لم يقف غزو المصطلحات الغربية عند حدود الموضة وبعض مفردات اللغة وعدد من المظاهر الاجتماعية والثقافية، بل وصل حتى إلى عالم الأكلات الشعبية المحلية، بما فيها تلك التي تزدهر في المواسم مثل شهر رمضان، حيث طالت حتى طبق اللقيمات، والمعصوب، وغيرها من الأكلات التي باتت تحمل اليوم مسميات غربية، والتي ترتفع أسعارها فقط لأنها تحمل مثل هذه المسميات التي يقال عنها إنها جديدة ومبتكرة.
اللقيمات، والهريس، والسمبوسة، والثريد، أطباق شعبية ارتبطت في أذهان الناس بشهر رمضان المبارك حتى باتت نوعًا من الموروث الشعبي، لكن كثيرين يصرون على إلباسها ثوب المسمى الغربي معتبرين أن هذا يعد من التحديث والتطور في عالم الطبخ أو في السوق المحلية.
اللقيمات، المعروفة منذ القدم، صارت تُسمى «هوت قولدن بولز فرايد»، والمعصوب أصبح «بنانا وذ بودنغ»، وربما تظهر لاحقًا مسميات أخرى لأطباق أخرى.
تبرير عربي يوناني
لا يستغرب كثيرون تغير مسمى بعض الأكلات الشعبية، حيث يشير بعضهم إلى أنه في البحث عن طبق اللقيمات، الذي كان القدامى يعتقدون أنه طبق عربي أصيل، يكتشف أنه يعود إلى أصول يونانية، حيث أطلق اليونانيون عليه مسمى «لوكوماديس»، وهو يعد من الحلويات اليونانية المحلية الشهيرة، وكذلك الحال في قبرص بشقيها اليوناني والتركي.
ويطلق العرب على هذه الحلوى مسمى «اللقيمات»، فيما تسمى في بعض البلدان العربية، وعلى الأخص بلاد الشام «العوامة»، كما يعرف في بلاد أخرى باسم «لقمة القاضي» كما في مصر.
و«اللقمة» عبارة عن كرات من الحلوى المصنوعة من العجين المخمر والمقلي، ويقدم منقوعًا في شراب السكر الساخن «الشيرة» أو العسل، وقيل إن البغدادي وصف هذا الطبق في وقت مبكر من القرن الثالث عشر بأنه «لقمة القاضي».
تغيير مكلف
انتهت رحلة التغيرات التي طرأت على «اللقيمات» ونقلته من طبق متوارث في المجتمعات العربية، ليصل أخيرًا وفي تحول مدهش لحمل اسم جديد، يصفه بالإنجليزية، ويسميه «هوت قولدن بولز فرايد».
واللافت هو أن هذا التغيير في المسميات، اقترن أيضًا بالتغير في الأسعار، فتجد علبة اللقيمات تباع في محل شعبي بسيط بنحو 15 ريالًا للعلبة الواحدة التي تحتوي على حوالي 20 كرة من كرات اللقيمات، فيما يتجاوز سعره الـ90 ريالًا في طبق مقدم بطريقة احترافية تسويقية، ومزين بأنواع من الصوص المختلفة، ولا تكاد الكمية المقدمة منه تصل إلى نصف كمية ما يقدمه المحل الشعبي في الأحياء العادية.
مواكبة للتغيير أم تغيير ثقافة
اختلف كثيرون في رؤيتهم لهذا الطارئ الجديد المتعلق بالأكلات الشعبية ومسمياتها، بين من يراه مواكبة للتغيير الذي طال مختلف المجالات، ومن يراه تغير مؤثر قد ينعكس سلبًا على ثقافة الجيل الحالي، ويكون سببًا في غياب الإرث الثقافي والاجتماعي.
وتميل ليلى السيهاتي إلى مناصرة حداثة مسميات الأكلات الشعبية، وتقول «لا ضير في ذلك، ولا ضير أن نكون في مستوى التطور، وأن نلائم أنفسنا مع التغيرات في السوق».
