أبها: الوطن

يمر العراق بمرحلة مفصلية في تاريخه الحديث، حيث يواجه تحديات أمنية وسياسية كبيرة تتطلب إستراتيجيات ذكية للحفاظ على الاستقرار. وبينما يمثل خطر داعش تهديدًا جديًا، فإن نجاح بغداد في التعامل مع هذه الأزمة سيعتمد على قدرتها على تحقيق توازن دقيق بين الاستقلال السياسي، وتعزيز قدراتها الأمنية، والاستفادة من الدعم الدولي دون التورط في صراعات إقليمية تهدد مكاسبها التي تحققت بصعوبة.

ويأتي ذلك في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، يعود بشكل خاص بعد انهيار نظام الأسد في سوريا.

تصاعد النشاط

وتواجه بغداد تحديات سياسية وأمنية معقدة تتطلب توازنًا دقيقًا بين المصالح الدولية والداخلية للحفاظ على استقرار البلاد. حسابات معقدة وبالتوازي مع التحدي الأمني، يجد العراق نفسه مضطرًا إلى إعادة رسم علاقاته مع القوى الكبرى في المنطقة، لا سيما الولايات المتحدة وإيران. وتبدو بغداد أمام فرصة لتعزيز استقلاليتها السياسية. لكن في الوقت ذاته، تواجه الحكومة العراقية ضغوطًا متزايدة من واشنطن للابتعاد عن إيران، بما في ذلك تقليص الاعتماد على الغاز الإيراني، وهو أمر قد تكون له تبعات اقتصادية كبيرة.

ومن جهة أخرى، فإن العراق لا يمكنه المجازفة بالقطيعة الكاملة مع طهران، نظرًا للترابط الاقتصادي والسياسي العميق بين البلدين. لذلك، يحرص صناع القرار العراقيون على تبني سياسة توازن دقيق تمنحهم هامش مناورة بين الضغوط الأمريكية والرغبة في الحفاظ على علاقات مستقرة مع إيران.

القوات الأمريكية

وفي سبتمبر 2024، توصلت بغداد وواشنطن إلى اتفاقية أمنية تقضي بانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من العراق بحلول عام 2026، وهو ما شكل خطوة كبيرة نحو استعادة العراق لسيادته الكاملة. لكن مع التطورات الأخيرة في سوريا، باتت هناك تساؤلات حول إمكانية استمرار هذا الجدول الزمني، خاصة مع تزايد المخاوف من عودة داعش إلى الساحة.

ووفقًا لمسؤولين عراقيين وأمريكيين، فإن الانسحاب الأمريكي «يخضع للظروف على الأرض»، مما يعني أن أي تهديد أمني جديد قد يؤدي إلى إعادة تقييم الاتفاقية. وفي هذا السياق، قد يجد العراق نفسه في وضع مشابه لأفغانستان، حيث أدى الانسحاب السريع للقوات الأمريكية إلى انهيار الحكومة هناك وعودة طالبان إلى السلطة.

القدرات الأمنية

ومع إدراك الحكومة العراقية لحجم التحديات، تتجه الأنظار إلى ضرورة تعزيز القدرات الأمنية العراقية لمواجهة خطر داعش دون الاعتماد الكامل على القوات الأجنبية. وهذا يتطلب استثمارات في التدريب العسكري، وتطوير أجهزة الاستخبارات، وتحقيق تكامل أكبر بين الجيش وقوات الحشد الشعبي لضمان فعالية العمليات الأمنية.

وفي الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل أهمية الدعم الدولي، سواء من خلال التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، أو تعزيز الشراكات مع الدول الإقليمية لمواجهة الإرهاب العابر للحدود.



أبرز التحديات التي تواجهها العراق:

1. الخطر الأمني من داعش والجماعات الإرهابية

رغم الهزائم العسكرية التي تكبدها تنظيم داعش، إلا أن تهديده لا يزال قائمًا في بعض المناطق النائية. وجود خلايا نائمة ومقاتلين سابقين قد يؤدي إلى تصاعد العنف وزعزعة الاستقرار.

2. التوترات السياسية والعلاقات الإقليمية

يواجه تحديات في علاقاته مع دول مثل إيران والولايات المتحدة، حيث يحاول التوازن بين ضغط واشنطن للابتعاد عن طهران من جهة، وبين الروابط الاقتصادية والسياسية العميقة مع إيران من جهة أخرى.

3. الفساد المستشري

يعاني من مستويات عالية من الفساد في الحكومة والقطاع العام، مما يعطل التقدم الاقتصادي ويساهم في انعدام الثقة بين المواطنين والحكومة.

4. التحديات الاقتصادية

يعتمد بشكل كبير على النفط، ما يجعله عرضة للتقلبات في أسعار الطاقة. كما يعاني من قلة التنوع الاقتصادي، وهو ما يزيد من هشاشة الاقتصاد الوطني.

5. المشاكل البيئية

يواجه العراق تهديدات بيئية كبيرة مثل التصحر، وتلوث المياه، ونقص الموارد المائية نتيجة التغيرات المناخية والصراعات الإقليمية على الأنهار.

6. الاستقرار الداخلي والحكومات الهشة

مع استمرار التوترات الداخلية بين مختلف القوى السياسية والعرقية والطائفية، فإن الحكومات العراقية تواجه صعوبة في تحقيق التوافق الوطني وإصلاح النظام السياسي. 7. النازحون واللاجئون

نتيجة للصراعات السابقة مع داعش والظروف الأمنية الصعبة، يعاني العراق من وجود أعداد كبيرة من النازحين داخليًا، مما يشكل عبئًا على البنية التحتية والخدمات العامة. طرق تساعد العراق للتغلب على داعش:

تعزيز القدرات الأمنية العراقية

عدم الاعتماد بشكل كامل على القوات الأجنبية

استثمارات في التدريب العسكري، وتطوير أجهزة الاستخبارات

تحقيق تكامل أكبر بين الجيش وقوات الحشد الشعبي لضمان فعالية العمليات الأمنية الحرص على الدعم الدولي، سواء من خلال التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، أو تعزيز الشراكات مع الدول الإقليمية لمواجهة الإرهاب العابر للحدود