على هامش إحدى الفعاليات الثقافية؛ جمعني حديث شيّق مع سعيد السريحي وصالح بوقري، كانا يسترجعان فيه بشغف أيام دراستهما الثانوية في جدة وصراعات ملهمة لإنجاح صحيفتهما المدرسية التي كان يعدها الطلاب بأنفسهم وتتنافس مع صحف مدرسية أخرى ثم يخرج عنها إصدار خاص نهاية العام يضم الخلاصة الأفضل في تقدير من يشرف على عمل الطلبة الصحفي من المعلمين.
كان هذا التاريخ الصحفي ملهمًا لتأمل واقع الصحافة اليوم على عدة أصعدة، خاصة فيما يتعلق بالطلبة في سنين دراستهم الأهم التي تشكل شخصياتهم، وتكتشف مواهبهم، وتحدد إلى حد ما مستقبلهم. كما كانت فرصة للمقارنة والمقاربة بين ماضي وواقع الحراك الإعلامي خاصة ما يتعلق منه بالعمل الصحفي سواء في الحياة العامة أو في المدارس أو الجامعات.
قد يذهب الأغلب إلى اتفاق على أن واقع الصحافة اليوم لم يعد يحمل ذاك الزخم الذي كانت عليه فيما مضى بعد طغيان الإعلام الجديد، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والاستغناء بها عن وسائل الإعلام التقليدية كالصحف مثلا وبالأخص الورقية منها، ولكن لنتصور المشهد في إطار أسوار المدرسة التي يقضي بها الطلبة مددا طويلة من أعمارهم بين صرامة المناهج الدراسية وسعة الأنشطة اللا منهجية الهائلة التي تزخر بها الخطط الدراسية كل عام، والتي تحرص أن تغطي الاتجاهات التربوية والنفسية والشخصية للطلبة كافة، فماذا إن كان بينها ما يتعلق بالعمل الإعلامي الصحفي، والذي لا يفوت الخبراء به كيف أنه يجعل المشتغل به منخرطا بالبحث عن المواد الأنسب للنشر، مواد تتفاوت بين الأدبية والعلمية والاجتماعية وغيرها، إضافة لأنه يحتاج لقدر كبير من الأمانة في النقل والتعليق وطرح الرأي، والتعاون التام مع الفريق الذي يعمل معه، ويمنح مساحة رحبة من أن يترك الطالب بصمته الخاصة في الإخراج، وروحه الفنية، ولمساته التي يحرص أن ينافس بها بين عدة صحف قد تصدر من ذات المدرسة أو الإدارة التعليمية أو الوزارة بمجملها.
تشجيع عودة الصحف المدرسية، حائطية أو ورقية، أو مواكبة للتقنيات الحديثة بأن تكون إلكترونية، ستعيد الروح لهذا العمل الإعلامي الأصيل، وتعين الطالب على رصد وتحليل ما يحدث في مجتمعه الصغير، وعالمه الخارجي، وطرح رأيه حوله، أو تفنيده ونقده، أو محاولة شرحه وتطويره، فيمارس عملا كتابيا له أصول معتمدة على توظيف مهاراته اللغوية، وإمكاناته العقلية، وعلاقاته الاجتماعية، ويتفاعل مع العالم حوله بطريقة متزنة يتقبل فيها الآخر ويستقبل منه، حتى لو كان هذا الآخر الفصل المجاور لفصله، أو المدرسة التي تقع في نطاقه.
كما أن عودة العمل الصحفي في المدارس ستعطي الطالب مساحة من التعود على الصبر، والانتظار والأناة، وتبطئ من رتم حياة الومضة التي غمرتنا بها وسائل التواصل الحديثة والتي فقدت معها حياتنا دهشة التفاصيل والتلذذ بها. وعلى قدر بساطة مثل هذا العمل حينما يُعاد إحياؤه في المدارس؛ فإنه قد يخلق أجيالا مهتمة بحقل الإعلام والعمل الصحفي الرصين، وتجعل من ممارسة الإعلام في التعليم عملًا تربويًا كما كنا ننادي به منذ سنوات وليس مجرد عمل تواصلي في هذا المجتمع الكبير بلا روح أو أثر.
وزارتا الإعلام والتعليم بما تملكانه من كوادر وخبرات، ومن خطط إستراتيجية تصب في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 والتي من أهم أهدافها التنمية البشرية والتي تبدأ مبكرًا من سنين الإنسان الأولى، قادرتان على أن تجعلان من صحيفة المدرسة الحائطية عملًا تنافسيًا رائدًا لدى جيل الرؤية، وأن يكون طريقًا لتنمية المواهب، واكتشاف القدرات الدفينة من كنوز تثري هذا العمل في المدارس على اتساعها، وربما خلق صحافة طلابية تنافس العالمية في الاحتراف والاهتمام.
وثق صالح بوقري هذا التاريخ الصحفي لمجموعة من طلبة الثانوية في جدة قبل ما يقارب الأربعين عامًا في آخر إصدارته، وهو بذلك وإن كان ربما يهدف فقط لتوثيق تجربة شخصية جمعته بالسريحي وبقية أصدقائه ومعلميه، إلا أنه رصد فيها ملامح تاريخية مهمة للصحافة المدرسية تلك الفترة وما تلاها وواكبها في مدارس ومناطق أخرى كثيرة، وما تخللها من عثرات وأخطاء نحن قادرون الآن على تفاديها، وتطويعها لما يخدم توجهاتنا الوطنية، وهويتنا وقيمنا الأصيلة، وبطرق احترافية بما نملك من إمكانات عظيمة -بشرية ومادية- وما نحمل من أحلام للمستقبل ومكانتنا العالية فيه.