وتكمل «هذا التغيير في المسميات يجعلك تشعر بأنك تشتري شيئًا جديدًا ومختلفًا».
تهديد للموروث
في المقابل، عارضت فاطمة أحمد الفكرة، وقالت مستنكرة «لا أفهم لماذا يريدون تغيير مسميات الأكلات الشعبية.. اللقيمات هي اللقيمات، والمعصوب هو المعصوب. هذا التغير في المسميات يجعلك تشعر بأنك تشتري شيئا غير أصيل».
أما الدكتور محمد الرمضان فبدا أكثر صرامة في هذا الشأن، وقال «التغير في المسميات لا يؤثر فقط يؤثر على الأسعار، بل يؤثر أيضًا على الموروث الشعبي، إنه تغيير يؤثر على هويتنا الثقافية.. هذه الأكلات الشعبية هي جزء من تراثنا، وبتغير مسمياتها، ننسى أصولنا».
الابتكار الجاذب
أما أحمد العتيبي، فكان أكثر حيادية، وقال «صحيح أن الأسماء الجديدة تبدو أكثر جذبًا، ولكن عندما أذهب لشراء اللقيمات، أحب أن أطلبها بهذا الاسم، وليس باسمها الأجنبي. أشعر أن هذه الأسماء تأخذ جزءًا من هويتنا الثقافية، وعندما تصبح الأكلات مرتبطة بأسعار مرتفعة، يبتعد الناس عن تناولها بشكل دوري».
ولكنه عاد واستدرك «هي نوع من الهبّة الجديدة أو ما يسمى بالترند الذي يصعد فجأة ثم يختفي، أعتقد أنه مع الوقت ستنخفض الأسعار تلقائيًا مع ظهور منتجات جديدة».
ولفت إلى «أنه يجب ألا ننسى جانبًا مهمًا جدًا، وهو أن العامل في هذا المجال له طرق جاذبة في التقديم، وله أساليبه الابتكارية، فقد ظهرت اللقيمات المحشوة بالجبن، واللقيمات المزينة بصوص الشوكولاتة، وأخرى يضاف لها صوص العسل أو الشيرة أو حتى صوص البستاشيو «الفستقي»، ولكل صنف منها تسعيرة مختلفة، والمستهلك له ما يراه مناسبًا بحسب ميزانيته ورغبته، هذه الابتكارات والتعديلات أو التحسينات في الأطباق الشعبية تصب في زاوية تطويرية مهمة في سوق العمل، وتدعم فكر الشباب المنفتح على الآخر من خلال دمج ثقافات مختلفة مع ثقافتنا العربية».
تأثيرات متعددة
يكمل العتيبي «تعد هذه التغييرات في مسميات الأكلات الشعبية نتاجًا لتأثيرات متعددة، ومن المهم أن نعود إلى تعزيز التراث الثقافي والمحافظة عليه، لضمان عدم فقدان هويتنا في زحام التغيير، فالمجتمعات بحاجة إلى التفكير في كيفية الاحتفاظ بالموروث الشعبي، مع تقديم الأكلات بشكل يجذب الأجيال الجديدة، دون التفريط في القيم الثقافية التي تشكل جزءًا كبيرًا من هويتنا».
تهديد التراث الغذائي
لا تبدو سارة المانع، وهي متخصصة في التثقيف الغذائي الصحي متحمسة للتغيير في مسميات الأكلات الشعبية، وتقول إن «تغيير أسماء الأكلات يعكس تأثير العولمة والاتجاه نحو الثقافة الغربية، وهو ما يدفعنا إلى أن نسعى للمحافظة على موروثنا».
وعلّقت «ارتفاع الأسعار بسبب المسمى الجديد يؤثر سلبًا على الأسر التي تعتمد على الأكلات الشعبية كجزء من نمط حياتها».
