أحيانًا ينتابنا شعور حب المعرفة والتمتع بالمعلومة وتحطيم الجهل وظلامه. فأي شيء جديد يبهر الدماغ فيعشقه العقل بشغف وتستلذ النفس لسماع ورؤية كل جديد.
على الصعيد الفكري في مجتمعنا اليوم تتباين شخصيات بصبغات مختلفة فكل صبغة تحمل هوية شخصية لا تتشابه مع غيرها. شخصيات يختلف بريق ثقافتها ولمعانه عن الآخر، فالبعض متعالم في كل شيء يستمد معلوماته من توقعاته وما تلتقطه أذناه. وشخصيات تنبهر من علمها ومعلوماتها فهي موسوعة في كل شيء والبعض ثقافته مر عليها موسم قحط وجدب وبقيت شهباء جرداء، تعتمد ثقافة تلك الأرض على ما تعتقده وما تتوقعه تأسيسًا على آخر محطة مرت عليها بعيدًا عن أي مصدر أو مرجع يواكب العصر.
في الساحة الفكرية قد يزعجنا المفكر المتعالم، ومن جهة أخرى قد يحبط حماسنا الموسوعة بكبره وغطرسته فلا يعد لما يرسله ويعطيه للغير أي قيمة أو صدى. حقيقة الأمر، إن الغرور الفكري الموجود اليوم والرغبة المليئة بالهلع في تأكيد الشخص لما يعرفه أمر مزعج، فالبعض لديه مواطن ضعف في مسار تفكيره فتؤثر تحيزاته وتحاملاته على ذلك المسار فتصبح عملية تحويل معتقداته المبهرجة إلى حقائق صراعًا على منصة الفكر وكل ذلك لإثبات تلك الحقائق البعيدة كل البعد عن الصواب، فتتضارب لديه الأقوال والمعتقدات ويصبح إثبات رأيه الشخصي هو المطلب من الحوار والنقاش وليس الوصول إلى الحقيقة، فتنعكس تلك الرؤية على جودة القرارات وتغالط الآراء في الآخرين مسببة إشعال نار التفاعلات الاجتماعية نائية عن إيجاد حل وسط مرضٍ للطرفين من المستحيل الاهتداء إليه والحالة هذه.
يذكر (ليندر وريتشارد) في كتابهما -التفكير الانتقادي- أن الأغلبية منا يعتقدون أن كل ما يفكرون فيه صواب وعندما نركز بشكل فعلي على كشف النقاب عن الجهل سندرك أننا في الغالب ما نكون مخطئين. فالتواضع صفة جميلة لإدارة الحوار والنقاش الفعال مع الآخرين، كيف وعندما يعانق إعمال النظر والثقافة فترتفع مكانته في سماء الفكر، ويصبح نجمًا لامعًا يحقق ما يسمى بالتواضع الفكري، فهو سمة إيجابية لدى الشخص، وهو وعي بحدود معرفتنا والرغبة في التمييز بين ما نعرفه وما لا نعرفه. بمعنى ليس لتعصب الرأي أي مساحة في محيط الحياة وليس في قاموس قراراته الأبيض والأسود ولا الصواب والخطأ فهو يعتقد بتدرج تلك الخيارات لأنه يؤمن عقلًا بوجود مناطق رمادية اللون يحسن تبنيها أحيانًا.
بالتواضع الفكري لا يكون هناك أثر للحيادية والانحياز لرأي معين، فنوسع دائرة الانفتاح على الأفكار الجديدة وإزالة النظرة الضبابية لإيضاح الفرق بين الحقيقة والفرضيات. أضف إلى ذلك، أن التواضع الفكري أيضًا يساعد على رؤية صورة الفكرة بتصوير رباعي الأبعاد بمعنى من كل جهاتها وتوجهاتها والقدرة على اكتشاف تشوهات وعيوب تلك الفكرة والبحث عن الأسباب والبدائل. فيرفع معدل القدرة على التنظيم واتخاذ القرار والقدرة على تقبل الرأي الآخر وإدارة الحوار. وبمعنى آخر مستقل فكريًا دون قيود.
أخيرًا، يذكر (ليندر وريتشارد) في كتابيهما مقولة بلير الشهيرة «أن الرغبة في أن يعلمنا شخص ما الشيء الذي لا نعرفه هي الثمرة الأكيدة لنمو المعرفة والحكمة لدينا».
