ماجد الجريوي

يعتقد الكثير منا ويزعم أنه يجب أن يكون في مكان أفضل اجتماعيًا، واقتصاديًا، وتعليميًا، ومهنيًا. فالاستحقاقية في مفهومها العام تشير إلى مدى أحقية أو أهلية شخص أو جهة في الحصول على شيء معين أو الاستفادة من مزايا معينة بناءً على معايير أو شروط محددة. يُستخدم هذا المصطلح في مجالات متعددة. أما عن الاستحقاقية المبالغ فيها تشير إلى شعور أو اعتقاد لدى بعض الأفراد بأنهم يستحقون معاملة خاصة أو امتيازات تفوق ما يستحقونه فعليًا بناءً على معايير موضوعية. هذا المفهوم يرتبط بالسلوكيات أو المواقف التي تعكس تضخم الذات أو التوقعات غير الواقعية.

ولعل أبرز أشكال الاستحقاقية في حياتنا اليوم تتمثل في مجالي الاستحقاقية الاجتماعية والاستحقاقية المهنية. فالاستحقاقية في العمل وهي الأكثر انتشارًا في نظري. فلطالما لمسنا بأن الموظف أو المسؤول يستحق مزايا معينة، مثل الترقيات، المكافآت، أو معاملة خاصة، بناءً على اعتقاده الشخصي وليس بالضرورة على معايير موضوعية أو إنجازات فعلية. وتمر علينا بأشكال متعددة أما عن طريق التوقعات غير المبررة أو موظف يعتقد أنه يستحق ترقية دون أن يقدم أداءً يبرر ذلك. أو توقُّع زيادة في الراتب بناءً على سنوات الخدمة فقط، دون النظر إلى جودة العمل أو عدم الرغبة في التعاون أو الاعتقاد بأنه أهم من زملائه في الفريق أو أن عمله يفوق عمل الآخرين في الأهمية.

أما عن الاستحقاقية في المجتمع تعني شعور أو اعتقاد بعض الأفراد أو الجماعات بأنهم يستحقون معاملة خاصة أو امتيازات معينة تفوق ما يحصل عليه الآخرون، بغض النظر عن مساهماتهم الفعلية أو استحقاقهم وفق معايير موضوعية. هذا السلوك قد يظهر على المستوى الفردي أو الجماعي، ويؤثر في التوازن الاجتماعي والعدالة. فهناك من يتوقع معاملة مميزة أو فوائد خاصة بناءً على خلفيته الاجتماعية، المادية، أو العائلية. أو مجموعات أو فئات اجتماعية تعتقد أنها تستحق امتيازات بناءً على عرق، دين، وضع اقتصادي، أو تاريخ ما.

ما بين حق الفرد في هذا الشعور والمنطق وقبل رفع سقف استحقاقيتك. تساءل ببساطة وقبل أن تقارن نفسك بغيرك. هل تستحق بالفعل ما طالبت به؟ هل تشعر بأنهم يجب عليهم أن يعاملوك وفق سياق معين مختلف عن البقية؟ رفع سقف الطموح والمطالبات والاستحقاق يمكن أن يكون حقًا في حال توازنت المعادلة وتساوت مطالباتك بجهودك بعيدا عن فخ المقارنة مع الآخرين.