وأضافت «كما أن ارتفاع الأسعار الناتج عن إعادة تسويق الأكلات الشعبية بأسماء جديدة قد يجعل من الصعب على الأسر المحافظة على عاداتها الغذائية، ومع مرور الزمن، قد يتعرض التراث الغذائي للخطر، حيث سيفقد الجيل الجديد الارتباط بالأكلات التقليدية، مما يهدد الذاكرة الجمعية لأطباق وممارسات الطهي التي تم تناقلها عبر الأجيال».
عشق للتجربة الجديدة
تذهب سراج العيد إلى رأي مختلف، وتقول «أحب تجربة الأسماء الجديدة، لكنني ألاحظ أن عددًا من الأصدقاء يتحدثون عن الأسعار المرتفعة. وأعتقد أن تسويق الأكلات قد يكون له تأثير إيجابي، ولكنه يسبب انقسامًا بين الأجيال. الأجيال القديمة تفضل الأسماء التقليدية، بينما الأجيال الشابة لا تمانع التجريب».
فنون الطهي
تعتقد علياء خريدة، وهي ريادية في الطبخ الشعبي أن «فنون الطهي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الموروث الثقافي للأكلات الشعبية، وهذه الفنون ليست مجرد وسيلة لإعداد الطعام، بل هي طريقة تعبير عن الهوية الثقافية والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال، حيث يمكن أن تظهر تفاعل المجتمعات مع مكوناتها المحلية وطرق تحضيرها، ولذا يجب مراعاة جوانب مهمة جدا في فنون الطهي تعكس أسلوب الحياة، والتقاليد، والمناسبات الاجتماعية، ومن ذلك:
1. نقل المعرفة والتقاليد، بحيث تتضمن الوصفات الأسرية، والتي غالباً ما تُمرر شفاهة، وتضم مكونات وتقنيات فريدة تعكس الثقافة المحلية.
2. تبني المكونات المحلية: يتم استخدام المكونات المتاحة محليًا في الأكلات الشعبية.
3. التمسك بوجود الأطباق الشعبية في الاحتفال بالمناسبات: الأطباق الشعبية غالبًا ما تكون مرتبطة بمناسبات معينة، مثل الأعياد والمناسبات الاجتماعية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية.
4. تعزيز الفخر الثقافي: الأطباق التقليدية تحافظ على فخر المجتمع بهويته وثقافته، حيث يعد تناول الطعام التقليدي وسيلة لتجديد الانتماء والاعتزاز بالتراث.
5. تطوير فنون الطهو: يشجع الابتكار في فنون الطهي على تطوير الأطباق الشعبية، مما يجعلها أكثر جاذبية للأجيال الجديدة. ويمكن استخدام تقنيات جديدة أو دمج نكهات متنوعة للحفاظ على هذه الأطباق، تمتاز بالحداثة، ولكن مع الحفاظ على جوهرها التقليدي.
6. التعريف بالثقافة: يمكن أن يكون وسيلة للتعريف بثقافة معينة للآخرين من خلال المهرجانات والأحداث الثقافية، مما يساعد على تعزيز الفهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة».
وأردفت «علينا أن نوجه هذا التغير في فنون طهي الأكلات التقليدية ليكون جسرًا يربط الأجيال ويدعم التنوع الثقافي».
وأكدت أنه «من الضروري أن ندعم الجهود للحفاظ على هذه الفنون التقليدية، سواء من خلال التعلم أو المشاركة في النشاطات المتعلقة بالطهي، لضمان استمرار تراثنا الثقافي للأجيال القادمة، ولا يمكن أن نغفل عن دور أكاديمية «زادك» التي أطلقتها هيئة التراث لتلعب دورًا مهمًا في المحافظة على الأكلات الشعبية من خلال عدة جوانب (التعليم والتدريب، التوثيق والبحث، تحسين الوعي الثقافي من خلال تنظيم الفعاليات والمهرجانات، والتطوير المستدام)».
