أكثر فئة من موظفي الدولة يتقاعدون مبكرًا هم المعلمون.. يتقاعدون كي لا يمرضوا.
أو يتقاعدون بعد أن مرضوا، أقلها بواحد من الأمراض المزمنة، في حقب من وزارات (المعارف، التربية والتعليم، التعليم) عصفت بكيانه حتى أرهقته جسديًا وعصبيًا ونفسيًا لطبيعة الوظيفة ووضعها الإداري والاجتماعي الذي يعيشه المعلم.
والتعليم هو بيئة ووضع، ومن تجارب المجربين إذا تعدى «الوضع» لأكثر من عشر سنوات في بيئة معتلة بنسب متفاوتة تبدأ النفس تتمارض، وأدناها أن تتبلد إلى العدم. ومن يحس ويشعر ويعي ويتألم يذبل ببطء إلى أن يستنجد بطوق التقاعد المبكر كي لا يذوي وهو في شرخ الشباب.
والتعب في هذه البيئات تعب في الروح والمشاعر اللاهبة بين الغضب والأمل والرغبة والرهبة ووجدانات صارخة وشتى المشاعر في كل ثانية تتموج في خط بياني يجنح إلى الإحباط في هذا الوسط الصاخب بكافة أحوال النفس الإنسانية ودوافعها الغامضة..
أما الموظف العادي فهو في مراح واستقرار، توطّن وتكيف مع طبيعة وظيفته بلا استفزاز يضطرب في كل لحظة في كيانه.
المعلم يشتغل من ثلاثين إلى ثمانٍ وثلاثين سنة بكل جوارحه، يصحو مع الطير، يشكل عقلا قد يزور ويحرن. وبمهنته النوعية يقع أسيرًا لأصناف من البشر تندفع بصفاتها المتجذرة ونقيضها في أرجوحة لا تتوقف من التقلبات العجيبة التي أرهقت أعصابه وقضقضت عظامه بصنوف الضنى والتعب..
وقديمًا مع تعاقب الوزارات التي يشكلها كل وزير حسب رؤيته واجتهاده طغى في فترة فيها الطالب على المعلم، وتسيّد التقدير بسبب من طغيان المعلم القديم بأسلوب العصا والفلكة فجاءت الفكرة بنقيضها، ومُنعت كل الأساليب الموجبة للعقاب النفسي والبدني والإداري. ونصّ أحد البنود بأن الإشارة بالإصبع تعد نوعًا من الإذلال للطالب، إلى أن اضمحلت هيبة المعلم بألا يستعمل أي وسيلة للدفاع عن نفسه عند أي تشاحن يؤدي إلى التماس إلا عندما يطرح أرضًا (وهذا قرار!). وهذا القرار قد لا يتلاءم مع بيئة اعتادت العنف في التربية أكانت في البيت أم في الحارة أم الشارع أم المدرسة. ومن هنا تقزم دور المعلم، وشاهت صورته وصار الحلقة الأضعف وبالتالي في أدنى درجات السلم الوظيفي وجاهة وتقديرًا بعدما أصلته الصحافة آنذاك نارًا من التصغير والامتهان. ولا يزال يعاني في دائرته التي وضع فيها بمواجهات قاسية كالعاصوف الدائر من المدير والوكيل والطالب وولي أمره والمشرف والتعاميم والعبء الثقيل حتى صار محورًا للانتقاد والضغط إلى أن كلّت قدرته على العطاء.
ونجا من نجا من قهر الوظيفة بالانزواء إلى الإرشاد الطلابي أو الإشراف أو ريادة النشاط أو أمين مكتبة أو وظيفة مكتبية في إدارة التعليم هروبًا من عنت التدريس ومصاولة الطلبة في الصف. ولما قلّت أنصبة الحصص بدمج المدارس تسرب الذين انزووا إلى التعليم طمعًا في الراحة أكثر مما هم فيه مقارنة بتبدل الجهد الذي تتطلبه الوظيفة في حقل المدرسة.
