خرج المتحدث العسكري لحماس يوم الجمعة 8 / 3 / 2024 بخطاب لمس أثر السياسة التي انتهجتها حركة حماس، فأكثر من المديح للشعب الفلسطيني وصموده، وهو ثاني خطاب له يفطن فيه إلى ضرورة توجيه رسائله إلى الفلسطينيين، بعد أن كان كلُّ همِّه منصرفًا إلى توجيهات نحو الشعوب العربية، ومن يصفهم بأحرار العالم، وكأنَّ الشعب الفلسطيني في جيب الحركة، وأنه تحصيل حاصل، هذا الخطاب يظهر أنَّهم بدؤوا يتلمّسون متأخرين انفضاض الحاضنة الشعبية عنهم في غزة، إذ كان السُّكان هم الثمن الأكبر لهذه الحرب، في وقت لم يظهر بعد يحيى السنوار الذي قرر إطلاق شرارة هذه الحرب، في أيِّ خطاب طيلة أيام هذه الحرب القبيحة، كأنه لا شيء لديه ليقوله!
وليس في وارد القيادة الحمساوية الإصغاء إلى معاناة الشارع في غزة، ففي لقاء على قناة العربية، عرضت القناة على عضو المكتب السياسي في الحركة لقطات لمناهضين فلسطينيين لحماس، فرد عليها وهو في كامل انفعاله: لعلها مقاطع زائفة! بهذه الطريقة كانت القيادة الحمساوية التي يقبع أغلبهم خارج غزة يتعاملون مع نتائج متوقعة من الحرب التي بدأوها، بل حين سألت المقدِّمة عن إنجاز حماس خلال سنوات حكمها في غزة، قال بأنه السابع من أكتوبر، وهكذا يتعامل مع إطلاق الحرب على أنه منجز بنفسه، دون أي انتباه إلى نتائجها.
ورغم أنَّ قيادة حماس أعلنت نفسها منفصلة تنظيميًا عن جماعة الإخوان، إلا أنها لا تزال تدير الدفة السياسية بعقلية جماعة الإخوان المسلمين، وقد أدخلت القطاع في حرب هائلة، واحتفظت بالتعالي المعهود من الجماعة على الحقائق، وليكن ما يكون! يأتي هذا في وقت أعلنت فيه إسرائيل استعدادها لعملية برية في رفح، وهي المنطقة الأعلى كثافة اليوم، بعد نزوح أكثر من مليون مواطن غزي إليها، ورغم ذلك لا تزال الحركة تعلن بأنَّ مطالبها هي نفسها التي كانت عليها يوم السابع من أكتوبر، دون أيِّ مناورة لتجنّب خطر ما هو قادم.
هذه الطريقة في إدارة المفاوضات تخدم نتنياهو الذي يصرُّ على اقتحام رفح، وسط تحذير عربي وعالمي من الكارثة الإنسانية القادمة في حال تمت العملية، لكنَّ حركة حماس لا تصغي لهذا التهديد كأنه لا يمسها، بل يمسُّ سمعةَ إسرائيل الدولية في المسألة فقط، وترى أنَّ في ذلك ورقة لصالحها لإيقاف الحرب دون تقديم أي تنازلات، رغم أنَّ الأحداث تثبت غلط هذه المراهنة فبعد هدنة سابقة عادت الحرب إلى أشدِّها، ولم تتوقف بسبب عدد من المظاهرات في الدول الغربية، ويتجاهل المتحدث العسكري فشل مراهنة الحركة على محورها الأساسي أي: إيران وفروعها، في حين لا تزال تراهن عليه حركة الجهاد الإسلامي ففي آخر كلمة لمتحدثهم، ذكر ما سمي (وحدة الساحات).
خطاب المتحدث العسكري الأخير منفصل عن الواقع، بعيدًا عن التعليق على إقامة إسرائيل فصلًا لمنطقة الشمال في غزة عن باقي القطاع، مع تقارير تشير إلى نيّة نتنياهو البقاء في القطاع لعشر سنوات قادمة، وجاء ثقيلًا على أهل غزة إذ هيأهم إلى أنه لا هدنة تلوح في الأفق خلال شهر رمضان، ورغم أنَّ قيادة حماس أكدت مرارًا قدراتها العسكرية القادرة على هزيمة إسرائيل، وبعبارة العاروري: «فلتأخذ الحرب مجراها» إلا أنَّ شيئًا من ذلك لم يحدث، وصارت حماس تطالب بوقف الحرب التي أعلنتها، ولا يزال المتحدث العسكري يمجد القرار الذي أطلق في السابع من أكتوبر، رغم أنه لم يعد يذكر أرقامًا للمنجزات العسكرية التي يدعيها، بعد أن بانت المبالغة فيما كان يحصيه من قبل.
عدم قدرة حماس على المناورة، وعدم اعترافها بضعفها العسكري، أو تقييمها لادعاءاتها السابقة على أنها كانت مبالغة وخدَّاعة، ورغم خسائرها الفادحة، إلا أنها لا تزال تتمسك بخطاب منفصل عن الواقع لاستماتتها لتبقى حاكمة في غزة، بما يجعله يتقاطع مع الدعاية الإسرائيلية في المجتمع الدولي بأنَّها تواجه قوّة لا يستهان بها، ولا تستغل حماس الفرصة التي تقل مع الوقت لتجنيب آخر مناطق غزة حربًا ودماء، وهي التي يتحرق نتنياهو لاقتحامها، فلا تسعى لمنع استنساخ التجربة في الشمال، مع فارق الكثافة السكانية العالية، أو على الأقل مشاركة في الحكم، كل هذا ينذر بخطر كبير، بأنَّ إسرائيل قد تقدم على اقتحام رفح في الأيام القادمة، وهو ما يصنع كارثة إنسانية تفوق ما سبق في هذه الحرب.