على الصعيد الفكري في مجتمعنا اليوم تتباين شخصيات بصبغات مختلفة فكل صبغة تحمل هوية شخصية لا تتشابه مع غيرها. شخصيات يختلف بريق ثقافتها ولمعانه عن الآخر، فالبعض متعالم في كل شيء يستمد معلوماته من توقعاته وما تلتقطه أذناه. وشخصيات تنبهر من علمها ومعلوماتها فهي موسوعة في كل شيء والبعض ثقافته مر عليها موسم قحط وجدب وبقيت شهباء جرداء، تعتمد ثقافة تلك الأرض على ما تعتقده وما تتوقعه تأسيسًا على آخر محطة مرت عليها بعيدًا عن أي مصدر أو مرجع يواكب العصر.
في الساحة الفكرية قد يزعجنا المفكر المتعالم، ومن جهة أخرى قد يحبط حماسنا الموسوعة بكبره وغطرسته فلا يعد لما يرسله ويعطيه للغير أي قيمة أو صدى. حقيقة الأمر، إن الغرور الفكري الموجود اليوم والرغبة المليئة بالهلع في تأكيد الشخص لما يعرفه أمر مزعج، فالبعض لديه مواطن ضعف في مسار تفكيره فتؤثر تحيزاته وتحاملاته على ذلك المسار فتصبح عملية تحويل معتقداته المبهرجة إلى حقائق صراعًا على منصة الفكر وكل ذلك لإثبات تلك الحقائق البعيدة كل البعد عن الصواب، فتتضارب لديه الأقوال والمعتقدات ويصبح إثبات رأيه الشخصي هو المطلب من الحوار والنقاش وليس الوصول إلى الحقيقة، فتنعكس تلك الرؤية على جودة القرارات وتغالط الآراء في الآخرين مسببة إشعال نار التفاعلات الاجتماعية نائية عن إيجاد حل وسط مرضٍ للطرفين من المستحيل الاهتداء إليه والحالة هذه.
يذكر (ليندر وريتشارد) في كتابهما -التفكير الانتقادي- أن الأغلبية منا يعتقدون أن كل ما يفكرون فيه صواب وعندما نركز بشكل فعلي على كشف النقاب عن الجهل سندرك أننا في الغالب ما نكون مخطئين. فالتواضع صفة جميلة لإدارة الحوار والنقاش الفعال مع الآخرين، كيف وعندما يعانق إعمال النظر والثقافة فترتفع مكانته في سماء الفكر، ويصبح نجمًا لامعًا يحقق ما يسمى بالتواضع الفكري، فهو سمة إيجابية لدى الشخص، وهو وعي بحدود معرفتنا والرغبة في التمييز بين ما نعرفه وما لا نعرفه. بمعنى ليس لتعصب الرأي أي مساحة في محيط الحياة وليس في قاموس قراراته الأبيض والأسود ولا الصواب والخطأ فهو يعتقد بتدرج تلك الخيارات لأنه يؤمن عقلًا بوجود مناطق رمادية اللون يحسن تبنيها أحيانًا.
بالتواضع الفكري لا يكون هناك أثر للحيادية والانحياز لرأي معين، فنوسع دائرة الانفتاح على الأفكار الجديدة وإزالة النظرة الضبابية لإيضاح الفرق بين الحقيقة والفرضيات. أضف إلى ذلك، أن التواضع الفكري أيضًا يساعد على رؤية صورة الفكرة بتصوير رباعي الأبعاد بمعنى من كل جهاتها وتوجهاتها والقدرة على اكتشاف تشوهات وعيوب تلك الفكرة والبحث عن الأسباب والبدائل. فيرفع معدل القدرة على التنظيم واتخاذ القرار والقدرة على تقبل الرأي الآخر وإدارة الحوار. وبمعنى آخر مستقل فكريًا دون قيود.
أخيرًا، يذكر (ليندر وريتشارد) في كتابيهما مقولة بلير الشهيرة «أن الرغبة في أن يعلمنا شخص ما الشيء الذي لا نعرفه هي الثمرة الأكيدة لنمو المعرفة والحكمة لدينا».