ولم يكتف الذين رَشَحوا من الوسط التعليمي إلى غيره من الإشراف الإداري، بل واجهوا المعلم الدينمو المحرك للعملية بالطبقية الوظيفية، وأحكم المشرف قبضته على حريته في العملية التربوية والتعليمية بالحجر الفكري والثقافي فقيّده بحبال جعلته آلة صماء تمارس دورًا مرسومًا فاقدًا لروح وطعم التثقيف العلمي مع الطلبة. وهذا نابع من وصاية جاهلة وممارسة السلطة من الأعلى رتبة إلى الأقل، وذاك انعكس بطبيعة الحال من المعلم على تلاميذه بوصاية مضادة، وكلٌ وصي على الآخر في سلطات متراكمة. ولهذا أثره في قيح الكره وبغضاء المواجهة والامتعاض المتبادل من التفلسف الفارغ حتى تفاقمت الطبقية الوظيفية ووقع المعلم في دائرة النبذ والترهيب والموت البطيء باستهدافه ما بين المدير والوكيل والمرشد والمشرف والمجتمع القاسي في تكتل أعمى لا يزيله غير رفع مكانته بمزايا تحيله إلى القمة، وتلك مهمة الوزارة ولن يعجزها شيء إن أرادت. ولولا تنميط المعلم وحجره في قمقمه ما هرب من هرب إلى التقاعد بعد عشرين سنة فقط من العوز العملي، وهي قليلة مقارنة بمن هو في وظيفة إدارية في قطاع آخر من قطاعات الحكومة..
أما الأعباء الإدارية التي تفْضل على وظيفة المعلم فشكلت ثقلًا على وظيفته الأساسية.. عبء الإشراف وحصص الانتظار، والمناوبة واجتهادات المدراء التي تنصب على المعلم «الدينمو»، كل ذلك أرهقه وجعل حمولة العمل على عاتقه مرهقة حتى هرم قبل أوانه وشاخ قبل سنه.
وتواصل العذاب النفسي الذي يكابده، وظل الفكر مشغولًا بما مضى وما سيأتي من مخلفات التدريس وهوامش الوظيفة التي تطارده وتتهمه بالتقصير والتنبلة، وصار مستهدفًا آنذاك من وسائل الإعلام وعرابجة الصحافة وخناتيب النت، وأضحى بلا طموح ولا تغيير.. مكانك سِرْ في هذه الوظيفة، ستبدأ معلمًا وتظل معلمًا وإن اختلفت المسميات. وأخيرًا لا غبطة بالسلم الوظيفي المغري فقد تكسّر وتساوى مع الوظائف الروتينية إن لم تكن أحسن..
تعب تلك المهنة ورهق ممارستها.. غابات من الطلبة وضجيج وأرتال من الدفاتر والورق المجاني والأسئلة والأجوبة الدوّارة، وضياع بين مكتب ومكتب وغرفة معلمين كبرى يكتظ فيها خمسون معلمًا، الجميع يتكلم في لغو وصخب ولا أحد يسمع حتى يسأم المعلم من هذه الأجواء وتخمد طموحاته ويتبرم وينزعج ثم يتأفف حتى يفر بجلده من الجنون كما يقول أستاذنا الجاحظ..
وقد قيل إن المعلم في دول أخرى كدول العسكر تتعمد إيذاءه بالأعمال الإضافية لأنه أكثر فئات المجتمع وعيًا بحقوقه، وهو الذي يشكل وعي النشء بما يدور حوله، وقد يوجهه بالإيدولوجيا المناكفة لتوجهات الحزب. هناك يتم قمعه بفضول العمل والأنشطة الإضافية والخدمات المجتمعية كي لا يتوفر مزيد من الجهد مما يزعج الدولة البوليسية حتى نجحت في حَجْره وتحييده فيسقط نهاية يومه ليستعيد مكابدته في دوامة من الكدح حتى يهوي إلى المعاش أو ينقلب في حفرة التقاعد المبكر..