وليس في وارد القيادة الحمساوية الإصغاء إلى معاناة الشارع في غزة، ففي لقاء على قناة العربية، عرضت القناة على عضو المكتب السياسي في الحركة لقطات لمناهضين فلسطينيين لحماس، فرد عليها وهو في كامل انفعاله: لعلها مقاطع زائفة! بهذه الطريقة كانت القيادة الحمساوية التي يقبع أغلبهم خارج غزة يتعاملون مع نتائج متوقعة من الحرب التي بدأوها، بل حين سألت المقدِّمة عن إنجاز حماس خلال سنوات حكمها في غزة، قال بأنه السابع من أكتوبر، وهكذا يتعامل مع إطلاق الحرب على أنه منجز بنفسه، دون أي انتباه إلى نتائجها.
ورغم أنَّ قيادة حماس أعلنت نفسها منفصلة تنظيميًا عن جماعة الإخوان، إلا أنها لا تزال تدير الدفة السياسية بعقلية جماعة الإخوان المسلمين، وقد أدخلت القطاع في حرب هائلة، واحتفظت بالتعالي المعهود من الجماعة على الحقائق، وليكن ما يكون! يأتي هذا في وقت أعلنت فيه إسرائيل استعدادها لعملية برية في رفح، وهي المنطقة الأعلى كثافة اليوم، بعد نزوح أكثر من مليون مواطن غزي إليها، ورغم ذلك لا تزال الحركة تعلن بأنَّ مطالبها هي نفسها التي كانت عليها يوم السابع من أكتوبر، دون أيِّ مناورة لتجنّب خطر ما هو قادم.
هذه الطريقة في إدارة المفاوضات تخدم نتنياهو الذي يصرُّ على اقتحام رفح، وسط تحذير عربي وعالمي من الكارثة الإنسانية القادمة في حال تمت العملية، لكنَّ حركة حماس لا تصغي لهذا التهديد كأنه لا يمسها، بل يمسُّ سمعةَ إسرائيل الدولية في المسألة فقط، وترى أنَّ في ذلك ورقة لصالحها لإيقاف الحرب دون تقديم أي تنازلات، رغم أنَّ الأحداث تثبت غلط هذه المراهنة فبعد هدنة سابقة عادت الحرب إلى أشدِّها، ولم تتوقف بسبب عدد من المظاهرات في الدول الغربية، ويتجاهل المتحدث العسكري فشل مراهنة الحركة على محورها الأساسي أي: إيران وفروعها، في حين لا تزال تراهن عليه حركة الجهاد الإسلامي ففي آخر كلمة لمتحدثهم، ذكر ما سمي (وحدة الساحات).
خطاب المتحدث العسكري الأخير منفصل عن الواقع، بعيدًا عن التعليق على إقامة إسرائيل فصلًا لمنطقة الشمال في غزة عن باقي القطاع، مع تقارير تشير إلى نيّة نتنياهو البقاء في القطاع لعشر سنوات قادمة، وجاء ثقيلًا على أهل غزة إذ هيأهم إلى أنه لا هدنة تلوح في الأفق خلال شهر رمضان، ورغم أنَّ قيادة حماس أكدت مرارًا قدراتها العسكرية القادرة على هزيمة إسرائيل، وبعبارة العاروري: «فلتأخذ الحرب مجراها» إلا أنَّ شيئًا من ذلك لم يحدث، وصارت حماس تطالب بوقف الحرب التي أعلنتها، ولا يزال المتحدث العسكري يمجد القرار الذي أطلق في السابع من أكتوبر، رغم أنه لم يعد يذكر أرقامًا للمنجزات العسكرية التي يدعيها، بعد أن بانت المبالغة فيما كان يحصيه من قبل.
عدم قدرة حماس على المناورة، وعدم اعترافها بضعفها العسكري، أو تقييمها لادعاءاتها السابقة على أنها كانت مبالغة وخدَّاعة، ورغم خسائرها الفادحة، إلا أنها لا تزال تتمسك بخطاب منفصل عن الواقع لاستماتتها لتبقى حاكمة في غزة، بما يجعله يتقاطع مع الدعاية الإسرائيلية في المجتمع الدولي بأنَّها تواجه قوّة لا يستهان بها، ولا تستغل حماس الفرصة التي تقل مع الوقت لتجنيب آخر مناطق غزة حربًا ودماء، وهي التي يتحرق نتنياهو لاقتحامها، فلا تسعى لمنع استنساخ التجربة في الشمال، مع فارق الكثافة السكانية العالية، أو على الأقل مشاركة في الحكم، كل هذا ينذر بخطر كبير، بأنَّ إسرائيل قد تقدم على اقتحام رفح في الأيام القادمة، وهو ما يصنع كارثة إنسانية تفوق ما سبق في هذه الحرب.