أبها: الوطن

عندما يتعلق الأمر بالسمنة، فإن الأسئلة كثيرة، والطرق للإجابة عليها بعيدة كل البعد عن الوضوح.

ومن الواضح تمامًا أن هناك حاجة إلى الإجماع على أمرين أساسيين:

ـ ما هو التعريف المفيد للسمنة؟

ـ هل السمنة مرض؟

وللإجابة على هذه الأسئلة وتوحيد المفاهيم، شكلت مجموعة من 58 خبيرًا يمثلون تخصصات طبية ودولًا متعددة لجنة، وشاركوا في عملية تطوير توافقية. وحرصوا على إشراك الأشخاص الذين يعانون من السمنة لضمان مراعاة وجهات نظر المرضى.

وقد نُشر تقرير اللجنة أخيرًا في مجلة «لانسيت»، ومجلة «السكري والغدد الصماء»، وذلك وفقا لموقع studyfinds.

مبالغة المقياس

أدركت اللجنة أن المقياس الحالي للسمنة، وهو مؤشر كتلة الجسم (BMI)، قد يبالغ في تقدير السمنة (كمية الدهون في الجسم) ويقلل من تقديرها.

وقررت اللجنة العالمية أنه من أجل الحد من التصنيف الخاطئ، من الضروري استخدام مقاييس أخرى للدهون في الجسم.

ومن بين هذه المقاييس محيط الخصر، ونسبة الخصر إلى الورك، ونسبة الخصر إلى الطول، وقياس الدهون المباشر، وعلامات وأعراض سوء الصحة التي يمكن أن تُعزى إلى السمنة المفرطة.

مؤشر كتلة الجسم (BMI)، قد يبالغ في تقدير كمية الدهون في الجسم.

اقتراحات الخبراء

اقترح الخبراء نوعين مختلفين من السمنة:

1ـ السمنة السريرية:

وهي مرض مزمن جهازي يحدث بشكل مباشر ومحدد بسبب السمنة الزائدة.

2ـ السمنة قبل السريرية:

السمنة الزائدة مع الحفاظ على الأنسجة ووظائف الأعضاء، مصحوبة بزيادة خطر التقدم إلى الأمراض السريرية أو الأمراض غير المعدية الأخرى.

تعريفات جديدة

أوضح رئيس اللجنة، الدكتور فرانشيسكو روبينو، من كينجز كوليدج، لندن، أهمية التمييز في هذه التعريفات الجديدة للمرض.

وتعترف المجموعة بالتفاصيل الدقيقة للسمنة وتدعم الوصول في الوقت المناسب إلى العلاج للمرضى الذين تم تشخيصهم بالسمنة السريرية. وهذا مناسب للأشخاص الذين يعانون من أي مرض مزمن. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة قبل السريرية، يشير التعريف إلى إستراتيجيات الحد من المخاطر.

يعتمد المقياس الحالي للسمنة مؤشر كتلة الجسم.

الآثار المترتبة

ذكر مؤلفو اللجنة أن «تشخيص السمنة السريرية يجب أن يكون له نفس الآثار المترتبة على تشخيص الأمراض المزمنة الأخرى. وبالتالي، يجب أن يتمتع المرضى الذين يتم تشخيصهم بالسمنة السريرية بالقدرة على الوصول في الوقت المناسب وبشكل عادل إلى الرعاية الشاملة والعلاجات القائمة على الأدلة».

السمنة قبل السريرية هي أكثر من طيف من المخاطر. يتم تأكيد الدهون الزائدة، ولكن هؤلاء الأفراد لا يعانون من مرض مستمر منسوب إلى السمنة. يمكنهم القيام بالأنشطة اليومية ولا يعانون من خلل في الأعضاء أو خلل بسيط. هؤلاء المرضى معرضون لخطر أكبر للإصابة بأمراض مثل السمنة السريرية وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان ومرض السكري من النوع 2 وأمراض أخرى.

يكتب المؤلفون: «تختلف السمنة قبل السريرية عن السمنة الصحية الأيضية لأنها تتحدد من خلال الوظيفة المحفوظة لجميع الأعضاء التي يحتمل أن تتأثر بالسمنة».

أوضحت الدكتورة كولمان من كلية الطب بجامعة نيو مكسيكو، ما تعنيه هذه التغييرات بالنسبة لك، إذا كانت لديك دهون زائدة، هو أن حالتك تُعالج مثل أي حالة طبية أخرى. إنها ليست شيئًا «تتغلب عليه» ببساطة باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة. يتم تحديد تأثيرات الدهون لديك بوضوح، بما في ذلك العواقب دون تدخل. الخلل الوظيفي المحدد الناجم عن الدهون له بروتوكولات محددة للتدخل. تعمل جنبًا إلى جنب مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك لإدارة المخاطر والعواقب، وتأمل أن يؤدي ذلك حتى إلى تقليل المخاطر وربما عكس بعض العواقب.

مقاييس أخرى للدهون في الجسم

محيط الخصر

نسبة الخصر إلى الورك

نسبة الخصر إلى الطول

قياس الدهون المباشر