وبعد رؤية 2030 الجديدة تغير كل شيء، وتبدل ثوب التعليم، تبدل بالحراك التقني، وتوجه إلى التفكير الناقد والذكاء الاصطناعي، ونبذ التوجه المؤدلج الذي عصف بالعقول إلى الفراغ. وبعد أن نَحَت الرؤية ناحية الحركة وسوق العمل.. هذا التوجه أراحنا من عناء العلوم الإنسانية التي توجه الفكر إلى عالم ذهني غير مستقر إلى عالم المنطق العالم الفاعل في الحياة، وإذا ما اُستثمر في الإنسان فالغاية الأسمى السعادة، والسعادة رحلة.
وسارت الوزارة أخيرا بخطوات حثيثة نأمل استمرارها وسرعة إنجازها بيد من حديد ويد من حرير ترفع شأن المعلم وهو روح التعليم ومولّده بدءا من الخطوة الصادمة التي خطتها الوزارة وقبلها وزارة الصحة في حماية موظفيها من الاعتداء بأنواعه، والجدية في الحد من انفلات المعلمين الجادين من ربقة التعليم، وإشغال اللجان النائمة بخدمة التعليم، وإنهاض الكوادر الراقدة في الإشراف التربوي ومكاتب التعليم في بطالة مقنعة وأعمال قد تكون غير منتجة. وهؤلاء عملت الوزارة الجديدة بوزيرها الجديد على تشغيلهم وزجهم في ميدان العمل الحقيقي وساحات التعليم في المدارس حتى فلْترتْ الأجهزة الصدئة، وأخلت مستودعاتها من أعشاش العناكب على المقررات القديمة والملفات الخضراء المترهلة والسجلات التي أكل عليها الدهر وشرب. وفتش المشرفون بتصميم ودأب أوراق العمل ونظام سير الشغل عبر المنصات النّتية إلى أن بقي المجتهدون، وهم الأمل بصلاح التعليم بعد قرار الوزارة بالتغيير في منظومة متناغمة نأمل استمرار عطائها، ولا عزاء لنا بالإصلاح إلا إذا بقي في جدارية 2030 يدور حيثما تدور ويستريح حيث استراحت والله المستعان..
أو يتقاعدون بعد أن مرضوا، أقلها بواحد من الأمراض المزمنة، في حقب من وزارات (المعارف، التربية والتعليم، التعليم) عصفت بكيانه حتى أرهقته جسديًا وعصبيًا ونفسيًا لطبيعة الوظيفة ووضعها الإداري والاجتماعي الذي يعيشه المعلم.
والتعليم هو بيئة ووضع، ومن تجارب المجربين إذا تعدى «الوضع» لأكثر من عشر سنوات في بيئة معتلة بنسب متفاوتة تبدأ النفس تتمارض، وأدناها أن تتبلد إلى العدم. ومن يحس ويشعر ويعي ويتألم يذبل ببطء إلى أن يستنجد بطوق التقاعد المبكر كي لا يذوي وهو في شرخ الشباب.
والتعب في هذه البيئات تعب في الروح والمشاعر اللاهبة بين الغضب والأمل والرغبة والرهبة ووجدانات صارخة وشتى المشاعر في كل ثانية تتموج في خط بياني يجنح إلى الإحباط في هذا الوسط الصاخب بكافة أحوال النفس الإنسانية ودوافعها الغامضة..
أما الموظف العادي فهو في مراح واستقرار، توطّن وتكيف مع طبيعة وظيفته بلا استفزاز يضطرب في كل لحظة في كيانه.
المعلم يشتغل من ثلاثين إلى ثمانٍ وثلاثين سنة بكل جوارحه، يصحو مع الطير، يشكل عقلا قد يزور ويحرن. وبمهنته النوعية يقع أسيرًا لأصناف من البشر تندفع بصفاتها المتجذرة ونقيضها في أرجوحة لا تتوقف من التقلبات العجيبة التي أرهقت أعصابه وقضقضت عظامه بصنوف الضنى والتعب..
