باتت الضيافة التي يقدمها طالب الماجستير للضيوف خلال مناقشته لرسالة نيل درجة الماجستير الجامعية بمثابة تقليد تعارف عليه الطلاب ووجدوا أنفسهم مضطرين إلى اتباعه كأنه عرف ملزم.
وفي وقت يروج فيه بعض الطلبة إلى أن المشرفون الأكاديميون على تلك الرسائل هم من يطلبون من الطالب جلب الضيافة إلى جلسة النقاش، سخر أكاديميون من هذه الادعاءات، وأكدوا بعدها عن الحقيقة.
وما بين أن تكون تلك الضيافة عرفًا اختياريًا يمكن للطالب أن يفعله مختارًا إذا شاء، وبين طلاب يرون فيه عُرف مكلف يفوق طاقات ذوي الإمكانيات المحدودة منهم، باتت تلك الضيافة مثار جدل وأخذ ورد تتباين حوله الآراء، وتختلف حياله الرؤى.
الضيافة تقدير أم بذخ؟
تعد مرحلة بحث الرسالة الجامعية، من أبرز المحطات في حياة الطالب الجامعية، لكنها مع غزو ما يمكن أن نسميه (ظاهرة الضيافة) خلالها صارت موضوعًا ساخنًا يتبادل فيه كثيرون الاتهامات والدفاع، حيث يرى بعضهم أن الحديث عن فرضها مجرد ادعاءات مبالغ فيها من قبل الطلبة، فيما يقر آخرون أنها باتت ظاهرة تسيء إلى الحياة الأكاديمية، ويتنصل أكاديميون من مسؤوليتهم عنها، مشددين على أنهم لا يطلبونها ولا يفرضون شيئًا حيالها.
ويرى بعض الطلاب أن تقديم الضيافة خلال مناقشة رسالة الماجستير له فوائد عدة، فمن ناحية، تعكس الضيافة الجيدة تقدير الطالب لوقت وجهد الحضور، كما تعزز من الروح الإيجابية، وتخفف من التوتر الذي قد يعاني منه الطالب أثناء تقديم بحثه، كما أنهم يرون فيها فرصة للتواصل وبناء العلاقات المهنية بين الطلبة والأساتذة، حيث يمكن أن تؤثر هذه العلاقات بشكل إيجابي على الفرص المستقبلية في مجال العمل الأكاديمي أو المهني بشكل عام.
على الجانب الآخر، يعارض بعض الطلبة هذه الظاهرة، معتبرين أنها نوع من البذخ الذي لا فائدة منه، مؤكدين أهمية التركيز على البحث، وليس على الضيافة أو المظاهر التي تشتت عن الجوهر.
وتضيف هذه الفئة أن تقديم ضيافة مكلفة قد يثقل كاهل الطلاب، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وقد يتسبب في إحراج أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها.
تقول جنى حبيب، وهي طالبة ماجستير إعلام «يجب أن نركز على جودة البحوث بدلًا من كيفية تقديم الضيافة.. أنا شخصيًا أؤمن بأن التقدير الحقيقي يجب أن يأتي من البحث نفسه».
في المقابل، يرى مانع المانع، وهو متخرج من مرحلة الماجستير، أن «الضيافة دليل على الاحترام وتقدير الحضور، وهي لن تؤثر على قيمة البحث بشكل سلبي».
رفض واستنكار
على صعيد آخر، استنكر الدكتور علي زهير أن يكون موضوع الضيافة أثناء تقديم بحث الرسالة الجامعية مثار جدل بين الطلبة، وأكد أن الحديث عن فرض الضيافة أو طلبها من قبل المشرفين «ادعاءات غير صحيحة».
وقال «إدارات الجامعات تبحث باستمرار عن أساليب لتحسين الظروف المحيطة بمناقشات الرسائل، دون المبالغة في المظاهر».
وأكد أن «الأبحاث العلمية هي القيمة الأساسية التي ينبغي أن تركز عليها مؤسسات التعليم العالي».
من جهتها، ذكرت رنيم الجابري، أستاذة الإعلام في جامعة الملك سعود أنه «من وجهة نظري، أرى أن تقديم الضيافة بشكل غير مبالغ فيه عند مناقشة رسالة الماجستير يمكن أن يسهم في تخفيف التوتر والقلق الذي قد يشعر به الطالب أثناء المناقشة الأكاديمية، كما يعزز من ثقته بنفسه، ويجعله أكثر استعدادًا للتفاعل مع المشرفين وبقية أعضاء لجنة المناقشة، مما يسهم أيضًا في تحسين تجربته الأكاديمية».
