عدنان هوساوي

بعيداً عن الزيارات التي يُقصد لأجلها المشافي للتداوي ولإعتبارات صحية، لايداخلني الشك بأن عمليات التجميل لها العديد من الامتيازات والمحاسن ، مايجعلها مطلب ومبتغى الكثير من البشر ، ولعل الكثير منا لاحظ في غضون السنوات الأخيرة ،تنامي هذه الظاهرة، حتى زاحم الرجال فيها النساء ، وأصبحت هناك عمليات تجميل تختص بالرجل كما هي للمرأة .

محاولة الإبحار في بحر لجي متلاطم بغريزه الأنثى ،يحتاج إلى كثير عدة وكبير عتاد ، حتى تبحر بأمان ، وتنجو من الغرق بسلام.

سؤالي ،لماذا يعارض بعض الرجال عمليات التجميل التي تقوم بها المرأة ،وهي التي تسعى بفعلها ذاك إرضاء الرجل وتلبية رغباته من خلال إظهار مفاتنها؟

فتوريد الشفاه،وحقن الخدود، وتكبير الأرداف، وأبراز الصدر ، والشد والجذب ، وغيرها من عمليات التجميل كل ذلك من إجل إشباع غريزته الرجولية .

في كل مرة اكتب فيها عن موضوع ما، يدفعني النص دون أدراك مني للإبحار والغوص في أعماقه ،عدا هذا المقال، أجدني مكبلاً بأصفاد واقع مؤلم ،ليس لأني من الممانعين لعملية تجميل المرأة ، ولا لأني من المؤيدين لها ، بل لأن التعدي والتجاوزات فيها تستفزني وتضعني في حالة توتر دائم، كونها عمليات مخالفة وتعارض الفطرة ،خاصة تلك التي تقع من بعض الرجال أو لنقل بعبارة أصح من بعض أشباه الرجال .