وقديمًا مع تعاقب الوزارات التي يشكلها كل وزير حسب رؤيته واجتهاده طغى في فترة فيها الطالب على المعلم، وتسيّد التقدير بسبب من طغيان المعلم القديم بأسلوب العصا والفلكة فجاءت الفكرة بنقيضها، ومُنعت كل الأساليب الموجبة للعقاب النفسي والبدني والإداري. ونصّ أحد البنود بأن الإشارة بالإصبع تعد نوعًا من الإذلال للطالب، إلى أن اضمحلت هيبة المعلم بألا يستعمل أي وسيلة للدفاع عن نفسه عند أي تشاحن يؤدي إلى التماس إلا عندما يطرح أرضًا (وهذا قرار!). وهذا القرار قد لا يتلاءم مع بيئة اعتادت العنف في التربية أكانت في البيت أم في الحارة أم الشارع أم المدرسة. ومن هنا تقزم دور المعلم، وشاهت صورته وصار الحلقة الأضعف وبالتالي في أدنى درجات السلم الوظيفي وجاهة وتقديرًا بعدما أصلته الصحافة آنذاك نارًا من التصغير والامتهان. ولا يزال يعاني في دائرته التي وضع فيها بمواجهات قاسية كالعاصوف الدائر من المدير والوكيل والطالب وولي أمره والمشرف والتعاميم والعبء الثقيل حتى صار محورًا للانتقاد والضغط إلى أن كلّت قدرته على العطاء.
ونجا من نجا من قهر الوظيفة بالانزواء إلى الإرشاد الطلابي أو الإشراف أو ريادة النشاط أو أمين مكتبة أو وظيفة مكتبية في إدارة التعليم هروبًا من عنت التدريس ومصاولة الطلبة في الصف. ولما قلّت أنصبة الحصص بدمج المدارس تسرب الذين انزووا إلى التعليم طمعًا في الراحة أكثر مما هم فيه مقارنة بتبدل الجهد الذي تتطلبه الوظيفة في حقل المدرسة.
ولم يكتف الذين رَشَحوا من الوسط التعليمي إلى غيره من الإشراف الإداري، بل واجهوا المعلم الدينمو المحرك للعملية بالطبقية الوظيفية، وأحكم المشرف قبضته على حريته في العملية التربوية والتعليمية بالحجر الفكري والثقافي فقيّده بحبال جعلته آلة صماء تمارس دورًا مرسومًا فاقدًا لروح وطعم التثقيف العلمي مع الطلبة. وهذا نابع من وصاية جاهلة وممارسة السلطة من الأعلى رتبة إلى الأقل، وذاك انعكس بطبيعة الحال من المعلم على تلاميذه بوصاية مضادة، وكلٌ وصي على الآخر في سلطات متراكمة. ولهذا أثره في قيح الكره وبغضاء المواجهة والامتعاض المتبادل من التفلسف الفارغ حتى تفاقمت الطبقية الوظيفية ووقع المعلم في دائرة النبذ والترهيب والموت البطيء باستهدافه ما بين المدير والوكيل والمرشد والمشرف والمجتمع القاسي في تكتل أعمى لا يزيله غير رفع مكانته بمزايا تحيله إلى القمة، وتلك مهمة الوزارة ولن يعجزها شيء إن أرادت. ولولا تنميط المعلم وحجره في قمقمه ما هرب من هرب إلى التقاعد بعد عشرين سنة فقط من العوز العملي، وهي قليلة مقارنة بمن هو في وظيفة إدارية في قطاع آخر من قطاعات الحكومة..
أما الأعباء الإدارية التي تفْضل على وظيفة المعلم فشكلت ثقلًا على وظيفته الأساسية.. عبء الإشراف وحصص الانتظار، والمناوبة واجتهادات المدراء التي تنصب على المعلم «الدينمو»، كل ذلك أرهقه وجعل حمولة العمل على عاتقه مرهقة حتى هرم قبل أوانه وشاخ قبل سنه.
