في الوقت الذي تحرص فيه المملكة على تعزيز القطاع السياحي، واستثمار المواقع التاريخية والأثرية كعوامل جذب، يسيء البعض إلى تلك الجهود عبر تصرفات خاطئة تعكس صورة سلبية عنها، خصوصًا أمام السائح الأجنبي الذي لا يميز ما بين إن كان هؤلاء سعوديين ويمثلون البلد، أم دخلاء يشوهون صورته.
ولعل ظاهرة من ينقلون الزوار على الأخص في المدينة المنورة إلى الأماكن التاريخية والأثرية دون تخصص، ودون رخص من أوائل المشكلات التي تواجه سياح المدينة المنورة، حيث لا يمتلك هؤلاء ما يمكنهم من تقديم معلومة كاملة ودقيقة للزائر، ناهيك عن عدم كفاءتهم في التعامل اللائق مع السائح وتعاملهم الفظ معه.
وإلى جانب هؤلاء، تنتشر جملة من الظواهر السلبية في تلك المواقع، منها ادعاء البعض معرفتهم بتاريخها، فيقدمون معلومات خاطئة للسياح قد تحمل تشويهًا مسيئًا، ومنها تشويه جمال تلك المواقع عبر كتابة الذكريات، ناهيك عن تصرفات أخرى تخالف حتى الذوق العام، مثل البصق في أماكن التجمعات أو رمي المخلفات، أو استخدام مكبرات الصوت بصوت عال وبلغات مختلفة، وغيرها.
العبث في المكان
يورد عضو هيئة التدريب في تقنية السياحة، المرشد السياحي، علي اليوسف، عددًا من الأمثلة على عبث البعض بالأماكن السياحية والتاريخية، ويقول «على سبيل المثال لا الحصر، كتابة الذكريات على بعض المواقع مثلما نراه مثلا في جبل الرماة بالمدينة المنورة، ورمي المُخلفات «العلب الفارغة، الأكياس» وعدم احترام وتقدير المكان، وأخذ جزء من تُربة الموقع التاريخي مثل «موقعة غروة بدر، أحد»، وإزعاج الزوار باستخدام مُكبرات، والتحدث بلغتهم الأم ورفع الصوت بطريقة مُستفزة تعكس عدم احترام المتواجدين في الموقع، والتجمع في موقع واحد، وإطالة المكوث فيه دون تقدير للآخرين ولأوقاتهم».
ويضيف «هناك تصرفات أخرى غير حضارية، منها التدخين في مكان مُزدحم وقريب لمكان مُقدس، البصق في الأرض وأمام المارة، التطفل على الآخرين، وخصوصًا بعد السماح لغير المسلمين بالدخول للمدينة المنورة وزيارتها والتعرف على الحضارة الإسلامية، حيث أصبحنا نجد بعض الأشخاص يستوقفوننا، ويحاولون فتح حوار أو جدل ديني، وأخص منهم هنا البعض من الجنسية التركية أو من المغرب العربي، وكذلك إطعام الطيور مع ما يسببه ذلك من أضرار بيئية وصحية».
ويتابع «لا ننسى كذلك من يقومون بسيارتهم بنقل الزوار، وهي مشكلة تحتاج إلى حلول حازمة وفورية، لأن هؤلاء يرسخون صورة ذهنية سلبية عن السياحة، خصوصًا أن معظمهم لا يملك مخزونًا معلوماتيًا كاملا عن المواقع التي ينقل الناس لزيارتها ويحدثهم عنها، حيث يزود السائح بمعلومات خاطئة وغير صحيحة، وليس لها أساس معرفي، كما أن هؤلاء يهتمون فقط بالمادة، حتى لو كان ذلك على حساب القيّم والمبادئ، إضافة إلى تعاملهم الفض وغير اللائق مع الزوار، وهذا يؤدي إلى تسويق سلبي للسياحة المحلية».
أنماط سياحية
يؤكد نائب رئيس الجمعية السعودية للسياحة، الدكتور محمد عبدالله العامر، أن المملكة تهتم بكل الأنماط السياحية في جميع مناطقها سواء الدينية، أو الثقافية، والتاريخية، والتراثية، والترفيهية وغيرها، وهي تستهدف أن تسهم السياحة بأكثر من 10% من الدخل، وأن توفر أكثر من مليون وظيفة بحلول 2030، والوصول إلى 150 مليون زائر سنويًا بحلول 2030.
ويعد المجتمع المحلي شريكًا أساسيًا للنهضة السياحية، سواء في التخطيط والاستثمار، أو التشغيل وإظهار الحفاوة والترحاب وكرم الضيافة وطيب المعاملة.
