أبها: الوطن

يعاني العسل السعودي المعروف بجودته العالية من عراقيل تصديره للأسواق الأوروبية والأمريكية، بسبب عدم مطابقته للمعايير الدولية والتي وضعتها الهيئة العالمية للعسل ( International Honey Commission ).

وأكد رئيس مركز أبحاث النحل بجامعة الملك خالد في أبها الدكتور حامد بن على آل غرامة القحطاني، لـ «الوطن» أن هناك مواصفات ومعايير عالمية ومحلية لا تنطبق على العسل السعودي الأصيل؛ الأمر الذي لا يسمح له بالوصول للأسواق العالمية، خاصة أعسال أكاسيا؛ لوجود أحماض عالية، وهي صفة طبيعية جعلها الله في هذا النوع من أشجار العسل السعودي.

تعاون أكبر

أضاف القحطاني: نعمل في مركز أبحاث النحل على إيجاد معايير لكل نوع من العسل وفي كل منطقة بالمملكة، لتسهيل تطبيق المعايير وتحقيق أعلى جودة في العسل، ووصوله بعد التعبئة والتعليف إلى الأسواق المحلية والعالمية، وذلك من خلال نشر الأبحاث والتواصل مع المنظمات العالمية، لتعديل هذه المعايير، إضافة إلى أن هناك اهتماما كبيرا جدا من هيئة الغذاء والدواء السعودية، وهم يشكرون على جهودهم حيث بدأوا في المشروع، وإن كنا متأخرين إلا أننا سنصل إلى مبتغانا لتعديل هذه المعايير، وفسح المجال أمام وصول العسل السعودي الأصيل إلى الأسواق الأوروبية. وقال: نحن نحتاج إلى تعاون أكبر بين الجهات الحكومية ولفت النظر لمخاطبة الجهات والمنظمات العالمية لتعديل المعايير وتحديثها حتى يسهل وصول هذا المنتج السعودي إلى الأسواق العالمية وتصديره، معتبرا العسل ثروة مهدرة تحتاج إلى اهتمام أكبر، مشيرا إلى المبادرة التي ترعاها شركة أرامكو بالتعاون مع مؤسسة جمعية النحالين برجال ألمع هدفها أن نصل بالعسل إلى مطابقة المعايير العالمية.

إنزيم الدياستيز

أوضح الأستاذ المشارك في الكيمياء الحيوية والمستشار في مركز أبحاث النحل الدكتور محمد الإمام أحمد أن هناك مشكلتين تقفان أمام دخول العسل السعودي للأسواق العالمية، وهو أنه منخفض في نشاط إنزيم الدياستيز والمعدل العالمي ما بين 3 إلى 8 %، فيما العسل السعودي يقل عن 2 %، وهذه المعايير نشرناها ورقة في مجلة «نيتشل» المهتمة بأبحاث العسل، وأثبتنا فيها أن إنزيم الدياستيز المنخفض في العسل السعودي صفة طبيعية وليس لأنه مغشوش، ومن خلال هذه الورقة البحثية طالبنا بتغيير المعايير حتى يدخل العسل السعودي الأسواق الأوروبية، خاصة وأنه ليس وحده المنخفض عن المعايير الدولية، بل أيضا عسل مونكا النيوزلندي أيضا منخفض وعنده أيضا مشكلة دخول الأسواق الأوروبية.

المشكلة الثانية التي لا يطابق فيها العسل السعودي المعيار الدولي هي ارتفاع الأحماض، حيث تصل الأحماض فيه إلى مستوى 200 ملم لكل كيلو جرام، وهذه صفة في أعسال الأكاسيا «عسل الطلحيات مثل السمرة والطلح وغيرها» فيما المعيار الدولي هو 50 ملم لكل كيلو جرام.

دعم أرامكو

جاءت هذه التصريحات خلال الزيارة التي قام بها وفد إعلامي لمركز أبحاث النحل بجامعة الملك خالد الذي ترعاه شركة أرامكو السعودية بالتعاون مع مؤسسة جمعية النحالين برجال ألمع، والذي من خلاله يقوم معمل التميز لتغليف وتعليب العسل السعودي الأصلي، ويمثل نموذجًا مثاليًا للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق التنمية المستدامة. وتصل قدرة إنتاجية المعمل إلى 352 طنا سنوياً وإنتاج 10.000 ملعقة يومياً، يمكن للمعمل أن يسهم بشكل كبير في تلبية الطلب المتزايد على منتجات العسل في المملكة والعالم.

وتسهم هذه الجهود المشتركة في تعزيز مكانة العسل السعودي كأحد أفضل أنواع العسل عالميًا، مما يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 عبر تنمية الاقتصاد المحلي، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، ودخول الأسواق العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم المعمل في دعم المجتمع المحلي من خلال توفير فرص عمل وتطوير مهارات العاملين، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ويعزز من جودة الحياة للمواطنين.

وأكد الدكتور حامد آل غرامة رئيس مركز أبحاث النحل أن العسل يتم استقباله من الجمعية أو مباشرة من النحالين، ويتم بعد ذلك العمل عليه والبيع عن طريق المؤسسة، وأرامكو تتعامل مع الجمعيات كلها.

وتعتبر صناعة العسل وتعبئته إحدى الصناعات الهامة التي تعزز الاقتصاد المحلي وتدعم رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاعات الاقتصادية الواعدة. ويهدف معمل تعبئة وتغليف العسل بجامعة الملك خالد إلى تقديم منتجات عالية الجودة من خلال تعبئة العسل في عبوات مختلفة، وكذلك تعبئته على شكل ملاعق، مع الحرص على الالتزام بالمعايير الدولية والمحلية.

الخط الأول لإنتاج معمل تعبئة وتغليف العسل

علب بأحجام مختلفة تبدأ من 100 جرام إلى 1 كجم

طاقة إنتاجية تصل إلى 100 كجم في الساعة

يعمل لمدة 16 ساعات يومياً

ينتج 1600 كجم من العسل يومياً

الخط الثاني

متخصص في تعبئة وتغليف العسل على شكل ملاعق

إنتاجية تصل على الاقل إلى 10.000 ملعقة في اليوم.

إنشاء وأهداف المعمل

جزء من مبادرة أرامكو السعودية

يسعى إلى دعم السوق المحلي والمساهمة في الاكتفاء الذاتي

الوصول إلى الأسواق العالمية

تحقيق دخل إضافي للأفراد

تعزيز الدور الاجتماعي