يبدو أن النخبة الأدبية لدينا لم تعتد على وجود كاتب/روائي جماهيري. لذلك نجد كثيراً منهم غير متقبلين هذه الفكرة، والبعض الآخر يقلل من روايات أسامة المسلم فقط لمجرد أنه مشهور جداً، أو لأنه يكتب بغير قوالبهم المعهودة في السرد الروائي. يبدأ البعض بالتقليل من لغة أسامة في الروايات ويصفها بأنها ركيكة وغير أدبية. لكن يأتي السؤال: ركيكة بالنسبة لمن، وركيكة بحسب أي معيار؟
يجب أن نعلم أن هناك أولاً، فئات عمرية مختلفة. ثانياً، أجيالاً متنوعة متعددة الثقافات. لم يعد هناك جيل يكرر نفسه أو متشابه لحد التطابق. وأن نعي بأن اللغة القديمة لا تعبر عن أغلب القراء المعاصرين ولا يفهمونها.
فلو نظرنا إلى لغة أسامة المسلم نجدها مناسبة للفئة العمرية التي يستهدفها أولاً، وبسيطة غير معقدة توافق لغة العصر المباشرة. ولذلك، تفاجأ كثيرون بأن الجيل الناشئ يقرأ ويحب الكتاب الورقي فقط مع أسامة المسلم.
القراءة عادت -وخصوصاً الورقية- عندما وجد القراء ما يعنيهم وما يفهمونه وما يريدونه. عندما وجدوا الخيال الذي يفتقدونه منذ زمن. الخيال الذي كان حياً في تاريخهم واستعاده أسامة المسلم بطرق إبداعية لامست حاجة المتلقي المعاصر للخيال العربي الغني بالأساطير المعنوية.
اللغة ليست ملكاً لمجموعة معينة بحيث لا يستطيع أحد الكتابة خارج قوانينها. والرواية ليست حكراً على نوع أدبي معين، وليست حصراً لجمهور قالب معين. كلما كان الأمر كذلك؛ اختنق الفن وأصبح يكرر نفسه جيلاً بعد جيل. الفن لا يعتبر فناً إن لم يكن حراً، وإن لم يكن عصرياً. حيث إن الفن كلما تم تقييده قل الإبداع. وكلما كان تقليدياً، أصبح لا يعبر عن حياة المعاصرين الأحياء. نحن لفترة طويلة نكتب أدباً روائياً بلغة يفهمها الإنسان العباسي أكثر من الإنسان المعاصر. فمن ثَم أصبح الكتاب مهجوراً. لأنه ببساطة ما هو مكتوب لا يعبر عن الأحياء ولا يمس شؤونهم ولا يفهمون تراكيبه اللغوية. ولو قسنا ذلك على الشعر أيضاً، نجده يعبر بلغة لا يفهمها الناس.
ومن الناحية الأخرى، وجود كاتب/ روائي جماهيري في عصر التقنية أمر طبيعي جداً بل هو أمر صحي للثقافة. عندما يعتاد الجيل الناشئ على القراءة سيظهر جيل نهم في القراءة ومتعود عليها. وكذلك وجود روائي جماهيري هذا لا يعني أن باقي الروائيين فاشلون أبداً. كما أن شهرة رواية معينة لا تعني فشل باقي الروايات. حتى انتشار نوع أدبي معين لا يعني فشل باقي الأنواع الأدبية. الفن الأدبي مفتوح للجميع من جميع الأطياف ولكل الفئات العمرية. ليس من المعقول أن يكتب روائي للمراهقين بلغة أدبية ثقيلة لا يفهمها سوى المفكرين المخضرمين. وليس من المعقول كذلك أن يكتب روائي للأطفال بلغة أدبية تفوق لغة الأطفال، وهلم جر.
ليس من واجب الناقد الأدبي أن يحصر الأدب في نوع معين أو في تركيب لغوي معين. وليس دور النخبة الثقافية أن تحصر الذائقة العامة على ذائقة أدبية معينة، بحجة أن الأدب الكلاسيكي هو الحقيقي. النقد الأدبي من المفترض أن يتوجه لتحليل النصوص وتطويرها واحترام التنوع الثقافي وعدم إهمال لغة العصر واعتبار اختلاف الفئات العمرية للمتلقين. هذا الصراع حصل بين الشعر الكلاسيكي والشعر الحديث، ويبدو أنه سيحدث بين الرواية الكلاسيكية والرواية الحديثة. في نهاية المطاف، ستنتصر الحداثة ولغة العصر وحاجة الناس لما يعبر عنهم وما يفهمونه وما يجسد خيالهم الذي يعيشونه. لأن الأدب والخيال انعكاس وتفاعل بين القارئ «الحي» والنص الذي يمثله ويشعر به، ويعبر عن خلجات أفكاره ومشاعره.