قيم ثقافية
لفتت رنيم إلى أنه «في المجتمع السعودي، على سبيل المثال، تعد الضيافة جزءًا مهمًا من الثقافة والتقاليد، وقد تكون وسيلة للحفاظ على القيم الثقافية، وتعزيزها في السياق الأكاديمي سيضيف حتمًا طابعًا مميزًا على المناقشة».
ثم استدركت «مع ذلك، قد لا تكون الضيافة أمرًا إيجابيًا بالنسبة لجميع الطلبة؛ إذ يمكن أن تزيد من التوتر والضغط المعنوي والمادي لهم، فقد يشعر الطالب أن تقديم الضيافة ليس جزءًا بسيطًا ذو أثر إيجابي، بل عبئا إضافيًا عليه، مما قد يؤثر سلبًا على تركيزه وجودة أدائه خلال مرحلة التحضير للمناقشة. هذا الأمر قد يكون أكثر تحديًا إذا لم يكن الطالب لديه خيار المناقشة الإلكترونية، التي لا تتطلب تقديم الضيافة كما في المناقشات التقليدية الحضورية، لذلك، يجب أن يُنظر في هذه المسؤولية بناءً على قدرة الطالب على تنفيذها باختيار شخصي منه دون إجباره على ذلك، ودون التأثير سلبًا على أدائه الأكاديمي أو إرهاقه ماديًا».
الاهتمام الاكاديمي
بدوره، أكد الدكتور محمد الأسمري، من جامعة الملك خالد، أن «موضوع ضيافة رسالة الماجستير يمس جانبًا من الحياة الأكاديمية التي قد لا تحظى بالاهتمام الكافي في النقاشات العامة».
وأضاف «أعتقد أن تقديم الضيافة خلال مناقشة الرسائل هو أمر يعود إلى خيار الطالب أو الطالبة، وليس إلزاميًا بأي شكل من الأشكال. الضيافة يمكن أن تكون تعبيرًا عن الكرم والامتنان، خاصة إذا كانت بسيطة وغير مكلفة. لكن المبالغة في تكاليفها أو تحويلها إلى منافسة غير صحية بين الطلبة يخرجها من إطارها الطبيعي، ويحولها إلى عبء مادي ونفسي على الطالب».
وتابع «مع العلم، فإن معظم المناقشات التي حضرتها لم يكن بها ضيافة».
وأكمل «من جهة أخرى، قد تسهم الضيافة البسيطة في تخفيف التوتر، وخلق جو ودّي خلال المناقشة. لكن إذا كانت الضيافة مبالغًا فيها، فقد تصبح مصدر إلهاء أو تشتيت للانتباه عن الهدف الرئيس، وهو مناقشة البحث العلمي، لذلك نجد أنه من المهم أن نؤكد أن جوهر المناقشة هو تقييم البحث العلمي، وليس تقييم قدرة الطالب على تقديم الضيافة. ولذا يجب ألا تكون الضيافة عاملًا مؤثرًا في تقييم الرسالة أو في علاقة الطالب بالمشرف أو اللجنة».
تحديات الضيافة
عن التحديات التي قد تواجه الطلبة ذكر الدكتور الأسمري:
1. التكلفة المادية: قد تكون الضيافة عبئًا ماليًا على بعض الطلبة، خاصة إذا كانت التوقعات عالية، أو إذا شعر الطالب بالضغط لتقديم ما يفوق إمكانياته.
2. الضغط النفسي: قد يشعر الطالب بالقلق من أن تقييم ضيافته قد يؤثر على تقييم رسالته، مما يزيد من توتره في يوم المناقشة.
3. التنافس غير الصحي: إذا تحولت الضيافة إلى منافسة بين الطلبة، فقد تتحول إلى ظاهرة سلبية تؤثر على البيئة الأكاديمية.
تعزيز العلاقات
يواصل الدكتور الأسمري «العلاقة بين الطالب والمشرف يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والتركيز على الإنجاز الأكاديمي. الضيافة يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز هذه العلاقة إذا كانت عفوية وبسيطة، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة أو الأهم. التواصل الجيد والالتزام بالجودة العلمية هما الأساس».
ويتابع «على ذلك يجب أن تكون مسؤولية الطالب الأساسية هي إعداد البحث العلمي بشكل ممتاز. أي شيء خارج هذا الإطار، مثل الضيافة، يجب أن يكون اختياريًا وغير ملزم.