ـ تغيير طارئ على مسميات الأكلات الشعبية
ـ أنصار التغيير يرونه تجديدًا مطلوبًا
ـ مؤيدو التغيير يعدونه من قبيل الابتكار والتنوع
ـ من يعارضونه يرون فيه تأثيرًا سلبيًا على الموروث
ـ المعارضون يعتقدون أنه سيغير العادات الغذائية سلبا
ـ متخوفون يرون أن تغيير المسميات يرفع الأسعار بلا مبرر
اللقيمات، والهريس، والسمبوسة، والثريد، أطباق شعبية ارتبطت في أذهان الناس بشهر رمضان المبارك حتى باتت نوعًا من الموروث الشعبي، لكن كثيرين يصرون على إلباسها ثوب المسمى الغربي معتبرين أن هذا يعد من التحديث والتطور في عالم الطبخ أو في السوق المحلية.
اللقيمات، المعروفة منذ القدم، صارت تُسمى «هوت قولدن بولز فرايد»، والمعصوب أصبح «بنانا وذ بودنغ»، وربما تظهر لاحقًا مسميات أخرى لأطباق أخرى.
تبرير عربي يوناني
لا يستغرب كثيرون تغير مسمى بعض الأكلات الشعبية، حيث يشير بعضهم إلى أنه في البحث عن طبق اللقيمات، الذي كان القدامى يعتقدون أنه طبق عربي أصيل، يكتشف أنه يعود إلى أصول يونانية، حيث أطلق اليونانيون عليه مسمى «لوكوماديس»، وهو يعد من الحلويات اليونانية المحلية الشهيرة، وكذلك الحال في قبرص بشقيها اليوناني والتركي.
ويطلق العرب على هذه الحلوى مسمى «اللقيمات»، فيما تسمى في بعض البلدان العربية، وعلى الأخص بلاد الشام «العوامة»، كما يعرف في بلاد أخرى باسم «لقمة القاضي» كما في مصر.
و«اللقمة» عبارة عن كرات من الحلوى المصنوعة من العجين المخمر والمقلي، ويقدم منقوعًا في شراب السكر الساخن «الشيرة» أو العسل، وقيل إن البغدادي وصف هذا الطبق في وقت مبكر من القرن الثالث عشر بأنه «لقمة القاضي».
تغيير مكلف
انتهت رحلة التغيرات التي طرأت على «اللقيمات» ونقلته من طبق متوارث في المجتمعات العربية، ليصل أخيرًا وفي تحول مدهش لحمل اسم جديد، يصفه بالإنجليزية، ويسميه «هوت قولدن بولز فرايد».
واللافت هو أن هذا التغيير في المسميات، اقترن أيضًا بالتغير في الأسعار، فتجد علبة اللقيمات تباع في محل شعبي بسيط بنحو 15 ريالًا للعلبة الواحدة التي تحتوي على حوالي 20 كرة من كرات اللقيمات، فيما يتجاوز سعره الـ90 ريالًا في طبق مقدم بطريقة احترافية تسويقية، ومزين بأنواع من الصوص المختلفة، ولا تكاد الكمية المقدمة منه تصل إلى نصف كمية ما يقدمه المحل الشعبي في الأحياء العادية.
مواكبة للتغيير أم تغيير ثقافة
اختلف كثيرون في رؤيتهم لهذا الطارئ الجديد المتعلق بالأكلات الشعبية ومسمياتها، بين من يراه مواكبة للتغيير الذي طال مختلف المجالات، ومن يراه تغير مؤثر قد ينعكس سلبًا على ثقافة الجيل الحالي، ويكون سببًا في غياب الإرث الثقافي والاجتماعي.
وتميل ليلى السيهاتي إلى مناصرة حداثة مسميات الأكلات الشعبية، وتقول «لا ضير في ذلك، ولا ضير أن نكون في مستوى التطور، وأن نلائم أنفسنا مع التغيرات في السوق».
وتكمل «هذا التغيير في المسميات يجعلك تشعر بأنك تشتري شيئًا جديدًا ومختلفًا».