يجب أن نعلم أن هناك أولاً، فئات عمرية مختلفة. ثانياً، أجيالاً متنوعة متعددة الثقافات. لم يعد هناك جيل يكرر نفسه أو متشابه لحد التطابق. وأن نعي بأن اللغة القديمة لا تعبر عن أغلب القراء المعاصرين ولا يفهمونها.
فلو نظرنا إلى لغة أسامة المسلم نجدها مناسبة للفئة العمرية التي يستهدفها أولاً، وبسيطة غير معقدة توافق لغة العصر المباشرة. ولذلك، تفاجأ كثيرون بأن الجيل الناشئ يقرأ ويحب الكتاب الورقي فقط مع أسامة المسلم.
القراءة عادت -وخصوصاً الورقية- عندما وجد القراء ما يعنيهم وما يفهمونه وما يريدونه. عندما وجدوا الخيال الذي يفتقدونه منذ زمن. الخيال الذي كان حياً في تاريخهم واستعاده أسامة المسلم بطرق إبداعية لامست حاجة المتلقي المعاصر للخيال العربي الغني بالأساطير المعنوية.
اللغة ليست ملكاً لمجموعة معينة بحيث لا يستطيع أحد الكتابة خارج قوانينها. والرواية ليست حكراً على نوع أدبي معين، وليست حصراً لجمهور قالب معين. كلما كان الأمر كذلك؛ اختنق الفن وأصبح يكرر نفسه جيلاً بعد جيل. الفن لا يعتبر فناً إن لم يكن حراً، وإن لم يكن عصرياً. حيث إن الفن كلما تم تقييده قل الإبداع. وكلما كان تقليدياً، أصبح لا يعبر عن حياة المعاصرين الأحياء. نحن لفترة طويلة نكتب أدباً روائياً بلغة يفهمها الإنسان العباسي أكثر من الإنسان المعاصر. فمن ثَم أصبح الكتاب مهجوراً. لأنه ببساطة ما هو مكتوب لا يعبر عن الأحياء ولا يمس شؤونهم ولا يفهمون تراكيبه اللغوية. ولو قسنا ذلك على الشعر أيضاً، نجده يعبر بلغة لا يفهمها الناس.
ومن الناحية الأخرى، وجود كاتب/ روائي جماهيري في عصر التقنية أمر طبيعي جداً بل هو أمر صحي للثقافة. عندما يعتاد الجيل الناشئ على القراءة سيظهر جيل نهم في القراءة ومتعود عليها. وكذلك وجود روائي جماهيري هذا لا يعني أن باقي الروائيين فاشلون أبداً. كما أن شهرة رواية معينة لا تعني فشل باقي الروايات. حتى انتشار نوع أدبي معين لا يعني فشل باقي الأنواع الأدبية. الفن الأدبي مفتوح للجميع من جميع الأطياف ولكل الفئات العمرية. ليس من المعقول أن يكتب روائي للمراهقين بلغة أدبية ثقيلة لا يفهمها سوى المفكرين المخضرمين. وليس من المعقول كذلك أن يكتب روائي للأطفال بلغة أدبية تفوق لغة الأطفال، وهلم جر.
ليس من واجب الناقد الأدبي أن يحصر الأدب في نوع معين أو في تركيب لغوي معين. وليس دور النخبة الثقافية أن تحصر الذائقة العامة على ذائقة أدبية معينة، بحجة أن الأدب الكلاسيكي هو الحقيقي. النقد الأدبي من المفترض أن يتوجه لتحليل النصوص وتطويرها واحترام التنوع الثقافي وعدم إهمال لغة العصر واعتبار اختلاف الفئات العمرية للمتلقين. هذا الصراع حصل بين الشعر الكلاسيكي والشعر الحديث، ويبدو أنه سيحدث بين الرواية الكلاسيكية والرواية الحديثة. في نهاية المطاف، ستنتصر الحداثة ولغة العصر وحاجة الناس لما يعبر عنهم وما يفهمونه وما يجسد خيالهم الذي يعيشونه. لأن الأدب والخيال انعكاس وتفاعل بين القارئ «الحي» والنص الذي يمثله ويشعر به، ويعبر عن خلجات أفكاره ومشاعره.