حولنا من قلاقل وفتن في سورية ولبنان والعراق وإيران، حتى جعل هذه الشعوب تطمح إلى عيشة ورفاهية كما هي في الخليج، ولهذا قاموا بالتظاهرات أمام شح الموارد ووجود الفساد والبحث عن مخرج لهذه الأزمات.
إلا أننا في الخليج نعيش تلك المرحلة الذهبية من رفاهية الإنسان على مستوى دول المجلس منذ انطلاق الدورة الأولى لقيام المجلس عام 1981، لأن هذه الدول تتشارك بوجهات نظر سياسية وثقافية وتجارية واقتصادية وغيرها، لتحقق أهداف المجلس، وفي مقدمتها تعزيز التعاون الخليجي.
وأضرب مثالا للتفوق الاقتصادي في هذه الدول بما يفوق أكبر الدول مكانة وحراكا اقتصاديا جعلنا محترمين أمام العالم، وهو قيام مجالس ثنائية مع المملكة كالمجلس التنسيقي السعودي الإماراتي، ولعل اجتماع الرياض الثلاثاء المقبل يحقق لشعوبه التكاملية في مجالات عدة مثل السياحة والثقافة والفن والرياضة، وهو ما نتطلع إلى الدفع به إلى الأمام وصولا إلى التكامل في كافة الاتجاهات.
وعندما ننظر في جدول أعمال القمة فإنه يتبادر إلى الأذهان ما أعلن عنه تقرير منتدى الاقتصاد العالمي الذي ركّز على دعم الاستثمار وعدم التركيز على النفط، وهذا ما قامت به المملكة عبر تحديث وتطوير خططها وبرامجها وإعلان الرؤية 2030 التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويحرص على تنفيذها وعرضها أمام الإخوة في الإمارات والكويت والبحرين والبقية في الطريق، والتي نجحت في متابعة وتنفيذ جوانب من الرؤية.
بقي أن أشير إلى ما يمكن نقاشه في القمة، وسيكون بالتأكيد قضية المسلمين قضية فلسطين، وملفات الاقتصاد، وتجاوزات إيران وميليشياتها، ووضع حد لهذا الاستهتار الذي بدأ الملالي يدركون فشله في أن يحقق لهم أي نفوذ في المنطقة.
إذاً العالم يترقب اجتماع المجلس الأعلى وجدول أعماله ومناقشة تقرير الأمم المتحدة، واقتصادات دول المجلس والجمارك والعملة الموحدة، واستعراض برامج قمة العشرين التي استلمت المملكة رئاستها، وستكون فاتحة خير على مجلس التعاون، بإذن الله.
وفقكم الله وأعانكم، وأنجح مساعي زعمائنا في الخليج لكل خير ونجاح، بإذن الله.