مكة المكرمة: أحمد الجهني

تنوعت وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أكثر انتشارًا عبر الهواتف الذكية حتى أصبحت مصدرًا رسميًا لعقد الاجتماعات واللقاءات التي يعتمدها العديد من المدراء والرؤساء التنفيذيون مع موظفيهم والممتدة خارج أوقات الدوام الرسمي، وذلك من أجل تسيير الأعمال وإنهائها والقيام بها في اليوم التالي دون أن يتعذر الموظفين بعدم معرفتهم؛ كون أن البعض من هؤلاء المدراء يفرض عليهم التفاعل والتأكيد باستلام الرسالة والعمل بها في اليوم التالي، ومن يتجاهلها يتحمل مسؤولية عدم تنفيذها، وقد يتم إدراج ذلك ضمن معايير الأداء الوظيفي، وهو ما يجعل الجميع تحت طائلة التقييم داخل وخارج أوقات العمل.

تواصل غير مقبول

أوضح خبير الموارد البشرية عبدالعزيز آل مهباش لـ«الوطن»، أن التواصل عبر الواتساب هو أمر غير احترافي، ومن الأفضل استخدام الإيميل، ولكن هنالك تواصل مقبول وهو إذا كان من أجل مناسبة معينة أو أمر ضروري، ولا بد أن يتم إبلاغ الجميع ولا يحتمل التأخير، ويجب تسليمه في وقت محدد على أن يكون التواصل لفترة مؤقتة وفي أضيق الحدود، في حين أن التواصل بشكل مستمر هو أمر غير احترافي ويندرج تحت عدم احترام الرئيس لموظفيه؛ لأنه من المفترض احترام ساعات العمل الثماني فالوقت المتبقي لحياة الموظف، وينبغي ألا يكون هنالك أي تواصل لغرض العمل.

وأضاف أن هذه الظاهرة منتشرة، ولكن مع الأسف تجعل الموظف يكره بيئة العمل والتعامل مع رئيسه وزملائه، وتبدأ الجهات في خسارة الكفاءات، وهذه نقطة مهمة كون أن الكفاءات لا يمكن تعويضهم، ومن المهم جدًا الحفاظ عليهم، وإن كان هنالك تواصل يكون في أوقات معينة وقليلة، وبأساليب احترافية للحفاظ على الموظفين الذين لديهم حياة اجتماعية، فيجب عدم اختراقها واحترامها لأن مخالفة ذلك قد تؤدي إلى عدد كبير من الاستقالات، مشيرًا إلى أن التسارع في أغلب المشاريع من قبل الشركات والقطاعات هو ما تسبب في التواصل المستمر، ولكن هذا العمل لا يكون على مدار السنة وإنما في فترة محددة يكون فيها الاستنفار التام من قبل الموظفين.

الحالات الطارئة

أكدت الأكاديمية نورة العلي لـ«الوطن» أنها خلال دراستها الأكاديمية عندما كانت طالبة مبتعثة لفترة تجاوزت العشر سنوات حرص جميع أعضاء هيئة التدريس دائمًا على عدم إرسال أي تكليفات عبر الإيميل الرسمي أو أي منصة أخرى خارج أوقات الدوام، بل إن الجميع يؤكد لنا أن خارج أوقات العمل هي ملك لنا، ولا يمكن أن يكون هنالك أي تنبيه أو إشعار فالأوقات الرسمية نحن ملتزمون بها في التعامل معكم وقبول الأعمال منكم، هذه الثقافة كانت تدفع الجميع لتكريس الطاقة والمعرفة خلال أوقات الدراسة والاسترخاء خارج الدوام وأثناء الإجازة، وهو ما جعلنا نسير على هذا النهج مع طلابنا حتى أن الأمر استمر معي عندما تم تعييني رئيسة قسم، فهذا الإجراء كنت أتعامل فيه مع زميلاتي في القسم فلكل دكتورة ساعات مكتبية بالإمكان عقد اللقاء ونشر التعاميم والعمل بها بكل أريحية، أما ما يأتي بعد انتهاء الدوام فنحن لسنا ملزمين بتنفيذه في اليوم التالي إلا إن كان هنالك أمر طارئ لا يمكن تأجيله كأحوال الطقس التي تكون متأخرة ويتم إشعار الجميع من خلالها مع معرفتهم التامة بآلية العمل في مثل هذه الحالات أو أي حالة أخرى مشابهة لا تحتمل التأجيل ونشرها تأتي منه المعرفة والفائدة للجميع.

وأضافت أن الطاقة البشرية لها جوانب مختلفة وتتعامل مع العمل والمجتمع والأسرة وراحة الموظف فكل منهم حق يجب أن يأخذ حقه دون التداخل فيما بينهم، وقد يؤثر حينها على الأسرة والفرد وعلى إنتاجيته في اليوم التالي.

توعية مستمرة

يقول الرئيس التنفيذي سابقًا في القطاع الخاص تركي الفايز لـ«الوطن» إن إجراءات التواصل مع الموظفين عبر «الواتساب» تحديدًا سهلت لنا الكثير من إجراءات العمل ونقل الملاحظات بشكل يومي وهذا الأمر اعتدنا عليه في العقد الأخير ويتم التواصل من خلاله عبر مجلس الإدارة، وهو أمر لا يفضله العديد من الموظفين ولكن بالإمكان جمع الملاحظات وإرسالها في آخر ساعة من العمل وعدم تكليف الموظف بأعباء في منزله إلا أن تكون بشكل رسمي وتحتسب ضمن ساعات العمل عن بعد، مؤكدًا أننا نُقدر أوضاع الموظفين ولكن بعض العادات التي نمارسها تحتاج إلى توعية مستمرة ليتفهم المسؤول حجم هذا العمل، وأن يلتزم الكل بعدم القيام به خلال الفترة القادمة.

قرار رسمي

في حين أكدت المعلمة فايزة جميل لـ«الوطن» أن قروب مديرتها للعمل الرسمي لا يهدأ من الملاحظات والرسائل والتعاميم المستمرة التي يتم التوقيع عليها في اليوم التالي خطيًا ولكن حرصًا منها تقوم بإرسالها من أجل أن يقرأها الجميع، بل إن بعض الملاحظات يأتي بعدها اتصال صوتي من أجل أن ينتبه الجميع، ومن لا يتفاعل يتم سؤاله من قبل المديرة بشكل شفهي ولا يتم قبول العذر كون أن المديرة تحرص على التفاعل من الجميع، بل إن الرسائل حتى أثناء أيام الإجازة مستمرة، وهذا الأمر أصبح مزعجًا للجميع، منوهة بأن الرسائل الطارئة تصل لنا عبر المنصات الرسمية ويتم العمل بها في حال حدوث أي طارئ، لذا من المفضل أن يكون هنالك قرار بإلغاء أي منصات للتواصل مع الموظفين والاكتفاء بالتعاميم الرسمية والتي يتم التوقيع عليها إما في بداية الدوام أو في نهايته.

سلبيات للتواصل

- اختراق خصوصية الموظف

- كره بيئة العمل والبعد عنها

- اتخاذ موقف من رؤساء العمل

- دفع البعض للاستقالة

- خسارة بعض الجهات للكفاءات

إيجابيات

- التسارع في تنفيذ المشاريع

- استنفار الموظفين في الطوارئ

- ضرورة احتسابها ضمن ساعات العمل