تهديد للموروث
في المقابل، عارضت فاطمة أحمد الفكرة، وقالت مستنكرة «لا أفهم لماذا يريدون تغيير مسميات الأكلات الشعبية.. اللقيمات هي اللقيمات، والمعصوب هو المعصوب. هذا التغير في المسميات يجعلك تشعر بأنك تشتري شيئا غير أصيل».
أما الدكتور محمد الرمضان فبدا أكثر صرامة في هذا الشأن، وقال «التغير في المسميات لا يؤثر فقط يؤثر على الأسعار، بل يؤثر أيضًا على الموروث الشعبي، إنه تغيير يؤثر على هويتنا الثقافية.. هذه الأكلات الشعبية هي جزء من تراثنا، وبتغير مسمياتها، ننسى أصولنا».
الابتكار الجاذب
أما أحمد العتيبي، فكان أكثر حيادية، وقال «صحيح أن الأسماء الجديدة تبدو أكثر جذبًا، ولكن عندما أذهب لشراء اللقيمات، أحب أن أطلبها بهذا الاسم، وليس باسمها الأجنبي. أشعر أن هذه الأسماء تأخذ جزءًا من هويتنا الثقافية، وعندما تصبح الأكلات مرتبطة بأسعار مرتفعة، يبتعد الناس عن تناولها بشكل دوري».
ولكنه عاد واستدرك «هي نوع من الهبّة الجديدة أو ما يسمى بالترند الذي يصعد فجأة ثم يختفي، أعتقد أنه مع الوقت ستنخفض الأسعار تلقائيًا مع ظهور منتجات جديدة».
ولفت إلى «أنه يجب ألا ننسى جانبًا مهمًا جدًا، وهو أن العامل في هذا المجال له طرق جاذبة في التقديم، وله أساليبه الابتكارية، فقد ظهرت اللقيمات المحشوة بالجبن، واللقيمات المزينة بصوص الشوكولاتة، وأخرى يضاف لها صوص العسل أو الشيرة أو حتى صوص البستاشيو «الفستقي»، ولكل صنف منها تسعيرة مختلفة، والمستهلك له ما يراه مناسبًا بحسب ميزانيته ورغبته، هذه الابتكارات والتعديلات أو التحسينات في الأطباق الشعبية تصب في زاوية تطويرية مهمة في سوق العمل، وتدعم فكر الشباب المنفتح على الآخر من خلال دمج ثقافات مختلفة مع ثقافتنا العربية».
تأثيرات متعددة
يكمل العتيبي «تعد هذه التغييرات في مسميات الأكلات الشعبية نتاجًا لتأثيرات متعددة، ومن المهم أن نعود إلى تعزيز التراث الثقافي والمحافظة عليه، لضمان عدم فقدان هويتنا في زحام التغيير، فالمجتمعات بحاجة إلى التفكير في كيفية الاحتفاظ بالموروث الشعبي، مع تقديم الأكلات بشكل يجذب الأجيال الجديدة، دون التفريط في القيم الثقافية التي تشكل جزءًا كبيرًا من هويتنا».
تهديد التراث الغذائي
لا تبدو سارة المانع، وهي متخصصة في التثقيف الغذائي الصحي متحمسة للتغيير في مسميات الأكلات الشعبية، وتقول إن «تغيير أسماء الأكلات يعكس تأثير العولمة والاتجاه نحو الثقافة الغربية، وهو ما يدفعنا إلى أن نسعى للمحافظة على موروثنا».
وعلّقت «ارتفاع الأسعار بسبب المسمى الجديد يؤثر سلبًا على الأسر التي تعتمد على الأكلات الشعبية كجزء من نمط حياتها».
وأضافت «كما أن ارتفاع الأسعار الناتج عن إعادة تسويق الأكلات الشعبية بأسماء جديدة قد يجعل من الصعب على الأسر المحافظة على عاداتها الغذائية، ومع مرور الزمن، قد يتعرض التراث الغذائي للخطر، حيث سيفقد الجيل الجديد الارتباط بالأكلات التقليدية، مما يهدد الذاكرة الجمعية لأطباق وممارسات الطهي التي تم تناقلها عبر الأجيال».