بالمقابل على المشرفون أن يتوقعوا من الطلبة الجودة العلمية والالتزام بالمواعيد، وليس تقديم الضيافة. إذا كانت هناك توقعات تتعلق بالضيافة، فيجب أن تكون معقولة وبسيطة».
ويضيف «في بعض الثقافات، فإن تقديم الضيافة هو جزء من التقاليد الاجتماعية، وقد يُنظر إليه على أنه تعبير عن الاحترام والتقدير. لكن في الثقافات الأخرى، قد لا يكون لهذا الأمر نفس الأهمية. لذلك، من المهم مراعاة السياق الثقافي، وعدم فرض توقعات غير مناسبة على الطلبة».
أما عن التقاليد المرتبطة بمناقشة الرسائل، فقال «في كثير من الجامعات، لا توجد تقاليد محددة تتعلق بتقديم الضيافة خلال المناقشات. بعض الجامعات تقدم وجبات خفيفة أو مشروبات بشكل رسمي، مما يلغي الحاجة إلى أن يتحمل الطالب هذه المسؤولية».
وختم «الضيافة في مناقشات الرسائل يجب أن تكون اختيارية وبسيطة، وليست إلزامية أو مكلفة. الجامعات يمكن أن تلعب دورًا في تنظيم هذا الجانب، مثلًا بتوفير الضيافة بشكل رسمي أو بتذكير الجميع بأن جوهر المناقشة هو البحث العلمي وليس الضيافة».
حجج أنصار تقديم الضيافة
1. تخفيف التوتر:
يمكن أن تساعد الضيافة البسيطة في خلق جو أكثر استرخاءً خلال المناقشة
2. تعزيز الروابط الاجتماعية:
قد تكون فرصة لتعزيز العلاقات بين الطلبة وأعضاء لجنة المناقشة والضيوف
3. التعبير عن الامتنان:
يمكن أن تكون وسيلة للطالب للتعبير عن شكره وتقديره للمشرفين واللجنة
4ـ تقليد مجتمعي:
تأتي في سياق العادة المجتمعية القائمة على الضيافة والكرم
حجج المعارضين لها
1ـ تشتت الاهتمام بالجوهر وهو جوهر الرسالة المطروحة للنقاش
2ـ تحمل الطالب أحيانًا عبئا ماليًا إضافيًا
3ـ قد تسبب بعض التوتر الناجم عن ظن الطالب أن ضيافته لن ترضي الحضور
4ـ قد تصبح ميدانًا للمنافسة في التباهي وهذا هدف بعيد عن رسائل الجامعات
وفي وقت يروج فيه بعض الطلبة إلى أن المشرفون الأكاديميون على تلك الرسائل هم من يطلبون من الطالب جلب الضيافة إلى جلسة النقاش، سخر أكاديميون من هذه الادعاءات، وأكدوا بعدها عن الحقيقة.
وما بين أن تكون تلك الضيافة عرفًا اختياريًا يمكن للطالب أن يفعله مختارًا إذا شاء، وبين طلاب يرون فيه عُرف مكلف يفوق طاقات ذوي الإمكانيات المحدودة منهم، باتت تلك الضيافة مثار جدل وأخذ ورد تتباين حوله الآراء، وتختلف حياله الرؤى.
الضيافة تقدير أم بذخ؟
تعد مرحلة بحث الرسالة الجامعية، من أبرز المحطات في حياة الطالب الجامعية، لكنها مع غزو ما يمكن أن نسميه (ظاهرة الضيافة) خلالها صارت موضوعًا ساخنًا يتبادل فيه كثيرون الاتهامات والدفاع، حيث يرى بعضهم أن الحديث عن فرضها مجرد ادعاءات مبالغ فيها من قبل الطلبة، فيما يقر آخرون أنها باتت ظاهرة تسيء إلى الحياة الأكاديمية، ويتنصل أكاديميون من مسؤوليتهم عنها، مشددين على أنهم لا يطلبونها ولا يفرضون شيئًا حيالها.
ويرى بعض الطلاب أن تقديم الضيافة خلال مناقشة رسالة الماجستير له فوائد عدة، فمن ناحية، تعكس الضيافة الجيدة تقدير الطالب لوقت وجهد الحضور، كما تعزز من الروح الإيجابية، وتخفف من التوتر الذي قد يعاني منه الطالب أثناء تقديم بحثه، كما أنهم يرون فيها فرصة للتواصل وبناء العلاقات المهنية بين الطلبة والأساتذة، حيث يمكن أن تؤثر هذه العلاقات بشكل إيجابي على الفرص المستقبلية في مجال العمل الأكاديمي أو المهني بشكل عام.