وشدد العامر على أن من أبرز الأمور السلبية التي تؤثر على سياحة المملكة التصرفات والظواهر الخاطئة في المواقع الأثرية والتاريخية، التي يقوم بها سكان المجتمع المحلي خصوصًا من غير السعوديين وغير المتخصصين، وقال «هنالك بعض التصرفات والظواهر التي تسيء لسياحة المدينة، منها الباعة المتجولون الذين يفترشون الطرقات في الأماكن السياحية، ويبيعون منتجات مجهولة المصدر بطريقة لا تليق بمكانة المملكة السياحية، ومعظمهم غير سعوديين.
وعلى الرغم من أن السياحة لاعب قوي في التوظيف لأبناء المنطقة، إلا أن هناك كثيرين غير سعوديين امتهنوا عمليات النقل والإرشاد السياحي للسياح، وهم غير مؤهلين، مما يسيء سواء من حيث تقديم المعلومات بشكل خطأ ومغلوط، أو من حيث عدم تقديمها بشكل احترافي ومهني.
ومن الأمور المحزنة التصرفات السيئة من بعض الأشخاص مع السياح، والتي تشوه صورة المجتمع والسياحة السعودية د، وهي تبدر من غير سعوديين يعملون في المتاجر والمطاعم، ويعتقد السائح أنهم سعوديون ويمثلون البلد لعدم قدرته على معرفة الفروقات بين السعوديين وبعض الجنسيات العربية».
توصيات الجمعية السعودية للسياحة لمعالجة التصرفات السلبية
1- منع الباعة المتجولين من ارتياد المواقع التاريخية والأثرية والطرق الرئيسة، وأماكن ارتياد السياح الأجانب «أسواق، مراكز تجارية، مزارات، معالم سياحية».
2- التشديد على سعودة قطاع النقل ومهنة الإرشاد السياحي، خصوصًا في المدن السياحية مثل المدينة المنورة.
3- عدم قيام سائقي سيارات الأجرة وتطبيقات النقل بمهنة الإرشاد السياحي وتقديم المعلومات الأثرية والتاريخية عن المواقع السياحية إلا بعد الحصول على الدورات والتأهيل اللازم.
4- تأهيل العاملين في المطاعم والمتاجر التي يرتادها السياح وتعريفهم بكيفية التعامل مع السائح.
5- التشديد والرقابة على التوصيات السابقة من خلال المتابعة المستمرة، وعمل الحملات التفتيشية من الجهات المختلفة.
ولعل ظاهرة من ينقلون الزوار على الأخص في المدينة المنورة إلى الأماكن التاريخية والأثرية دون تخصص، ودون رخص من أوائل المشكلات التي تواجه سياح المدينة المنورة، حيث لا يمتلك هؤلاء ما يمكنهم من تقديم معلومة كاملة ودقيقة للزائر، ناهيك عن عدم كفاءتهم في التعامل اللائق مع السائح وتعاملهم الفظ معه.
وإلى جانب هؤلاء، تنتشر جملة من الظواهر السلبية في تلك المواقع، منها ادعاء البعض معرفتهم بتاريخها، فيقدمون معلومات خاطئة للسياح قد تحمل تشويهًا مسيئًا، ومنها تشويه جمال تلك المواقع عبر كتابة الذكريات، ناهيك عن تصرفات أخرى تخالف حتى الذوق العام، مثل البصق في أماكن التجمعات أو رمي المخلفات، أو استخدام مكبرات الصوت بصوت عال وبلغات مختلفة، وغيرها.
العبث في المكان
يورد عضو هيئة التدريب في تقنية السياحة، المرشد السياحي، علي اليوسف، عددًا من الأمثلة على عبث البعض بالأماكن السياحية والتاريخية، ويقول «على سبيل المثال لا الحصر، كتابة الذكريات على بعض المواقع مثلما نراه مثلا في جبل الرماة بالمدينة المنورة، ورمي المُخلفات «العلب الفارغة، الأكياس» وعدم احترام وتقدير المكان، وأخذ جزء من تُربة الموقع التاريخي مثل «موقعة غروة بدر، أحد»، وإزعاج الزوار باستخدام مُكبرات، والتحدث بلغتهم الأم ورفع الصوت بطريقة مُستفزة تعكس عدم احترام المتواجدين في الموقع، والتجمع في موقع واحد، وإطالة المكوث فيه دون تقدير للآخرين ولأوقاتهم».