عشق للتجربة الجديدة
تذهب سراج العيد إلى رأي مختلف، وتقول «أحب تجربة الأسماء الجديدة، لكنني ألاحظ أن عددًا من الأصدقاء يتحدثون عن الأسعار المرتفعة. وأعتقد أن تسويق الأكلات قد يكون له تأثير إيجابي، ولكنه يسبب انقسامًا بين الأجيال. الأجيال القديمة تفضل الأسماء التقليدية، بينما الأجيال الشابة لا تمانع التجريب».
فنون الطهي
تعتقد علياء خريدة، وهي ريادية في الطبخ الشعبي أن «فنون الطهي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الموروث الثقافي للأكلات الشعبية، وهذه الفنون ليست مجرد وسيلة لإعداد الطعام، بل هي طريقة تعبير عن الهوية الثقافية والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال، حيث يمكن أن تظهر تفاعل المجتمعات مع مكوناتها المحلية وطرق تحضيرها، ولذا يجب مراعاة جوانب مهمة جدا في فنون الطهي تعكس أسلوب الحياة، والتقاليد، والمناسبات الاجتماعية، ومن ذلك:
1. نقل المعرفة والتقاليد، بحيث تتضمن الوصفات الأسرية، والتي غالباً ما تُمرر شفاهة، وتضم مكونات وتقنيات فريدة تعكس الثقافة المحلية.
2. تبني المكونات المحلية: يتم استخدام المكونات المتاحة محليًا في الأكلات الشعبية.
3. التمسك بوجود الأطباق الشعبية في الاحتفال بالمناسبات: الأطباق الشعبية غالبًا ما تكون مرتبطة بمناسبات معينة، مثل الأعياد والمناسبات الاجتماعية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية.
4. تعزيز الفخر الثقافي: الأطباق التقليدية تحافظ على فخر المجتمع بهويته وثقافته، حيث يعد تناول الطعام التقليدي وسيلة لتجديد الانتماء والاعتزاز بالتراث.
5. تطوير فنون الطهو: يشجع الابتكار في فنون الطهي على تطوير الأطباق الشعبية، مما يجعلها أكثر جاذبية للأجيال الجديدة. ويمكن استخدام تقنيات جديدة أو دمج نكهات متنوعة للحفاظ على هذه الأطباق، تمتاز بالحداثة، ولكن مع الحفاظ على جوهرها التقليدي.
6. التعريف بالثقافة: يمكن أن يكون وسيلة للتعريف بثقافة معينة للآخرين من خلال المهرجانات والأحداث الثقافية، مما يساعد على تعزيز الفهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة».
وأردفت «علينا أن نوجه هذا التغير في فنون طهي الأكلات التقليدية ليكون جسرًا يربط الأجيال ويدعم التنوع الثقافي».
وأكدت أنه «من الضروري أن ندعم الجهود للحفاظ على هذه الفنون التقليدية، سواء من خلال التعلم أو المشاركة في النشاطات المتعلقة بالطهي، لضمان استمرار تراثنا الثقافي للأجيال القادمة، ولا يمكن أن نغفل عن دور أكاديمية «زادك» التي أطلقتها هيئة التراث لتلعب دورًا مهمًا في المحافظة على الأكلات الشعبية من خلال عدة جوانب (التعليم والتدريب، التوثيق والبحث، تحسين الوعي الثقافي من خلال تنظيم الفعاليات والمهرجانات، والتطوير المستدام)».
ـ تغيير طارئ على مسميات الأكلات الشعبية
ـ أنصار التغيير يرونه تجديدًا مطلوبًا
ـ مؤيدو التغيير يعدونه من قبيل الابتكار والتنوع
ـ من يعارضونه يرون فيه تأثيرًا سلبيًا على الموروث
ـ المعارضون يعتقدون أنه سيغير العادات الغذائية سلبا
ـ متخوفون يرون أن تغيير المسميات يرفع الأسعار بلا مبرر