كان هذا التاريخ الصحفي ملهمًا لتأمل واقع الصحافة اليوم على عدة أصعدة، خاصة فيما يتعلق بالطلبة في سنين دراستهم الأهم التي تشكل شخصياتهم، وتكتشف مواهبهم، وتحدد إلى حد ما مستقبلهم. كما كانت فرصة للمقارنة والمقاربة بين ماضي وواقع الحراك الإعلامي خاصة ما يتعلق منه بالعمل الصحفي سواء في الحياة العامة أو في المدارس أو الجامعات.
قد يذهب الأغلب إلى اتفاق على أن واقع الصحافة اليوم لم يعد يحمل ذاك الزخم الذي كانت عليه فيما مضى بعد طغيان الإعلام الجديد، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والاستغناء بها عن وسائل الإعلام التقليدية كالصحف مثلا وبالأخص الورقية منها، ولكن لنتصور المشهد في إطار أسوار المدرسة التي يقضي بها الطلبة مددا طويلة من أعمارهم بين صرامة المناهج الدراسية وسعة الأنشطة اللا منهجية الهائلة التي تزخر بها الخطط الدراسية كل عام، والتي تحرص أن تغطي الاتجاهات التربوية والنفسية والشخصية للطلبة كافة، فماذا إن كان بينها ما يتعلق بالعمل الإعلامي الصحفي، والذي لا يفوت الخبراء به كيف أنه يجعل المشتغل به منخرطا بالبحث عن المواد الأنسب للنشر، مواد تتفاوت بين الأدبية والعلمية والاجتماعية وغيرها، إضافة لأنه يحتاج لقدر كبير من الأمانة في النقل والتعليق وطرح الرأي، والتعاون التام مع الفريق الذي يعمل معه، ويمنح مساحة رحبة من أن يترك الطالب بصمته الخاصة في الإخراج، وروحه الفنية، ولمساته التي يحرص أن ينافس بها بين عدة صحف قد تصدر من ذات المدرسة أو الإدارة التعليمية أو الوزارة بمجملها.
تشجيع عودة الصحف المدرسية، حائطية أو ورقية، أو مواكبة للتقنيات الحديثة بأن تكون إلكترونية، ستعيد الروح لهذا العمل الإعلامي الأصيل، وتعين الطالب على رصد وتحليل ما يحدث في مجتمعه الصغير، وعالمه الخارجي، وطرح رأيه حوله، أو تفنيده ونقده، أو محاولة شرحه وتطويره، فيمارس عملا كتابيا له أصول معتمدة على توظيف مهاراته اللغوية، وإمكاناته العقلية، وعلاقاته الاجتماعية، ويتفاعل مع العالم حوله بطريقة متزنة يتقبل فيها الآخر ويستقبل منه، حتى لو كان هذا الآخر الفصل المجاور لفصله، أو المدرسة التي تقع في نطاقه.
كما أن عودة العمل الصحفي في المدارس ستعطي الطالب مساحة من التعود على الصبر، والانتظار والأناة، وتبطئ من رتم حياة الومضة التي غمرتنا بها وسائل التواصل الحديثة والتي فقدت معها حياتنا دهشة التفاصيل والتلذذ بها. وعلى قدر بساطة مثل هذا العمل حينما يُعاد إحياؤه في المدارس؛ فإنه قد يخلق أجيالا مهتمة بحقل الإعلام والعمل الصحفي الرصين، وتجعل من ممارسة الإعلام في التعليم عملًا تربويًا كما كنا ننادي به منذ سنوات وليس مجرد عمل تواصلي في هذا المجتمع الكبير بلا روح أو أثر.
وزارتا الإعلام والتعليم بما تملكانه من كوادر وخبرات، ومن خطط إستراتيجية تصب في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 والتي من أهم أهدافها التنمية البشرية والتي تبدأ مبكرًا من سنين الإنسان الأولى، قادرتان على أن تجعلان من صحيفة المدرسة الحائطية عملًا تنافسيًا رائدًا لدى جيل الرؤية، وأن يكون طريقًا لتنمية المواهب، واكتشاف القدرات الدفينة من كنوز تثري هذا العمل في المدارس على اتساعها، وربما خلق صحافة طلابية تنافس العالمية في الاحتراف والاهتمام.
وثق صالح بوقري هذا التاريخ الصحفي لمجموعة من طلبة الثانوية في جدة قبل ما يقارب الأربعين عامًا في آخر إصدارته، وهو بذلك وإن كان ربما يهدف فقط لتوثيق تجربة شخصية جمعته بالسريحي وبقية أصدقائه ومعلميه، إلا أنه رصد فيها ملامح تاريخية مهمة للصحافة المدرسية تلك الفترة وما تلاها وواكبها في مدارس ومناطق أخرى كثيرة، وما تخللها من عثرات وأخطاء نحن قادرون الآن على تفاديها، وتطويعها لما يخدم توجهاتنا الوطنية، وهويتنا وقيمنا الأصيلة، وبطرق احترافية بما نملك من إمكانات عظيمة -بشرية ومادية- وما نحمل من أحلام للمستقبل ومكانتنا العالية فيه.