ويضيف «هناك تصرفات أخرى غير حضارية، منها التدخين في مكان مُزدحم وقريب لمكان مُقدس، البصق في الأرض وأمام المارة، التطفل على الآخرين، وخصوصًا بعد السماح لغير المسلمين بالدخول للمدينة المنورة وزيارتها والتعرف على الحضارة الإسلامية، حيث أصبحنا نجد بعض الأشخاص يستوقفوننا، ويحاولون فتح حوار أو جدل ديني، وأخص منهم هنا البعض من الجنسية التركية أو من المغرب العربي، وكذلك إطعام الطيور مع ما يسببه ذلك من أضرار بيئية وصحية».
ويتابع «لا ننسى كذلك من يقومون بسيارتهم بنقل الزوار، وهي مشكلة تحتاج إلى حلول حازمة وفورية، لأن هؤلاء يرسخون صورة ذهنية سلبية عن السياحة، خصوصًا أن معظمهم لا يملك مخزونًا معلوماتيًا كاملا عن المواقع التي ينقل الناس لزيارتها ويحدثهم عنها، حيث يزود السائح بمعلومات خاطئة وغير صحيحة، وليس لها أساس معرفي، كما أن هؤلاء يهتمون فقط بالمادة، حتى لو كان ذلك على حساب القيّم والمبادئ، إضافة إلى تعاملهم الفض وغير اللائق مع الزوار، وهذا يؤدي إلى تسويق سلبي للسياحة المحلية».
أنماط سياحية
يؤكد نائب رئيس الجمعية السعودية للسياحة، الدكتور محمد عبدالله العامر، أن المملكة تهتم بكل الأنماط السياحية في جميع مناطقها سواء الدينية، أو الثقافية، والتاريخية، والتراثية، والترفيهية وغيرها، وهي تستهدف أن تسهم السياحة بأكثر من 10% من الدخل، وأن توفر أكثر من مليون وظيفة بحلول 2030، والوصول إلى 150 مليون زائر سنويًا بحلول 2030.
ويعد المجتمع المحلي شريكًا أساسيًا للنهضة السياحية، سواء في التخطيط والاستثمار، أو التشغيل وإظهار الحفاوة والترحاب وكرم الضيافة وطيب المعاملة.
وشدد العامر على أن من أبرز الأمور السلبية التي تؤثر على سياحة المملكة التصرفات والظواهر الخاطئة في المواقع الأثرية والتاريخية، التي يقوم بها سكان المجتمع المحلي خصوصًا من غير السعوديين وغير المتخصصين، وقال «هنالك بعض التصرفات والظواهر التي تسيء لسياحة المدينة، منها الباعة المتجولون الذين يفترشون الطرقات في الأماكن السياحية، ويبيعون منتجات مجهولة المصدر بطريقة لا تليق بمكانة المملكة السياحية، ومعظمهم غير سعوديين.
وعلى الرغم من أن السياحة لاعب قوي في التوظيف لأبناء المنطقة، إلا أن هناك كثيرين غير سعوديين امتهنوا عمليات النقل والإرشاد السياحي للسياح، وهم غير مؤهلين، مما يسيء سواء من حيث تقديم المعلومات بشكل خطأ ومغلوط، أو من حيث عدم تقديمها بشكل احترافي ومهني.
ومن الأمور المحزنة التصرفات السيئة من بعض الأشخاص مع السياح، والتي تشوه صورة المجتمع والسياحة السعودية د، وهي تبدر من غير سعوديين يعملون في المتاجر والمطاعم، ويعتقد السائح أنهم سعوديون ويمثلون البلد لعدم قدرته على معرفة الفروقات بين السعوديين وبعض الجنسيات العربية».
توصيات الجمعية السعودية للسياحة لمعالجة التصرفات السلبية
1- منع الباعة المتجولين من ارتياد المواقع التاريخية والأثرية والطرق الرئيسة، وأماكن ارتياد السياح الأجانب «أسواق، مراكز تجارية، مزارات، معالم سياحية».
2- التشديد على سعودة قطاع النقل ومهنة الإرشاد السياحي، خصوصًا في المدن السياحية مثل المدينة المنورة.
3- عدم قيام سائقي سيارات الأجرة وتطبيقات النقل بمهنة الإرشاد السياحي وتقديم المعلومات الأثرية والتاريخية عن المواقع السياحية إلا بعد الحصول على الدورات والتأهيل اللازم.
4- تأهيل العاملين في المطاعم والمتاجر التي يرتادها السياح وتعريفهم بكيفية التعامل مع السائح.
5- التشديد والرقابة على التوصيات السابقة من خلال المتابعة المستمرة، وعمل الحملات التفتيشية من الجهات المختلفة.