وتواصل العذاب النفسي الذي يكابده، وظل الفكر مشغولًا بما مضى وما سيأتي من مخلفات التدريس وهوامش الوظيفة التي تطارده وتتهمه بالتقصير والتنبلة، وصار مستهدفًا آنذاك من وسائل الإعلام وعرابجة الصحافة وخناتيب النت، وأضحى بلا طموح ولا تغيير.. مكانك سِرْ في هذه الوظيفة، ستبدأ معلمًا وتظل معلمًا وإن اختلفت المسميات. وأخيرًا لا غبطة بالسلم الوظيفي المغري فقد تكسّر وتساوى مع الوظائف الروتينية إن لم تكن أحسن..
تعب تلك المهنة ورهق ممارستها.. غابات من الطلبة وضجيج وأرتال من الدفاتر والورق المجاني والأسئلة والأجوبة الدوّارة، وضياع بين مكتب ومكتب وغرفة معلمين كبرى يكتظ فيها خمسون معلمًا، الجميع يتكلم في لغو وصخب ولا أحد يسمع حتى يسأم المعلم من هذه الأجواء وتخمد طموحاته ويتبرم وينزعج ثم يتأفف حتى يفر بجلده من الجنون كما يقول أستاذنا الجاحظ..
وقد قيل إن المعلم في دول أخرى كدول العسكر تتعمد إيذاءه بالأعمال الإضافية لأنه أكثر فئات المجتمع وعيًا بحقوقه، وهو الذي يشكل وعي النشء بما يدور حوله، وقد يوجهه بالإيدولوجيا المناكفة لتوجهات الحزب. هناك يتم قمعه بفضول العمل والأنشطة الإضافية والخدمات المجتمعية كي لا يتوفر مزيد من الجهد مما يزعج الدولة البوليسية حتى نجحت في حَجْره وتحييده فيسقط نهاية يومه ليستعيد مكابدته في دوامة من الكدح حتى يهوي إلى المعاش أو ينقلب في حفرة التقاعد المبكر..
وبعد رؤية 2030 الجديدة تغير كل شيء، وتبدل ثوب التعليم، تبدل بالحراك التقني، وتوجه إلى التفكير الناقد والذكاء الاصطناعي، ونبذ التوجه المؤدلج الذي عصف بالعقول إلى الفراغ. وبعد أن نَحَت الرؤية ناحية الحركة وسوق العمل.. هذا التوجه أراحنا من عناء العلوم الإنسانية التي توجه الفكر إلى عالم ذهني غير مستقر إلى عالم المنطق العالم الفاعل في الحياة، وإذا ما اُستثمر في الإنسان فالغاية الأسمى السعادة، والسعادة رحلة.
وسارت الوزارة أخيرا بخطوات حثيثة نأمل استمرارها وسرعة إنجازها بيد من حديد ويد من حرير ترفع شأن المعلم وهو روح التعليم ومولّده بدءا من الخطوة الصادمة التي خطتها الوزارة وقبلها وزارة الصحة في حماية موظفيها من الاعتداء بأنواعه، والجدية في الحد من انفلات المعلمين الجادين من ربقة التعليم، وإشغال اللجان النائمة بخدمة التعليم، وإنهاض الكوادر الراقدة في الإشراف التربوي ومكاتب التعليم في بطالة مقنعة وأعمال قد تكون غير منتجة. وهؤلاء عملت الوزارة الجديدة بوزيرها الجديد على تشغيلهم وزجهم في ميدان العمل الحقيقي وساحات التعليم في المدارس حتى فلْترتْ الأجهزة الصدئة، وأخلت مستودعاتها من أعشاش العناكب على المقررات القديمة والملفات الخضراء المترهلة والسجلات التي أكل عليها الدهر وشرب. وفتش المشرفون بتصميم ودأب أوراق العمل ونظام سير الشغل عبر المنصات النّتية إلى أن بقي المجتهدون، وهم الأمل بصلاح التعليم بعد قرار الوزارة بالتغيير في منظومة متناغمة نأمل استمرار عطائها، ولا عزاء لنا بالإصلاح إلا إذا بقي في جدارية 2030 يدور حيثما تدور ويستريح حيث استراحت والله المستعان..