على الجانب الآخر، يعارض بعض الطلبة هذه الظاهرة، معتبرين أنها نوع من البذخ الذي لا فائدة منه، مؤكدين أهمية التركيز على البحث، وليس على الضيافة أو المظاهر التي تشتت عن الجوهر.
وتضيف هذه الفئة أن تقديم ضيافة مكلفة قد يثقل كاهل الطلاب، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وقد يتسبب في إحراج أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها.
تقول جنى حبيب، وهي طالبة ماجستير إعلام «يجب أن نركز على جودة البحوث بدلًا من كيفية تقديم الضيافة.. أنا شخصيًا أؤمن بأن التقدير الحقيقي يجب أن يأتي من البحث نفسه».
في المقابل، يرى مانع المانع، وهو متخرج من مرحلة الماجستير، أن «الضيافة دليل على الاحترام وتقدير الحضور، وهي لن تؤثر على قيمة البحث بشكل سلبي».
رفض واستنكار
على صعيد آخر، استنكر الدكتور علي زهير أن يكون موضوع الضيافة أثناء تقديم بحث الرسالة الجامعية مثار جدل بين الطلبة، وأكد أن الحديث عن فرض الضيافة أو طلبها من قبل المشرفين «ادعاءات غير صحيحة».
وقال «إدارات الجامعات تبحث باستمرار عن أساليب لتحسين الظروف المحيطة بمناقشات الرسائل، دون المبالغة في المظاهر».
وأكد أن «الأبحاث العلمية هي القيمة الأساسية التي ينبغي أن تركز عليها مؤسسات التعليم العالي».
من جهتها، ذكرت رنيم الجابري، أستاذة الإعلام في جامعة الملك سعود أنه «من وجهة نظري، أرى أن تقديم الضيافة بشكل غير مبالغ فيه عند مناقشة رسالة الماجستير يمكن أن يسهم في تخفيف التوتر والقلق الذي قد يشعر به الطالب أثناء المناقشة الأكاديمية، كما يعزز من ثقته بنفسه، ويجعله أكثر استعدادًا للتفاعل مع المشرفين وبقية أعضاء لجنة المناقشة، مما يسهم أيضًا في تحسين تجربته الأكاديمية».
قيم ثقافية
لفتت رنيم إلى أنه «في المجتمع السعودي، على سبيل المثال، تعد الضيافة جزءًا مهمًا من الثقافة والتقاليد، وقد تكون وسيلة للحفاظ على القيم الثقافية، وتعزيزها في السياق الأكاديمي سيضيف حتمًا طابعًا مميزًا على المناقشة».
ثم استدركت «مع ذلك، قد لا تكون الضيافة أمرًا إيجابيًا بالنسبة لجميع الطلبة؛ إذ يمكن أن تزيد من التوتر والضغط المعنوي والمادي لهم، فقد يشعر الطالب أن تقديم الضيافة ليس جزءًا بسيطًا ذو أثر إيجابي، بل عبئا إضافيًا عليه، مما قد يؤثر سلبًا على تركيزه وجودة أدائه خلال مرحلة التحضير للمناقشة. هذا الأمر قد يكون أكثر تحديًا إذا لم يكن الطالب لديه خيار المناقشة الإلكترونية، التي لا تتطلب تقديم الضيافة كما في المناقشات التقليدية الحضورية، لذلك، يجب أن يُنظر في هذه المسؤولية بناءً على قدرة الطالب على تنفيذها باختيار شخصي منه دون إجباره على ذلك، ودون التأثير سلبًا على أدائه الأكاديمي أو إرهاقه ماديًا».
الاهتمام الاكاديمي
بدوره، أكد الدكتور محمد الأسمري، من جامعة الملك خالد، أن «موضوع ضيافة رسالة الماجستير يمس جانبًا من الحياة الأكاديمية التي قد لا تحظى بالاهتمام الكافي في النقاشات العامة».
وأضاف «أعتقد أن تقديم الضيافة خلال مناقشة الرسائل هو أمر يعود إلى خيار الطالب أو الطالبة، وليس إلزاميًا بأي شكل من الأشكال. الضيافة يمكن أن تكون تعبيرًا عن الكرم والامتنان، خاصة إذا كانت بسيطة وغير مكلفة. لكن المبالغة في تكاليفها أو تحويلها إلى منافسة غير صحية بين الطلبة يخرجها من إطارها الطبيعي، ويحولها إلى عبء مادي ونفسي على الطالب».
وتابع «مع العلم، فإن معظم المناقشات التي حضرتها لم يكن بها ضيافة».
