أبها: الوطن

رغم الهدنة المؤقتة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس بعد أسابيع من التصعيد العسكري، تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية لتكشف زيف التزامها بأي اتفاق لوقف إطلاق النار. ففي الأيام القليلة الماضية، نفذت قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين بالضفة الغربية، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة العشرات، مما يعكس استمرار التصعيد ضد الشعب الفلسطيني حتى في ظل التفاهمات المعلنة. انتهاكات ممنهجة

وتشير التقارير الفلسطينية إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تأتي في إطار مخطط مستمر لزعزعة أي استقرار مؤقت، حيث تمارس قوات الاحتلال والمستوطنون اعتداءات يومية بحق الفلسطينيين. ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 800 فلسطيني في الضفة الغربية، في ظل عدم التفرقة بين المدنيين والمسلحين في حصيلة القتلى.

وفي الوقت ذاته، تُستخدم الهدنة غطاء لتوسيع النشاط الاستيطاني غير القانوني، حيث يتزايد العنف من قبل المستوطنين، وسط تساهل واضح من السلطات الإسرائيلية تجاه اعتداءاتهم.



تخريب متعمد

وبالتوازي مع التصعيد في الضفة الغربية، لا تزال غزة تعاني من الحصار الخانق رغم دخول المساعدات بشكل محدود. ورغم إعلان الأمم المتحدة عن تدفق عدد أكبر من الشاحنات المحملة بالمساعدات خلال فترة الهدنة، تبقى الاحتياجات الإنسانية الهائلة في القطاع المحاصر غير ملباة بشكل كاف، بخاصة مع وجود آلاف الجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. الالتزامات الدولية

وتواصل إسرائيل تبرير هجماتها بحجة الأمن القومي، في وقت تتجاهل فيه الالتزامات الدولية التي تتطلب الالتزام بوقف إطلاق النار. هذه السياسة الإسرائيلية التي تعتمد على خرق الاتفاقيات والتهرب من المسؤولية الإنسانية تؤكد عدم وجود رغبة حقيقية لتحقيق تهدئة طويلة الأمد، مما يُبقي المنطقة على صفيح ساخن ويهدد أي جهود للسلام. استغلال سياسي وعسكري

واستقالات كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، بمن فيهم رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، تسلط الضوء على الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية، خاصة بعد هجوم أكتوبر 2023 الذي نفذته حماس. وبينما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال وقف إطلاق النار لتخفيف الضغوط الداخلية، تظهر العمليات العسكرية المستمرة في الضفة الغربية أن الاحتلال يصر على تعزيز صورته الأمنية على حساب الفلسطينيين.

بهذا المشهد، تؤكد إسرائيل مرة أخرى أنها لا تلتزم بأي وعود لوقف التصعيد، لتبقى معاناة الشعب الفلسطيني شاهداً على سياسات الاحتلال القائمة على الانتهاكات والتدمير الممنهج لأي أفق للسلام.



1. استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة:

تنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنين أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات.

تصاعد العنف في الضفة الغربية، حيث قُتل أكثر من 800 فلسطيني منذ أكتوبر 2023.

2. خرق منهجي لوقف إطلاق النار:

التوسع في النشاط الاستيطاني غير القانوني واستمرار اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.

استغلال الهدنة لتمرير أجندات عسكرية وسياسية دون احترام الاتفاقيات الدولية.

3. معاناة غزة الإنسانية رغم دخول المساعدات:

دخول شاحنات المساعدات إلى غزة بأعداد أكبر، لكنها لا تغطي الاحتياجات الإنسانية الضخمة.

أكثر من 30 ألف مصاب في غزة بحاجة إلى رعاية طبية متخصصة.

4. إخفاقات إسرائيلية داخلية:

استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ومسؤولين عسكريين آخرين بسبب فشل إدارة الأزمة.

تزايد الضغوط السياسية على الحكومة الإسرائيلية.

5. سياسات إسرائيلية عدائية:

استخدام العمليات العسكرية ذريعة لتعزيز السيطرة الأمنية.

تعمد زعزعة أي استقرار مؤقت بهدف منع أي تقدم نحو السلام.