الأحساء: عدنان الغزال

أكد الناقد التشكيلي السعودي توفيق الحميدي أن المعرض التشكيلي الشخصي: «لعبة حياة»، للتشكيلية سلمى حيان، في دار نورة الموسى للثقافة والفنون، يحاكي قصص ألف ليلة وليلة في توزيع الحياة الاجتماعية في بيئتنا المحلية بالمنطقة الشرقية، وهو يمثل تجربة احترافية، في الساحة التشكيلية السعودية، واتسمت لوحات المعرض بالنضوج والتوزيع اللوني، والتوزيع للعناصر التكوينية، وسيطرة على جميع مساحات اللوحات.

الرمزية التعبيرية

أبان الأكاديمي في الفنون الجميلة الدكتور حسين شحاتة، أن لوحات المعرض، مليئة بالرمزية التعبيرية، وألوانها تحمل نوعًا من الدفء، والعناصر في اللوحات حالمة، وفيها نوع من العمق الفلسفي، موضحًا أن هناك 4 عناصر رمزية أساسية في اللوحات، وهي: الكثرة وهي رمز الخير والعطاء، واللون الأخضر رمز العلم السعودي، ورمز الألوان الشعبية، وعنصر المرأة كان طاغيًا بشكل خاص، والأنثى في مختلف المراحل العمرية بشكل عام.

مركز السيادة

قال التشكيلي صالح النينياء: «لم تجد حيان، صعوبة في إيصال رسالتها عبر معرضها الشخصي، إذ يتجلى في كل لوحة من لوحاتها أسلوب فريد، يعبر عن مراحل متعددة من الأنماط الفنية الفريدة، عكست تلك الأعمال رحلة مليئة بالتفاصيل التشكيلية والحياة الاجتماعية، ما بين الحداثة والأصالة واللون والمساحة والفكرة والضوء، حتى كان التحدي ملهمًا، وتميزت بألوانها المشعة وازدحام عناصرها وخروجها عن المألوف برمزية عميقة، وظفت بها الظل والنور، ومركز السيادة في نماذج ذات طابع تراثي وعمق حضاري وفني وجغرافي».

أطياف لونية

أضافت التشكيلية حيان، أن المعرض يشتمل على 54 لوحة تشكيلية، مستلهمة خطوطها من روح الطبيعة القطيفية الخصبة، متضمنة موضوعات من وحي الموروث، والفلكلور بما يحمله من مآثر شعبية، ومن أحداث يومية معاصرة، ذات غنى بمدى تأثيرها على جسد الحياة، إن لدلالاتها اللونية قوة رابطة بين تجربتها الفنية وروح الأنثى المتمردة في كيانها، لافتة إلى أن فكرة تسمية المعرض، كمجاز خلاق، وصعوبة التكوين داخل إطار اللوحة، وجميع عناصرها تدور في لعبة الصراع، بدءًا من العمق الفراغي وصولًا إلى القيم اللونية المتباينة أو المنسجمة بين الشفافية المتماهية والوضوح الحاد، وعلاقة كل ذلك بظاهر فيزيائية «بصرية»، كانكسار الضوء الأبيض، وتجلي اختلاف موجاته كأطياف لونية على أسطح المادة، وهو ملهم لها كفنانة، أنجبتها البيئة، وغذت مفرداتها البصرية.