وأكمل «من جهة أخرى، قد تسهم الضيافة البسيطة في تخفيف التوتر، وخلق جو ودّي خلال المناقشة. لكن إذا كانت الضيافة مبالغًا فيها، فقد تصبح مصدر إلهاء أو تشتيت للانتباه عن الهدف الرئيس، وهو مناقشة البحث العلمي، لذلك نجد أنه من المهم أن نؤكد أن جوهر المناقشة هو تقييم البحث العلمي، وليس تقييم قدرة الطالب على تقديم الضيافة. ولذا يجب ألا تكون الضيافة عاملًا مؤثرًا في تقييم الرسالة أو في علاقة الطالب بالمشرف أو اللجنة».
تحديات الضيافة
عن التحديات التي قد تواجه الطلبة ذكر الدكتور الأسمري:
1. التكلفة المادية: قد تكون الضيافة عبئًا ماليًا على بعض الطلبة، خاصة إذا كانت التوقعات عالية، أو إذا شعر الطالب بالضغط لتقديم ما يفوق إمكانياته.
2. الضغط النفسي: قد يشعر الطالب بالقلق من أن تقييم ضيافته قد يؤثر على تقييم رسالته، مما يزيد من توتره في يوم المناقشة.
3. التنافس غير الصحي: إذا تحولت الضيافة إلى منافسة بين الطلبة، فقد تتحول إلى ظاهرة سلبية تؤثر على البيئة الأكاديمية.
تعزيز العلاقات
يواصل الدكتور الأسمري «العلاقة بين الطالب والمشرف يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والتركيز على الإنجاز الأكاديمي. الضيافة يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز هذه العلاقة إذا كانت عفوية وبسيطة، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة أو الأهم. التواصل الجيد والالتزام بالجودة العلمية هما الأساس».
ويتابع «على ذلك يجب أن تكون مسؤولية الطالب الأساسية هي إعداد البحث العلمي بشكل ممتاز. أي شيء خارج هذا الإطار، مثل الضيافة، يجب أن يكون اختياريًا وغير ملزم.
بالمقابل على المشرفون أن يتوقعوا من الطلبة الجودة العلمية والالتزام بالمواعيد، وليس تقديم الضيافة. إذا كانت هناك توقعات تتعلق بالضيافة، فيجب أن تكون معقولة وبسيطة».
ويضيف «في بعض الثقافات، فإن تقديم الضيافة هو جزء من التقاليد الاجتماعية، وقد يُنظر إليه على أنه تعبير عن الاحترام والتقدير. لكن في الثقافات الأخرى، قد لا يكون لهذا الأمر نفس الأهمية. لذلك، من المهم مراعاة السياق الثقافي، وعدم فرض توقعات غير مناسبة على الطلبة».
أما عن التقاليد المرتبطة بمناقشة الرسائل، فقال «في كثير من الجامعات، لا توجد تقاليد محددة تتعلق بتقديم الضيافة خلال المناقشات. بعض الجامعات تقدم وجبات خفيفة أو مشروبات بشكل رسمي، مما يلغي الحاجة إلى أن يتحمل الطالب هذه المسؤولية».
وختم «الضيافة في مناقشات الرسائل يجب أن تكون اختيارية وبسيطة، وليست إلزامية أو مكلفة. الجامعات يمكن أن تلعب دورًا في تنظيم هذا الجانب، مثلًا بتوفير الضيافة بشكل رسمي أو بتذكير الجميع بأن جوهر المناقشة هو البحث العلمي وليس الضيافة».
حجج أنصار تقديم الضيافة
1. تخفيف التوتر:
يمكن أن تساعد الضيافة البسيطة في خلق جو أكثر استرخاءً خلال المناقشة
2. تعزيز الروابط الاجتماعية:
قد تكون فرصة لتعزيز العلاقات بين الطلبة وأعضاء لجنة المناقشة والضيوف
3. التعبير عن الامتنان:
يمكن أن تكون وسيلة للطالب للتعبير عن شكره وتقديره للمشرفين واللجنة
4ـ تقليد مجتمعي:
تأتي في سياق العادة المجتمعية القائمة على الضيافة والكرم
حجج المعارضين لها
1ـ تشتت الاهتمام بالجوهر وهو جوهر الرسالة المطروحة للنقاش
2ـ تحمل الطالب أحيانًا عبئا ماليًا إضافيًا
3ـ قد تسبب بعض التوتر الناجم عن ظن الطالب أن ضيافته لن ترضي الحضور
4ـ قد تصبح ميدانًا للمنافسة في التباهي وهذا هدف بعيد عن رسائل الجامعات